هناك أكثر من قصيدة شعر عن غدر الصحاب والتعرض للغدر والخيانة من المقربين، ذلك الشعور الذي يعتبر من أصعب الامور التي تمر على الانسان في حياته، فكل منا يتوقع الأذى من العدو لكنه يتوقع الدعم والمساندة من الأصدقاء، وعندما يحدث ما هو عكس ذلك يسيطر على الشخص شعور بالخذلان ويتأثر بشكل سلبي ويفقد الثقة في المحيطين به، وهناك العديد من الأشعار التي وصفت أحاسيس الشخص الذي تعرض للغدر.
شعر عن غدر الصحاب
الصداقة تعني مساندة الصديق في السراء والضراء وأن تكون دعم له وسند في وقت الحاجة، لكن في أوقات ضعفنا قد نكتشف أنه ليس لدينا أي اصدقاء لأن من يبقى بجانبنا يكون عدد قليل جدًا والباقي نتعرض منه للخذلان وقد وصفت تلك الأبيات ذلك فيما يلي:
الصداقة كم من صديق باللسان وحينما ****** تحتاجه قد لايقوم بــــــواجب
ان جئت تطلب منــــــه عونا لم تجد ****** الا اعتذار بعد رفع الـــــــ حواجب
تتعثر الكلمــــــــــــــــات في شفتيه ****** والنظرات في زيغ لأفق ذاهـــب
يخفي ابتسامته كـــــــــــــــأنك جئته****** بمصائب يرمينه بمـــــــــــصائب
والصحب حولك يظهرون بـــــــأنهم ****** الأوفياء لأجل نيل مــــــــــــآرب
واذا اضطررت اليهمو او ضـــــاقت ****** الأيام مالك في الورى من صاحب
جرب صديقك قبل أن تحتــــــــــاجه ******ان الصديق يكون بعد تجـــــــــارب
أما صداقات اللسان فـــــــــــــــانها ******مثل السراب ومثل حلم كــــــــــاذب
شعر عن غدر الصحاب للمتنبي
أبو الطيب المتنبي كان من مواليد مدينة الكوفة وأطلق عليه اسم شاعر العرب وكان له مكانة رفيعة جدًا بين الشعراء في ذلك العصر، وقد قال بعض الأبيات التي تصف غدر الصديق فيما يلي:
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى
وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى
فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا
وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى
أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا
أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّما
رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا
لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا
وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحراً أَزَرتُهُ
حَياتي وَنُصحي وَالهَوى وَالقَوافِيا
وَجُرداً مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا
فَبِتنَ خِفافاً يَتَّبِعنَ العَوالِيا
تَماشى بِأَيدٍ كُلَّما وافَتِ الصَفا
نَقَشنَ بِهِ صَدرَ البُزاةِ حَوافِيا
وَتَنظُرُ مِن سودٍ صَوادِقَ في الدُجى
يَرَينَ بَعيداتِ الشُخوصِ كَما هِيَ
وَتَنصِبُ لِلجَرسِ الخَفيِّ سَوامِعاً
يَخَلنَ مُناجاةَ الضَميرِ تَنادِيا
تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً
كَأَنَّ عَلى الأَعناقِ مِنها أَفاعِيا
بِعَزمٍ يَسيرُ الجِسمُ في السَرجِ راكِباً
بِهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجِسمِ ماشِيا
شعر عن غدر الصحاب بدوي
الأشعار البدوية جميلة وتنجح في توصيل الشعور الذي يسيطر على صاحبها بشكل جيد ومن أشهر الاشعار البدوية التي تحدثت عن خيانة الاصدقاء ما يلي:
الخيانه رأس مالك والغدر منك وفيك
وانتا ماتحمل بقلبك غير غدرك والخيانه
لاتقول اني هويتك واني احبك وابيك
كيف وانا الغدر منك ذقته لحد الاهانه
انت من يعشق عيونك مات وبهمه نسيك
لن غدرك والخيانة يقتل الحب وجنانه
بعتني والله حسيبك يوم قلبي مشتريك
بعتني وارخصة قلبي لين جرحة بكيانه
كنت واثق في غرامك كان قلبي مشتريك
كنت احسبك في حياتي حب ملكني حنانه
كانت عيوني تشوفك غير كل الناس ذيك
لين ملكتك حياتي وصرت لي سيد زمانه
مادريت ان الخيانه صارة ارموزك هذيك
لين ذقت الغدر منك وابأمانه وبأمانه
كيف قلي شلون قلبي بعد هاذا يرتجيك
كيف عطني من حلولك قول من يرضى هوانه
كلمة واسمعها امانه لا تجيني ولا اجيك
دام كلك وعلى بعضك رمز وافي للخيانه
شعر عن غدر الصحاب بالعامية
يفضل بعض الشعراء استخدام اللغة العامية لأنها تكون هي الأقرب إلى الأشخاص ويستطيع من خلالها الشاعر أن يبوح بما داخله من مشاعر وقد قال أحد الشعراء عن خيانة الصديق بالعامية ما يلي:
لا تعاشر صاحب بسرعه يخون
ولا تخون بصاحبك طول العمر
ولاتراوغ بلحجي ويا الصديق
دوم خلي الصاحبك وسعة صدر
الصداقه اخلاص وايمان وفاء
مو مصالح تنتهي وبيها غدر
اكو صاحب بالشدايد يفتديك
مثل نسمات الهوى يمك يمر
واكو صاحب مو وفي يجذب عليك
طبعه طبع الظبع يحفرلك حفر
شعر عن غدر الصحاب قصير
الضربة والغدر عندما يأتي من عدو لا يكون موجعًا بنفس القدر عندما يأتي من الصديق القريب، لأن في الحالة الثانية ينتج عنه جرح عميق في القلب وقد قال أحد الشعراء عند تعرضه للخذلان من صديقه الأشعار التالية:
حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا *** ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا
لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي *** ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا
ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً *** وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا
فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ *** أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى
وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها *** غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى
أحلى قصيدة عن غدر الصحاب
تلك القصيدة كتبها الشاعر حامد زيد الذي يعتبر أشهر شعراء الكويت وأطلق عليه لقب الجمهرة وله العديد من الدواوين الشعرية أشهرها قصيدة يا كثر ما رافقت خلان و احباب التي تقول كلمتها ما يلي:
يا كثر ما رافقت خلان و احباب
و يا كثر ما في شدتي هملوني
على كثر ما أعدهم ستر و حجاب
على كثر ما احتجتهم واتركوني
من صارت الخوه ثمن حفنة تراب
نفس الوجيه اللي نصوني نسوني
من غير ذكر فروق وعروق وأنساب
كانوا ثلاثة والثلاثة جفوني
علمتهم و شلون الأهداف تنصاب
و لما سواعدهم قوت صوبوني
عشاني أصغرهم عمر صاروا أحزاب
عشاني اصدقهم قصيد اظلموني
اللي نجاح اسمي زرع فيهم أنياب
حتى النصيحة ما بغوا ينصحوني
دام العطايا عندهم دين وأتعاب
و الله لو أطلب ذنبهم ما عطوني
طالب نصيحة كني طالب أرقاب
و هي نصيحة؟! كيف لو زوجوني؟
كنت أكتب لنفسي مشاريه و عتاب
و لا ادري إن اللي قروني قروني
تضاربت من دوني عقول و ألباب
واجد بغوا غيري و واجد بغوني
أقفل هدب تسهر على شعري أهداب
كني حبست إرقادهم في جفوني
لو شفتهم واحد يشوفوني اسراب
من وين مالدوا نظرهم لقوني
أثري و جودي بينهم محرق أعصاب
ومزعل بعضهم من بعض لو طروني
يا كبري بعيني وأنا توني شاب
وأهم كتاب الشعر حاربوني
حتى و لو يهوي على نجمي شهاب
يكفيني إن إسمي كبير بعيوني
قد قال ابوي :ان هبتهم قول :ما هاب
لو يقدرونك قول :ما تقدروني
ما دام قبري محتضن راس مرقاب
على كثر ما تقدرون ادفنوني
لو ماني بذيب إنهشت عظمي ذياب
لو ما عرفت اثبت وجودي لغوني
لو ما سكنت وجيههم مت بغياب
لو ما قدرت أمحي ورقهم محوني
أصبحت الأصعب لأنهم كانوا اصعاب
جننتهم مثل ما جننوني
ما جيت أبدبل كبدهم شعر و خطاب
لين أدبلوا كبد الذي خلفوني
يا ويل وجهي كن للدمع مخلاب
ما جف ماه ولا استحى من طعوني
كل ما طرالي منظر مريب وارتاب
إلى هنا نكون قد ذكرنا أكثر من قصيدة شعر عن غدر الصحاب والتعرض للخيانة منها، في زمن أصبحت فيه المصالح هي الأولوية التي تسيطر وتتحكم في تعاملاتنا مع الآخرين، ولم يصبح هناك أي مكان للمحبة والود، وإذا وجدت صديق سند لك لا تفرط به ابدًا لأن ذلك النوع من البشر أصبح قليل.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية