هناك اكثر من قصيدة شعر في الرجل الشهم حيث قام العديد من الشعراء والأدباء بتأليف العديد من القصائد التي تحث على تلك الصفة وتقوم بالثناء على الأشخاص الذين يتمتعون بها، لكونها من الصفات الحميدة التي اندثرت في العصر الحالي ويقصد بها القدرة على الصبر الحرص على التعامل مع الآخرين بكل همة ومروءة، وهي من الصفات التي يجب أن نربي عليها أبناءنا، ونعلمهم أن معنى الرجولة لن يكتمل بدون وجود تلك الصفة.
شعر في الرجل الشهم
من أشهر القصائد التي تحدثت عن تلك الصفة قصيدة شهامة الطبع قادتني إلى الأدب التي كتبها الشاعر السوري أبو الهدى الصيادي والتي تقول كلماتها ما يلي:
شهامة الطبع قادتني إلى الأدب
وعزة النفس رقتني إلى الرتب
وساعدتني يد الرحمن بالخلق ال
عالي الجميل ففيه فزت بالأرب
والحمد للَه لم أحقد على أحد
والعفو طبعي وذا من جودة لنسب
ولي من اللَه خوف لأحد ولي
حسن الظنون به في كل منقلب
ولي عن الغير تجريد ولي همم
تعلو بأن تنسب التأثير للسبب
وفي مكافأة من أسدى إلى يدا
لي نية صححت بالصدق بالطلب
وشيمتي حفظ شأن الملتجين إلى
شأني وإن طال في ذا منهج التعب
وإن ما شاع في الأعجام عن شيمي
بالفعل قال به أعلى بني العرب
ومن تشبث بالإنكار عن حسد
أقر إقراره إقرار محتسب
تعلو إلى صدر ديوان العلا رتبي
طبعاً وتكبير إن تبقى على الذنب
وفي التواضع لي ذكر محامده
جلت وكبر كبير المدح في الكتب
ومذهبي الجود لا عن سمعة وريا
بل طبعي البذل والإذهاب للذهب
ولي معاهد صدق في العهود ولي
عزم لأجل الوفا جلد على النصب
وقد تعاظم ذيلي إن يميل إلى ال
فحشاء شيمة إعراب ذوي حسب
وما احتقرت فقيراً قط أو سقطت
عند الغنى طباعي مثل مكتسب
ولا قطعت قريباً لي لذلته
ولا وصلت غريباً خيفة
ولا اعتمدت على الأغيار معقداً
أن السلامة في التسليم والأدب
ولا افتخرت على قومي بمرتبة
ولا تركت حماهم حالة الكرب
ولا رأيت بعيني للوجود بقا
ولا شغلت بزهو اللهو واللعب
وقد تجرد قلبي إن يمر به
شهود نفسي كحال السادة النجب
وإن أكن غبت جسماً عن ملاحظتي
فإن قلبي بفضل اللَه لم يغيب
شعر في الرجل الشهم لابن الرومي
ابن رومي كان أحد أشهر الشعراء في العصر العباسي وتحديدًا في القرن الثالث عشر الهجري في بغداد وكان له العديد من المؤلفات الشعرية وقصائد ما زالت باقية حتى العصر الحالي وقت تحدث عن الشهامة في القصيدة التالية وقال:
رَثَتِ الأمانة ُ للخيانة إذ رأتْ
بالشمس موقفَ أحمد بنِ عليّ
منْ ذا يؤمِّلُ للأمانة ِ بعده
لوَليِّ سُلطانٍ ثوابَ وَليِّ
بدرٌ ضَحَى للشمس يوماً كاملاً
فبكتْ هناك جَليَّة ٌ لجِليِّ
من يَخْلُ من جزع لضَيْعة حُرْمة ٍ
من مثله فالمجدُ غيرُ خَليَّ
يا شامتاً أبدى الشماتة لاتَزلْ
تَصْلَى بمرمَضَة أشدَّ صُلِّي
ستراك عيناهُ بمثل مَقامهِ
وببعضِ ذاك يكون غير مَليِّ
وقعتْ قوارعُ دهرِه بصَفاتِه
فتعلّلتْ عن مَصْدَقٍ سَهْلِيِّ
عن ذي الشهامة والصرامة ِ والذي
ما عيبَ قطُّ بمذهب هَزْلَي
عن ذي المرارة والحلاوة والذي
لم يؤت من خُلق له مَقلي
وأبي الوزير بن الوزير أبَى له
إلا الحفاظ بمجدِهِ الأصلي
بل كاد من فَرْط الحميَّة أن يُرَى
فيما تقلَّد رأي معْتَزلي
وإذا أبو عيسى حَمَى مُتَحرِّماً
أضحى يَحُلُّ بمَعْقِل وعَلِّي
أبقى الإله لنا العَلاءَ مُمتَّعاً
بعلائِهِ القَوْلي والفِعلي
فاللَّه يعلمُ والبريَّة ُ بعدَهُ
وكَفى بعلْم الواحد الأزلِّي
ما ضَرُّ دُنيا كان فيها مِثْله
ألا يُحلَّى غَيرُهُ بحُلِّي
ذو منظرٍ صافي الجمالِ ومَخبرٍ
وافي الكمالِ ومَنْطِق فَصلي
جمع الشَّبيبة والسَّدادَ فلم يَبعْ
فوزَ الحكيم بلذة ِ الغزَلِّي
شعر في الرجل الشهم سعودي
الشاعر السعودي مطلق ابن حميد الثبيتي كتب قصيدة عن صفات الرجولة والشهامة التي يتمتع بها الرجل في أحد قصائده وقام بالثناء والمدح على اصحاب تلك الصفات وقال عنهم ما يلي:
أخــتــار ســمـحـات الــــدروب الـنـظـيـفة
الــلـي غـسـلها رايــح الـمـزن بـرشـاش
يـمـشـونـها قــــوم الـنـفـوس الـشـريـفة
الـلـي ضـمـائرهم نـقـية كـمـا الـشـاش
بــيــوتـهـم مـــثـــل الــقــصـور الـمـنـيـفـة
مـاهـي لـطـير الـبـوم غـيران وأعـشاش
وإحــلالــهـم لــلـضـيـف دايـــــم مــريــفـة
لـو رجـلهم يـسرح ويـضوي عـلى ماش
والــرجــل مــنـهـم مــــا يـخـلـي رديــفـة
إن مـات غـيره مـات وإن عاش له عاش
وإن مـــات مـنـهم رجــل عـقـب خـلـيفة
يـطـعـن نــحـور الــقـوم ويـــرد الأدبـــاش
يــعـرف هـــدف روحـــه ويــعـرف ولـيـفـه
مـــا يــعـرف الـخـونـة ولا هــو بـغـشاش
ولـــيـــا رزقــــــه الله بـــعـــذراء عــفـيـفـة
يـحـطـهـا مــــا بــيــن نــونــه والأرمـــاش
مــا هــو عـلى الـخفرات يـستل سـيفه
وان طـــالــعــوه الــريــاجــيـل يــنــحــاش
حــلــو الــنـبـأ ســمــح الـمـحـيا لـضـيـفه
ويــصـيـر لــــه خـــادم مـسـخـر وفـــراش
وإن مــــد مــــا مــــدت يـمـيـنه قـصـيـفه
مـــدت يـمـيـنه تـبـهـر الـخـبـل والـــلاش
ولــيــا هــــرج تــلـقـى عـلـومـه طـريـفـة
مـــا هـــو لـهـفـوات الـمـنـاعير مـنـقـاش
وإن شــبــت الــنـيـران مـــا هـــو بـلـيـفه
فــي سـاعـة الـكربة سـواري ورشـاش
ســــدة بــعـيـد ولاحـــد يـلـحـق غـريـفـة
مــا هــو لـعـرض مـكـرم الـعـرض نـهاش
الـشـوك فــي جـنـبه ســوات الـقـطيفة
إن كـــان مــالـه بــيـت مــامـون وفــراش
مـــا يـرتـكـني فـــوق الـخـبول الـضـعيفة
الــلــي لــيــا حـركـتـهـا قــدرهــا طـــاش
شعر في الرجل الشهم مصري
صاحب تلك القصيدة هو ابن نباته المصري الذي يعتبر أحد شعراء العصر المملوكي وعمل كاتب وشاعر في عصر الدولة المملوكية وله العديد من المؤلفات منها قصيدة قوامك تحت شعرك يا أمامه التي تحدث فيها عن تلك الصفة وقال ما يلي:
وكأس الحمد في يمناه يملا
بممزوج اللّطافه والشهامهْ
وملك صلاح دين الله يزهو
بأفضل فاضل فيه إقامهْ
فأمَّا أصله فإلى قريشٍ
وأمَّا سرّه فإلى كتامهْ
له قلم تقسّم ريقتاه
شهاد فم المحاول أو سمامهْ
مكين في الندى والبأس إما
لهامٍ في المصالح أو لهامهْ
وما الّلامات تحمي الجيش إلا
إذا ما خطَّ فوق الطرس لامهْ
وما الروض النضير له نظير
إذا أدراجه مزجت كلامهْ
وما الدّرّ اليتيم ربيب بيت
إذا لم يعتمد يوماً نظامهْ
علاء الدِّين ما أشهى للثمِي
ثرى قدميكَ أجعلهُ لثامهْ
أتيتُ الشام بعد سنين جدبٍ
فكان العام حين أغثت عامهْ
وواليت الندى مالاً وجاهاً
إلى أن جانس الكرم الكرامهْ
وعدتَ عزيز مصرَ وكلّ مصرٍ
سعيداً في الترحُّل والإقامهْ
وقالوا سارَ قلبكَ يوم سارت
ركائبه فقلت مع السَّلامهْ
ففي دارِ البوار الآن شخصي
وقلبي الآن في دار المُقامهْ
إليكَ أبو الخلائف من قريشٍ
سؤال سامه أملي وحامهْ
أذكّر جودك الوعد المبدَّا
وقد أخمدت من سغبي ضرامهْ
جعلت الجسم منِّي بيت لحمٍ
وزدت وظائفي أيضاً قمامهْ
قصيدة تدعو للتقرب من الرجل الشهم
كتب الشاعر بهاء الدين الصيادي قصيدة يحث فيها على مصاحبة الرجال المعروف عنهم الشهامة وقال فيها ما يلي:
وصاحب البر مأمون الشمائل في
كل الأماكن واهجر كل بهات
ورافق الرجل الشهم الكريم فلن
يخامر السوء أصحاب المروءات
ومن زكت بشريف الأصل طينه
فخذه خلّاً ودع أهل الدَنيّات
واعلم بأن نظام الطبع يظهر ما
في الأصل من سر آثارٍ خفيات
إلى هنا نكون قد ذكرنا أكثر من قصيدة شعر في الرجل الشهم لشعراء من مختلف العصور والبلدان العربية، وتعتبر تلك الصفة من الصفات الأصيلة في العرب ورمز من رموز الرجولة لديهم، ويطلق عليها العديد من الاسماء مثل الرجولة أو الجدعنة، كما أنها تشير إلى السعي لتقديم المساعدة للغير دون انتظار أي مقابل.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية