هناك أكثر من قصيدة شعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو أشرف الخلق جميعًا وخاتم الانبياء والمرسلين، وكان يتمتع بالعديد من الصفات الحميدة ومكارم الأخلاق التي لا مثيل لها، لذلك أطلق عليه لقب الصادق الأمين، كما وصفه الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله ( وانك لعلى خلق عظيم).
شعر في مدح الرسول
حسان بن ثابت الصحابي الجليل رضي الله عنه كان من أشهر شعراء عصره وبعد دخوله الإسلام أصبح هو شاعر الرسول وكتب قصيدة في مدح رسول الله قال فيها ما يلي:
محمد المبعوث للناس رحمة
يشيد ما أوهى الضلال ويصلح
لأن سبحت صم الجبال مجيبة
لداوود أو لان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه
وإن الحصى في كفه ليسبح
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا
فمن كفه قد أصبح الماء يطفح
وإن كانت الريح الرخاء مطيعة
سليمان لا تألو تروح وتسرح
فإن الصبا كانت لنصر نبينا
ورعب على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتي الملك العظيم وسخرت
له الجن تسعى في رضاه وتكدح
فإن مفاتيح الكنوز بأسرها
أتته فرد الزاهد المترجح
وإن كان إبراهيم أعطي خلة
وموسى بتكليم على الطور يمنح
فهذا حبيب بل خليل مكلم
وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض الرواء وباللوا
ويشفع للعاصين والنار تلفح
وبالمقعد الأعلى المقرب ناله
عطاء لعينيه أقر وأفرح
وبالرتبة العليا الوسيلة دونها
مراتب أرباب المواهب تلمح
ولهو إلى الجنان أول داخل
له بابها قبل الخلائق يفتح
شعر في مدح الرسول للشافعي
الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة المعروفين عند أهل السنة وصاحب مذهب الشافعية، وله العديد من الإسهامات الدينية، وكان معروف عنه انه شاعر فصيح ومن أشهر أشعاره في الثناء على الرسول ما يلي:
من مثلكم لرسول الله ينتسب
ليت الملوك لها من جدكم نسب
ما للسلاطين أحساب بجانبكم
هذا هو الشرف المعروف والحسب
أصل هو الجوهر المكنون ما لعبت
به الأكف ولا حاقت به الريب
خير النبيين لم يذكر على شف
الا وصلت عليه العجم والعرب
خير النبيين لم تحضر فضائله
مهما تصدت لها الأسفار والكتب
خير النبيين لم يقرن به أحد
وهكذا الشمس لم تقرن بها الشهب
واهتزت الأرض إجلالا لمولده
شبيهة بعروس هزها الطرب
الماء فاض زلالا من أصابعه
أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب
والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه
والصخر قد صار منه الماء ينسكب.
شعر في مدح الرسول لأحمد شوقي
الشاعر أحمد شوقي هو أحد الشعراء المصريين من مواليد مدينة القاهرة أطلق عليه اسم أمير الشعراء وله العديد من المؤلفات الشعرية والادبية وقد قال في مدح رسول الله قصيدة بعنوان ولد الهدى فالكائنات ضياء التي تقول كلماتها ما يلي:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
شعر في مدح الرسول للمتنبي
أبو الطيب بن الحسين الكوفي أطلق عليه اسم شاعر العرب وكان معروف باسم المتنبي له العديد من المؤلفات في مدح رسول الله والثناء عليها أشهرها قصيدة بعنوان أرق على أرق ومثلي يأرق والتي تقول كلماتها ما يلي:
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
شعر في مدح الرسول لجرير
جرير بن عطية بن حذيفة الخَطَفي هو أحد شعراء الدولة الاموية كان فقيرًا في الصغر وعرف عنه حب الأدب والبلاغة حتى اصبح من اشهر شعراء العرب وكان بارع في فن الهجاء وله العديد من القصائد في مدح الرسول منها القصيدة التالية:
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً
مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا
فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً
وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً
لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ
شعر في مدح الرسول لنزار قباني
نزار قباني هو من شعراء العصر الحديث وصاحب الجنسية السورية وكان رجل سياسي ودبلوماسي ودرس في كليه الحقوق لكنه لم يقوم بالعمل في ذلك المجال وتوجه إلى أعمال التأليف والنشر ومن أشهر أشعاره في مدح رسول الله ما يلي:
عَـزَّ الـورودُ وطـال فيـك أوامُ
وأرقـتُ وحـدي والأنـام نيـامُ
ورَدَ الجميع ومن سناك تـزودوا
وطردت عن نبع السنـا وأقامـوا
ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد
وتقطعت نفسـي عليـك وحامـوا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقـت
أبواب مدحـك فالحـروف عقـامُ
أدنوا فأذكر مـا جنيـت فأنثنـي
خجـلا تضيـق بحملـي الأقـلام
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جـل المقـام فـلا يطـال مقـام
وِزْرِي يكبلني ويخرسني الأسـى
فيموت في طرف اللسـان كـلام
يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوقٍ تقـض مضاجعـي الآثـام
أرجو الوصول فليل عمري غابـة
أشـواكـهـا … الأوزار والآلام
يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام
أأعود ظمـآنٌ وغيـري يرتـوي
أيرد عن حـوض النبـي هيـام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنـوب جسـام
أو كلمـا حاولـت إلمامـا بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلـمـام
ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصماء قبلي … سطـرت أقـلام
مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم
أسرار مجـدك… فالدنـوُّ لمـامُ
ذكرنا أكثر من قصيدة شعر في مدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أهدى البشرية إلى طريق النور وكان لها الدليل والمرشد، واستطعنا من خلال رسالته التفرقة بين الحق والباطل، لذلك حرص الشعراء على مر العصور على مدح الرسول والثناء على أخلاقه وعظمة الدين الإسلامي.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية