غدر الزمان هو أصعب ما يمر به الإنسان، فربما يكون لديك ثروة وجاه ثم تفاجأ بفقدانك كل هذا وقتها كيف ستشعر؟ إن هذا الأمر يحدث يوميًا للعديد من البشر منهم ما تخطى هذا الشعور بالضعف والنقصان وآخرين تحطموا وفقدوا مستقبلهم وحياتهم، وآخرين فقدوا عقولهم وأصبحوا نزلاء في المصحات النفسية.
خلال السطور القادمة سنقص عليكم قصص لبعض الناس الذين يعدوا أمثلة رائعة ليتعلم الإنسان كيف تكون الحياة.
قصة عمر
أنا الآن في فيلتي الخاصة أنعم بما حباه الله لي من نعم بعد معاناتي لشهور طويلة لا أعلم كيف مرت على، هذا ما قاله عمر لأحفاده الصغار نور ونادين، كان عمر ينظر بغضب لحفيده نور لأنه كان ثائرًا لأن والدته لم تسمح للسائق الخاص بهم أن يوصله إلى المدرسة، نظر إليه قائلا: تعلم أن تعتمد على نفسك كي لا تمر بما مررت أنا به لهذا أمرت السائق بألا يوصلك للمدرسة وقررت ألا تذهب المدرسة بسائق وأن تذهب مترجلا خاصة أن المدرسة قريبة من المنزل.
غضب الطفل من جده وقال له متسائلا: لماذا تكرهني بهذا الشكل يا جدي؟
بكى الجد وقال: بالعكس يا ولدي أنا أحبك ولا أريدك أن تعيش مدللا وفجأة تجد نفسك بدون الرغد الذي تعيش فيه ومطلوب منك أن تعيش بمفردك دون أن يكون معك قرش واحد، هذا ما حدث معي وقد تعبت كثيرًا إلى أن عدت مرة أخرى إلى مجدي وكونت الثروة بنفسي.
دعني أقص عليك قصتي وستعلم أنني بالفعل أحبك.
البداية
عمر طفل وحيد لوالديه، الوالد رجل أعمال غني جدًا والأم موظفة كبيرة في أحد المصالح الخاصة، عانت الأم كثيرًا وانتظرت سنوات طويلة حوالي 10 سنوات حتى رزقت بعمر الذي كان آية في الجمال وهذا سبب خوف الوالدين الشديد على الطفل مما دعاهم لتخصيص أحد السائقين لرعاية عمر وتوصيله للمدرسة والدروس ومراقبته من بعيد لإنقاذه من أي مكروه يمكن أن يحدث له، وفي أحد الأيام مرضت الأم مرضًا منعها من الذهاب إلى العمل مما أدى لفصلها وبالتالي ساءت حالتها النفسية وتوفيت بعد معاناتها من المرض الخبيث في الدم.
حزن الزوج عزيز جدًا على زوجته لكنه تعافى سريعًا كي يراعي نجله الوحيد عمر، بعد مرور سنوات كبر الأب وبدأت صحته تضعف لكنه لم يهتم إلا بتوفير حياة كريمة وثروة كبيرة لولده تحميه من غدر الزمان لذلك فكر في عمل صفقة بكل ثروته.
الصفقة
بعد وفاة مها (أم عمر) زار علي أخيه عزيز ليعرض عليه أن يدخل معه في صفقة رابحة جدًا تؤمن لعمر حياته وهي وضع مبلغ مالي كبير على إحدى الشركات في البورصة وقال له إن أحد أصدقائه ربح أموال طائلة من الاستثمار في هذه الشركة، بعد العديد من الزيارات اقتنع عزيز بكلام شقيقه علي وبالفعل قرر عزيز استثمار مبلغًا ماليًا كبيرًا في شركة الحديد لكنه فوجئ بأن المبلغ المطلوب أكبر من السيولة المادية المتاحة لدى عزيز مما اضطر عزيز لبيع شركته ومنح شقيقه الأموال المطلوبة لاستثمارها.
بعد مرور شهر من استثمار عزيز لأمواله في الأوراق المالية الخاصة بشركة الحديد خسرت الشركة وأغلقت وأعلن صاحبها إفلاسه وبذلك خسر عزيز أمواله صدم عزيز ولم يتحمل هذه الصدمة، أصيب بأزمة قلبية حادة مفاجئة ومات في الحال.
فجأة عمر أصبح وحيدًا ليس لديه سوى الفيلا التي يسكنها ولأنه لم يتعود على حمل المسئولية ولا على أعباء العمل بدأ يشعر بأنه لم يعد غنيًا كما كان يعيش مع والديه وعليه يجب أن يعمل كي يقتات، ولكن ماذا أعمل فأنا لا أستطيع عمل شيء وليس لدي أية مهارات ولا حتى استكملت تعليمي لكني توقفت في الثانوية العامة التي حصلت عليها بعد 3 محاولات ولم أحصل على المجموع الذي يدخلني الجامعة.
نقطة التحول
في بداية الأمر أصيب عمر بحالة اكتئاب شديدة نقل على إثرها لمصحة نفسية خاصة بكارم الطبيب الذي يسكن في الفيلا المجاورة بعد إصابته بحالة هياج شديدة جعلته يحطم كل شيء داخل الفيلا من فازات وأطباق غالية الثمن وتحف، عين العم وصيًا على عمر وذلك لحالته الصحية المضطربة.
أثناء وجود عمر في المصحة قام العم ببيع الفيلا لنفسه بموجب توكيل حرره له شقيقه قبل وفاته قام علي ببيع الفيلا لنفسه قبل الإعلان عن وفاة شقيقه، بعد تعافي عمر وخروجه من المصحة عامله عمه وكأنه خادم ولم يتعامل معه كابن أخ وصاحب مكان.
بدأ علي في مضايقة عمر بتقليل كمية الطعام المقدمة له وعدم السماح له باستكمال تعليمه كما نصحه الطبيب وحينما أصر عمر على استكمال تعليمه ورفض عمه لرغبته تدخل الطبيب وأقنع العم الذي اشترط أن يعمل عمر سائقًا لدى عمه وأن يذاكر في وقت فراغه من العمل لكن العم لم يدع عمرًا في حاله بل كان يختلق مشاوير غير مهمة وسفريات كثيرة لكي ينشغل عمر ولا يستطيع أن يذاكر.
بعد مرور فترة من استعباد عمه له اقترح الطبيب عليه أن يترك المكان وأن يعمل كممرض في إحدى المستشفيات الخاصة بصديق له إلى حين حصوله على مؤهل عالي يستطيع من خلاله أن يعمل في مكان محترم يوفر له مرتبًا جيدًا يعينه على بداية مشوار حياته وتكوين أسرة.
وافق عمر على اقتراح الطبيب وكان هذا الاقتراح هو نقطة التحول في حياة عمر، بدأ عمر يشعر بمعاناة الآخرين بعدما شاهد بنفسه المرضى الذين يموتون كل يوم والطب عاجز عن إنقاذهم وميلاد الأطفال أحياء من أمهات متوفيات وصراخ وعويل لأهالي الموتى.
لحظتها شعر عمر أن الحياة لا قيمة لها وأن الإنسان يستطيع أن يصنع بنفسه السعادة لنفسه ولمن حوله وبدأ يتغير تدريجيًا خاصة بعد حصوله على الثانوية العامة بمجموع كبير جدًا أهله لدخول كلية الهندسة واختار لنفسه قسم الميكانيكا، بالفعل ساعده الطبيب إلى أن حصل على بكالوريوس الهندسة بامتياز.
بعد تخرجه في الجامعة عرض عليه الطبيب أن يفتح له ورشة تصليح سيارات في البداية رفض الفكرة وأصر على عمل ذلك دون مساعدة أحد لأنه قرر أن يعتمد على نفسه وألا يعتمد على أحد مرة أخرى، فرح الطبيب بقرار عمر وأمام تصميمه على هذا القرار اقترح عليه أن يكون شريكًا له لفترة محددة إلى أن يسدد عمر رأسمال المشروع ثم يصبح المشروع كاملا ملكًا له وكأنه حصل على قرض من البنك وبدأ به بل على العكس فإن اقتراح الطبيب سيمحيه من سداد فوائد للبنك.
بدأ عمر في مشروعه واجتهد كثيرًا، مرت عليه أيام لم يتناول فيها سوى وجبة واحدة ليوفر المال الذي يسدده للطبيب بسرعة ويصبح المشروع ملكًا له ويصبح هو الوحيد المستفيد من أرباحه، استمر الأمر بالفعل لمدة عامين شعر فيمها أنها سنوات طوال وبعدها حقق عمر حلمه.
علم عمر بعد فترة من الزمن أن عمه خدع والده وأنه وضع ثروة الأب في شركة أخرى بخلاف الشركة التي أوهمه أنها خسرت وبالتالي خسر أمواله وأصبح الولد بدون أي ثروة، استمتع العم بثروة شقيقه واستولى على الفيلا الخاصة به بالحيلة، واجه عمر عمه لكن العم أنكر ذلك واستمر يحارب عمه سنوات لاسترداد حقه وحق والده إلى أن أصيب العم في حادث وأوشك على الموت لذلك طلب من عمر أن يسامحه على ما اقترفه في حقه وحق والده ورد له الفيلا ورأس المال الأول الذي دفعه عزيز لأخيه.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية