يعتبر الصبر على الابتلاء أحد الأسس الأساسية للإيمان، حيث يواجه المسلم في حياته تحدياتٍ وابتلاءاتٍ مختلفة. وفي هذا السياق، أوصانا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن نتحلى بالصبر والثبات في مواجهة الصعاب. ونجد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحثنا على التصرف بصبر وثبات. ومن هذه الأحاديث:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “عَجَبًا لأَمْرِ المؤمن! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” (رواه مسلم)
شرح الحديث: يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على أن نعيش حياتنا بصبر وشكر في جميع الظروف والأحوال. فإذا أصابتنا سراء ونعمة من الله، علينا أن نشكره ونرضى بما أعطانا، وإذا أصابتنا ضراء وابتلاء، علينا أن نصبر ونثبت، فقد تكون هذه الابتلاءات خيراً لنا في تطهير الذنوب وزيادة الثواب.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ، وَلا حُزْنٍ، وَلا أَذًى، وَلا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ” (رواه البخاري ومسلم)
شرح الحديث: يوضح هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يُكفِّر بالصبر عن الآلام والهموم والأحزان والمكروهات، حتى الأذى الطفيف الذي يُصيب المسلم. فعندما يظل المؤمن صبورًا ومحتسبًا في الشدائد، يُحطِّم الله بها خطاياه ويُنقِي قلبه وروحه.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” (رواه مسلم)
شرح الحديث: هذا الحديث يُكرر مرة أخرى لتأكيد أهمية الصبر والرضا في كل الأوقات، سواء في السراء أو الضراء. المؤمن الصابر يظل مطمئن القلب، راضٍ بقضاء الله وقدره، ويؤمن بأن ما يصيبه من خير أو شر هو بحكمة الله الكاملة.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى” (رواه البخاري)
شرح الحديث: هذا الحديث يعلمنا أن أول مواجهة للابتلاء هي الأصعب، ولكن إذا تحلى المرء بالصبر في تلك اللحظات الأولى من المحنة، فإن الصبر يصبح أسهل بعدها ويُمكننا التعامل مع الابتلاء بقوة وثبات.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ” (رواه البخاري ومسلم)
شرح الحديث: يعلمنا هذا الحديث أنه إذا كان الله يُريد بالمؤمن خيرًا، فإنه سيُصيبه بالابتلاءات والاختبارات ليطهره من الخطايا ويرفع من درجاته في الدنيا والآخرة. لذلك، علينا أن نثق بقضاء الله ونتحلى بالصبر والثبات في وجه الابتلاءات ونأمل الخير والثواب من الله سبحانه وتعالى.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِىَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ” (رواه الترمذي)
شرح الحديث: يُظهر هذا الحديث أن الابتلاءات قد تكون علامة على حُب الله للمؤمن. فالله يختبرنا ليعرف إن كنا صابرين وشاكرين أم لا. والذي يرضى ويصبر في الابتلاءات سيكون محظوظًا برضا الله عنه ونعمة الله عليه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”. (صحيح الترمذي)
الشرح: تُبيِّن هذه الحديث أن الله يحكم على العبد بالخير والشر، وقد يعاقب العبد في الدنيا على أعماله السيئة حتى يكفره عنها، وفي بعض الأحيان يمهله ولا يعاقبه في الدنيا حتى يُحاسب عليها يوم القيامة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَجْلِسُ فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخَذَ اللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ فِيهَا” (صحيح مسلم).
الشرح: هذا الحديث يُعلمنا أنه عندما يصيب المسلم مصيبة أو محنة، ينبغي عليه أن يصبر ويعتبر أنها من قضاء الله وقدره، ويدعو الله ليجازيه في مصيبته بخير منها، وعندما يصبر ويقبل بقضاء الله يكون الله مُكتفِيًا له ويرزقه خيرًا من مصيبته.
في الختام، يُظهر الاهتمام بالصبر على الابتلاء أهمية كبيرة في الإسلام، حيث يُعدُّ من أعظم الفضائل والصفات المحمودة. علينا أن نستلهم العبر والدروس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه، وأن نحاول أن نكون صابرين وثابتين في وجه الصعاب، ونثق بأن الله سبحانه وتعالى لن يُضيع أجرَ من أحسنَ عملاً وأصبر على البلاء.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية