سن المراهقة من أصعب المراحل التي يمكن أن يصل إليها الوالدين مع أبنائهم، فهو يحتاج إلى رعاية، فهي فترة انتقالية بين مرحلة الطفولة والنضوج العقلي، لذلك يكون المراهق متخبط المشاعر، فما يمر به المراهق ليس بقليل، فالعديد من التغيرات “الفسيولوجية” و”الهرمونية” تحدث في جسده، لذلك يصاب بالكثير من الهواجس والؤثرات التي تقلقه في عدة نواحيٍ، لذا نعرض لكم هذا المقال للتعرف على كيفية التخلص من هواجس سن المراهقة وما يترتب عليها.
ما هو سن المراهقة حسب منظمة الصحة العالمية
المراهقة هي مرحلة الطفل من سن ١٠ سنوات حتي ٢١ سنة فهي مرحلة مهمة جداً في حياة كل فرد، حيث تتكون فيها معالم شخصيته طوال الحياة، وأهم ما يميز تلك المرحلة أن عقل الطفل ينمو فيها بسرعة جداً، وتغير في جميع مظاهر النمو الجسدي والاجتماعي الخاصة به، لذا قام العلماء بتقسيمها إلي ثلاث مراحل:
- الطفولة السلسلة المريحة.
- النضج.
- الشباب.
وقد أجابت منظمة الصحة عن سؤال ما هو سن المراهقة؟ على أن سن المراهقة يبدأ من ١٠ سنوات حتى ١٩سنة، ليكون فيها الذكر قد أتم بلوغه بشكل صحيح وكذلك الفتاة، وأن المراهق يمر بالكثير من التغيرات النفسية والعصبية والذهنية والاجتماعية المختلفة، في أغلب الأحوال يتم اكتمال النمو الجسدي للمراهق عندما يتم ١٥ سنة إلى ١٧ سنة وفي أغلب الأحوال يكونوا قادرين على الإنجاب، لكنهم ما زالوا يحتاجون إلى الدعم والمساعدة من آبائهم، حتى لو كان حجم أبنك أكبر من حجمك، وبمجرد أن يصل المراهق إلى سن ٢١ سنة يكون قد تكونت شخصيته وانفعالاته الاجتماعية.
أما بالنسبة إلى التغيرات الجسدية والهرمونية فقد يصيب بعض المراهقين القلق بسبب نموهم الجسدي السريع سواء كان قبل أو بعد من هم في سنهم، لكن لا تقلق يا عزيزي بنهاية هذه المرحلة سيكون أنت ومن هم مثلك اكتما نضجهم بشكل كامل، ففي الإناث يكون النضج متمثل في مرحلة الحيض ونعومة الصوت وظهور معالم الأنوثة على جسدها، أما بالنسبة للذكر فيكون البلوغ متمثل في تغير الصوت وظهور الشعر والاحتلام.
سن المراهقة والتغيرات النفسية
هناك علاقة وثيقة بين سن المراهقة والتغيرات النفسية التي تطرأ على المراهق وحدوث تطور في القدرات العاطفية والمعرفية الأخرى، فبداية من عمر العاشرة يكون المراهق قادر على التفكير والتفرقة بين الصح والخطأ، كما أنهم يكونون منصتين جيدين لوجهات نظر الآخرين في اتخاذ القرارات، وكل هذا لتكوين شخصيته وليكون قادراً على حل جميع المشاكل النفسية والاجتماعية التي ستواجه في المستقبل، وعلى الرغم من هذا يحاول المراهق صنع شخصيته المستقلة به.
كما يهدف المراهقون في هذا السن إلى تطوير هويتهم الجنسية أيضاً فهي تثير لديهم الكثير من المخاوف والشكوك، بسبب آراء الأشخاص الآخرين وكذلك أصدقائهم، كما أنه يميل أكثرهم لاتخاذ قرارته بنفسه وتزداد لديه مصطلحات مثل الاستقلالية والشعور بالذات، ولكن تختلف التغيرات النفسية للبنت عن الذكر لذا هيا بنا لنرى التغيرات النفسية عند كلاً منهم:
سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات
هناك اختلاف واضح وكبير بين التغيرات النفسية للذكور عن الفتيات، خصوصاً في مرحلة البلوغ، وفي السطور القليلة القادمة سنشرح بعض التغيرات النفسية للفتاة في تلك المرحلة:
- الانفعالات العصبية والنفسية للفتاه في هذا الوقت تكون غير متزنة تماماً، فغالباً ما يكون رد الفعل أقوى من الفعل.
- تبدأ في الشعور بمشاعر جياشة، فمن المهم احتواء الفتاه في ذلك الوقت بشكل كبير.
- غالباً ما تكون تلك المشاعر كلها حنان وعاطفة لا تمت للواقع بأي صلة.
- تلجأ الفتيات في ذلك الوقت إلى الخيال فهو المتنفس الوحيد لديها.
- من الممكن أن تعاني من بعض المشاعر “الازدواجية” مثل الشعور بالحب والكراهية لدى شخص معين، الحماس واللامبالاة في وقتاً واحد.
سن المراهقة والتغيرات النفسية للأولاد
يبدأ الذكور في هذا الوقت بالإحساس بالمسئولية والتفكير في المستقبل ورسم العديد من الخطط المستقبلية والتفكير في كل شيء، مع الاهتمام بالقضايا السياسية والاجتماعية، ودائماً ما يقارن نفسه بأصدقائه وكل من حوله، في أغلب الأحيان ينصاع لآراء أقرانه بدلاً من أهله، ويخالف كل ما يقوله الأهل كل هذا ليشعر بالاستقلالية.
كيفية التعامل مع المراهق
نظراً للتغيرات التي عرضناها سابقاً يعد سن المراهقة من أكثر الأعمار التي تحتاج إلى عناية خاصة واهتمام كبير، حيث يكون للأسرة دور كبير في نشأة المراهق، فالبيئة المحيطة به أيضاً لها دور مهم في تنشئة شخص سوي إيجابي في تفكيره وشخصيته، لذ سنعرض لكم بعض الطرق للتعامل مع المراهق وهي:
- الاستماع إلى المراهق والإنصات إليه بشكل جيد، مع محاولة من الأهل لتفهم مشاكله.
- ابحث معه عن حلول لمشاكله، احذرك من الاستخفاف بعقله والشعور بأن مشكلته غير ضرورية.
- لا تلوم طفلك في هذا السن على تصرفاته، فهو مذبب الرأي غير متزن في الانفعالات.
- حاول بكل جهدك أن تنشئ صداقة مع ابنك، لا تجعله يخاف منك.
- اجعله دائماً واثق من نفسه.
- قم بوضع بعض الحدود لمراهقك التي توجهه وتساعده في تكوين شخصية سليمة.
متى ينتهي سن المراهقة
تبدأ حياة الإنسان بمرحلة الطفولة ثم المراهقة ثم الكهولة، وتعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، فيجب التنبه لها من كل المسؤولين عن الطفل في هذا الوقت سواء كان اهله أو المؤسسات التعليمية الخاصة به، فمرحلة المراهقة تعني دخول طفلك في مرحلة عمرية جديدة مع تغيرات نفسية وعصبية واجتماعية جديدة، يختلف سن انتهاء المراهقة من مكان لآخر، فهناك بعض المجتمعات التي تحتاج لوقت طويل لانتهاء هذا السن، والبعض يحتاج لوقت قصير، لذلك قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل وهم:
- المراهقة الأولى: من ١٠ سنوات حتى ١٤ سنة وهو سن اكتمال التطورات البيولوجية.
- المراهقة المتوسطة “النضج”: من سن ١٤ سنة حتى ١٩ سنة وهو سن التغيرات البيولوجية السريعة.
- المراهقة المتأخرة: من ١٩ حتى ٢١ سنة، فيصبح الشخص ناضج في تصرفاته وأفعاله.
علامات انتهاء سن المراهقة
توجد بعض العلامات التي توضح بداية سن المراهقة مثل ظهور بعض التغيرات الجسدية، وبعض التغيرات في الأعضاء التناسلية التي تتيح القدرة على التزاوج وأيضاً بعض التغيرات الفكرية وزيادة القدرة على التفكير المنطقي الصحيح، وتزداد الأنانية لدى المراهقين في تلك المرحلة، لكن مع انتهاء تلك المرحلة يبدأ الشعور بالأمان أو حب الذات وتبدأ الأنانية في التلاشي، ويبدأ في التفكير في من حوله، وزيادة شعوره بالمسئولية تجاه الآخرين كل هذا يدل على انتهاء مرحلة المراهقة.
أنواع المراهقين
ينقسم المراهقين إلى العديد من الأنواع تنقسم على حسب التفاعل الاجتماعي والفكري للشخص، وهذه الأنواع هي:
الشخصية المحبوبة
المراهق الاجتماعي الذي لديه العديد من العلاقات الاجتماعية بين أصدقائه والأوساط المحيطة به، كما يتميز بالقدرة على ضبط انفعالاته والعمل في جماعات مختلفة، لديه ثقة كبيرة بالنفس من دون غرور، كما يمكنه حفظ أسرار الآخرين دون البوح بها.
المنبوذ بين أصدقائه
يتسم هذا الشخص بكونه منبوذ بالعدوانية الزائدة والانفعالات الكبيرة، لا يحب مشاركة أي أحد أياً من الأنشطة، غالباً ما سهدد الآخرين بالأذي لعدم قدرته على الحفاظ على سلامة العلاقة بينهم.
الخجول
يتسم هذا الشخص بعدم اجتماعيته مع تجاهل الآخرين لوجوده من الأساس، والخجول الدائم من البوح بالحقيقة أو التكلم.
هواجس المراهقين
إن وجود شخص قدوة أو مرجع مباشر للشخص المراهق يساعده على اتخاذ قرارته ومناقشتها، ويساعده في النهاية للوصول إلي قرار سليم وإيجابي، لكن غالباً ما يواجهه مشكلة الخوف من المستقبل من المجهول، وهذا لا يعني استسلام بالمرة هو شعور طبيعي خصوصاً في ظل الحروب الدامية التي تعيشها البلاد والإرهاب والنزاعات المسلحة، كل هذا يدعو المراهق إلى التفكير في المستقبل والخوف منه، ومن أهم هواجس المراهقين التي حذر منها علماء النفس المعاصر هي:
خوف المراهق من عدم تقبل الآخرين له
يميل أغلب المراهقين إلى العزلة والبعد عن الآخرين بسبب شعورهم بعدم التقبل منهم، لذا من المهم جداً أن تجعل المراهق منخرط بالآخرين وتزيد من علاقاته الاجتماعية مع الأشخاص، فهذا يمكن ان يدخله في العديد من الصدمات والأمراض النفسية.
أهم ما يمكن أن يحث للمراهق في تلك المرحبة هو انضمامه لمجموعة من الأصدقاء تمكنه من تحقيق ذاته وجميع رغباته، فهذا الانضمام يجنبه مشاكل مثل الخجل والوحدة والانطواء، كما تجنبه مشكلة الفراغ وهذ واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه المراهقين، ولمجرد أن يبدأ طفلك في التعرف على أصدقاء والتعامل معهم يبدأ في تكوين ذاته بعيداً عن أهله.
وبهذا نكون قد وصلنا لختام تقريرنا اليوم وأجابنا باستفاضة كافية عن سؤال كيف نتخلص من هواجس سن المراهقة وما يترتب عليها، وقمنا بتقديم العديد من النصائح التي تساعدك في التعامل مع المراهق، الشخص المراهق يحتاج إلى الصبر في التعامل، وتعزيز شعوره بأنه شخص سوي ناضج قادر على اتخاذ قراراته، قم بمساعدته ومساندته كوالده أو والدته ليكون شخص سوي.
قد يعجبك أيضًا:
- كيف تتغلب على بطء الاستيعاب وتنمي ذكائك وثقافتك ؟
- للنفاق علامات.. لذا هل تعرف كيف تتعامل مع الشخص المنافق وما هي صفاته ؟
- كيف تتعلم ضبط النفس في المواقف الصعبة وتكون حازماً ؟
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية