يوجد أكثر من قصيدة شعر عن غدر الزمان تعبر عن لسان حال صاحبها عندما يتعرض لتدهور الحال ولا تسير أموره على ما يرام، وذلك يكثر في الزمن الذي أصبحت تسيطر عليه المصالح واختفى الحب والود بين الناس، حتى أصبح جميعنا أو فئة كبيرة منا جسد دون روح خاصة عندما نتعرض للغدر، ونفقد شغفنا بالحياة، وهناك العديد من الأشعار التي أحسنت التعبير عن تلك الأحاسيس التي تصيب الإنسان في تلك الأثناء.
شعر عن غدر الزمان
بقاء الحال من المحال وكما نعيش في أيام مليئة بالازدهار والبهجة، يأتي علينا وقت ويتدهور بنا الحال بسبب غدر الزمان ومن أجمل القصائد التي عبرت عن ذلك ما يلي:
“ليس اليتيمُ من انتهى أبوَاهُ من … هَمِّ الحياةِ وَخَلَّفاهُ ذليلا
فأصابَ بالدنيا الحَكيمةِ منهما … وبحُسْنِ تربيةِ الزمان بَديلا –
إن اليتيمَ هو الذي تَلْقَى له … أماً تخلَتْ أو أباً مَشْغولا –
إِن المقِّصَر قد يَحُولُ ولن تَرى … لجَهالة الطَّبْعِ الغَبيِّ محيلا –”
“إِن تسأليني كيف أنتَ فإِنني … صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة … فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ –
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ … وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ –
وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ … وفوقَ تقديرِنا للّهِ تقديرُ –”
“تعزَّ فإِن الصبرَ بالحرِّ أجملُ … وليس على رَيْبِ الزمانِ معوَّلُ
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً … لنازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ –
لكان التعزي عند كُلِّ مصبيةٍ … ونازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل –
فككيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامه … وما لامرئٍ مما قضى اللّه مزحَلُ –”
يكون في آخر الزمان أقوام أفضل أعمالهم التلاوم بينهم يسمون الانتان.
شعر عن غدر الزمان قصير
كاتب تلك الأبيات هو الشاعر أبو القاسم الشابي الذي أطلق عليه لقب شاعر الخضراء، وهو من مواليد تونس سنة 1909 وله العديد من القصائد الشعرية ومنها تلك القصيدة الشهيرة التي تحدث فيها عن غدر الزمان وقال:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير
وذو علم مفارشه التراب
شعر عن غدر الزمان عراقي
مؤلف تلك الأشعار هو الشاعر العراقي ابراهيم اطميش الذي يعتبر من مواليد سنة 1873 وكان من أشهر الفقهاء والشعراء في عصره وقدم تلك القصيدة عن غدر الزمان وقال فيها ما يلي:
لا تأمننّ غدر الزَّمان العادي من بعد نازلةٍ بخير عماد هيهات
أن يصفو الزّمان وخلقه سقم الكرام وصحة الأوغاد
وإذا صفا لذوي المكارم صبحه أمسى فرنق
صفوه لنكاد عادي الكرام من الأنام
كأنّه والحتف قد كانا على ميعاد شُلّت يد الدّهر
الخؤون فإنّها ذهبت من العلياء بالأمجاد
بمحمد أودى الرّدى فكأنّما أودى
الوجود بمقلة الإيجاد وإنجاب
عن أفق الهداية بدرها الـ ـموفي السّنا
فخبا ضياء النّادي لا الرّوض والماء
المعين خلافه عذباً إلى الرّواد والوُرّاد
كلا ولا عين الهدى من بعده عن سهدها
اكتحلت بميل رقاد أسفاً على علم الإمامة
والتقى يسري الذّبول لقدّه المياد نفذت سهام
الدّهر فيه وليتها من قبل معطفه أحسّ فؤادي
يا ناعي الشّرع الشّريف ومعدن الدّ ـين الحنيف
ومقصد الوقّاد أوحشت ربع العلم
حتّى لم يكن من رائح فيه ولا من غاد
ونعيت للأفق الرّفيع كواكب الشّـ ـرف المنيع
شعر عن غدر الزمان للشافعي
محمد بن إدريس الشافعي المعروف باسم الشافعي هو أشهر شعراء عصره ويعتبر ثالث الأئمة عند أهل السنة، و ينسب إليه المذهب الشافعي في الدين الإسلامي وقام بتأسيس أصول الفقه، وله العديد من المؤلفات الشعرية نظرًا لفصاحته وقد قال عن غدر الزمان الأبيات التالية:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء
شعر عن غدر الزمان جميل
كتب تلك الأبيات الشعرية الشاعر عماد فاضل وعبر فيها عن غدر الزمان وتغيير الأحوال نحو الأسوأ وقال:
أسفي على غدر الزمان و ما جرى
وعلى الذي خان العهود و أنكرا..!
هانت عليه سنين عمر في الهوى
وليال أنس ، لا تباع وتشترى..!
أرسى السفينة ، واستهان بطيبتي !
ورمى حبال الوصل.. ثم تبخرا..!
لو كان يدري ما أكِنّ من الأسى
لبكى على سوء الظنون و أعذرا..!!
أمضيت أيامي ، أطارد زئبقا !
لا الليل أنساني , و لا هو أبصرا..
عين الرضى ، قبس يسامر وحدتي
والصبر ، غيمات تمر ..لتمطرا..!!
قصيدة أرأيت ما صنعت بنا الأيام
من أجمل القصائد التي تحدثت عن غدر الزمان قصيدة أرأيت ما صنعت بنا الأيام للشاعر الشريف المرتضى أحد شعراء العصر المملوكي والتي قال فيها ما يلي:
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّامُ
ضاع العزاءُ وضلّتِ الأحلامُ
نبأٌ تُفَكّ له الصدور عن الحِجى
وتُهانُ أخطارُ النُّهى وتُضامُ
ومصيبةٍ وَلَجَتْ على ملك الورى
أبوابَه والذّائدون نيامُ
حلّ الرّجال بأمرها عُقَدَ الحُبا
فكأنّهمْ وهمُ القعودُ قيامُ
واِستَوهلتْ آراؤهمْ فتراهمُ
لا نَقْضَ عندهُم ولا إبرامُ
حاروا فليس لديهمُ إنْ خوطِبوا
أو خاطبوا فَهْمٌ ولا إفهامُ
كالغِمْدِ فارق نَصْلَه في معركٍ
والسِّلْكُ مُلْقىً ليس فيه نِظامُ
يا أَيّها الملكُ الّذي لجلاله
يُتَعَلَّمُ التّوقيرُ والإعظامُ
صَبراً فَبِالأدبِ الّذي أسلفتَه
في النّائباتِ تَأَدَّبَ الأقوامُ
أين التَّشَرُّزُ للخطوب وأين ذا
ك الصّبرُ والإطراقُ والإزمامُ
فالثِّقْلُ لا يسطيعه من شارفٍ
كوماءِ إلّا غاربٌ وسنامُ
والنّبعُ تسلبه النَّجابةُ فرعَهُ
ونجا بلؤمٍ خِرْوَعٌ وثُمامُ
والثَّلْمُ ليس يَكون إِلّا في ظُبا ال
ماضى ويخلو منه وهْوَ كَهامُ
والبُخل يتّرِك النّفيسَ وإِنّما
فقد النّفائسَ ما جدون كِرامُ
والحربُ تقتنص الشّجاعَ وآمِنٌ
فيها المَنونَ الواهنُ المِحجامُ
شِبْلٌ محا فيه الرّزيّةَ إِنّه
باقٍ لنا من بعده الضّرغامُ
وثنيّةٍ من يَذْبُلٍ جُدنا بها
إِذْ يَذْبُلٌ خَلَفٌ له وشَمامُ
أخذ الرّدى نفساً وغادر أنفساً
فاِذهَبْ حمامُ فما عليك مَلامُ
وأحقُّ منّا بالبكاء على الّذي
سلب الزّمانُ الفضلُ والإنعامُ
والخيلُ قانيةُ النّحورِ كأنّما
بجلودها الحِنّاءُ والعُلّامُ
لم يدنُ منهنّ النُّزول ولم يَغِبْ
عنهنّ إِسراجٌ ولا إِلجامُ
شعر عن غدر الزمان لابن جبير الشاطبي
اسمه هو محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي وعرف باسم أبو الحسين وهو ولد فى مدينة بَلَنْسِيَة في أسبانيا وعمل كشاعر وكاتب وجغرافي وكانت من أشهر مؤلفاته عن غدر الزمان ما يلي:
صبرتُ على غدرِ الزمانِ وحقدهِ
وشابَ لي السُّمَ الزعافَ بشهده
وجربتُ إخوان الزمان فلم أَجد
صَديقاً جميلَ الغيب في حال بعده
وكم صَاحِبٍ عَاشَرتُه وألفتُه
فما دَام لي يوماً على حُسنِ عهده
وأغربُ من عنقاءَ في الدّهر مغرب
أَخو ثقة يسقيك صافي ودِّه
بنفسك صادِم كل امرٍ تُريده
فليسَ مضاءُ السّيف الا بحده
وعَزمك جرِّد عِند كلِّ مهمةٍ
فما نافعٌ مكثُ الحسامِ بغمدهِ
وشَاهدتُ في الأسفار كلَّ عجيبةٍ
فلم أَرَ من نالَ جِدا بجدِّه
فكُن ذا اقتصادٍ في امورك كلها
فأحسنُ أحوال الفتَى حسن قصده
وما يُحرمُ الانسانُ رزقاً لعجزه
كما لا ينال الرِّزقَ يوماً بكَدِّه
حُظوظُ الفَتَى من شقوةٍ وسعادة
جَرَت بقضاءٍ لا سبيلَ لردِّه
إلى هنا نكون ذكرنا أكثر من قصيدة شعر عن غدر الزمان والجدير بالذكر أن هناك العديد من الحكم والأمثال بالتراث العربي التي تتحدث عن تغيير الحال وغدر الزمان والتي يكون من أشهرها مقولة، إذا قرر الزمان أن يتحدانا بالفراق، فلنتحداه بالذكرى، وكذلك مقولة لا أحد يستعصي على ترويض الزمان، وأخيرًا اصبر لكل مُصِيبةٍ، وتجلًّدِ، واعلم بأن الدهر غير مُخَلَّدِ ودائمًا يجب أن يكون لدينا ثقة بالله.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية