يُحكي أن منذ زمن بعيد كان هناك رجل غني وعنيد يعمل في التجارة، كان يسافر إلي بلاد مختلفة ويشتري البضائع والأمتعة ثم يعود إلي بلدته ليبيعها للناس، وفي هذا الزمن كان يستخدم الناس البعير والحمير في الركوب والنقل.
وذات يوم خرج التاجر الغني العنيد في رحلة سفر إلي بلدة مجاورة لشراء بعض الأمتعة لكي يبيعها ويعيش بما يأتيه من خيرها.
قضي التاجر وقت طويل حتي انتهي من شراء كل ما يحتاجه من بضائع وبدأ يُحمل البضائع علي ظهر البعير وقبل أن ينتهي من تحميل البضائع وجد أن البضائع كثيرة جدًا ولا تكفي تلك البعير لحملها، فحكي لأصحابه في السوق عن هذه المشكلة لعل أحدًا يجد له حل، وبالفعل نصحه أحدهم بأن يشتري بعير أخري غير التي معه ويُحمل البضائع الزائدة عليها لكن التاجر كان قد أنفق كل الأموال التي كانت معه علي شراء البضائع ولم يبق منها شئ يكفي لشراء بعير إضافية.
ولكنه كان بوسعه أن يخبر أصحابه بأنه لم يبق معه مال لشراء بعير أخري وبالطبع كانوا سيساعدوه في شراء البعير أو علي الأقل سوف يبحثون معه عن حل أخر ولكن بسبب عِندُه وتكبره رفض أن يطلب المساعدة وكأنه يقول لنفسه كيف أطلب مساعدة من أحد وأنا التاجر الغني صاحب الأموال؟! وقال بالتأكيد سوف أجد حلًا.
ثم فكر ووصل إلي حل يبدو من وجه نظره هو أنه صحيح ولكن يبدو أنه ليس كذلك وكان الحل هو أن يُحمل كل البضائع علي ظهر البعير الموجودة معه مهما كانت الحمولة كبيرة، وقال في نفسه بغرور بالطبع هذا هو الحل الصحيح فأنا لا أجد حل أخر ثم أن هذه البعير معي منذة مدة طويلة وأنا أعرفها جيدًا هي قوية ودائما ما تتحمل الأحمال الثقيلة ومع ذلك لم تشتكي يومًا مرض !
ثم بدأ في تحميل البضائع والأمتعة الأخري علي ظهر البعير فلاحظ أصحابه ذلك وأخبروه أن البعير لن تتحمل هذه الحمولة الضخمة وربما تهلك البعير بسبب تلك الحمولة، ولكنه لم يهتم لحديثهم واستمر في تحميل البضائع واحدة تلو الأخري والناس يقفون في دهشة ويتعجبون ويسألون أنفسهم كيف ستسير هذه البعير المسكينة بكل هذه الحمولة الضخمة؟!هو مستمر في تحميل البضائع.
وعندما انتهي من تحميل كل ما يخصه من بضائع وأمتعة علي ظهر البعير كان قد بقي فقط حزمة صغيرة من القش علي الأرض فأخد بحزمة القش الصغيرة ووضعها فوق البضائع الكثيرة المُحملة علي ظهر البعير وحدث ما لم يكن في الحسبان!
فعندما وضع حزمة القش الصغيرة الخفيفة الوزن علي ظهر البعير لم يتحمل البعير زيادة الحمولة مرة أخري وسقط البعير علي الأرض وكأنما قُصم ظهره وتحطم من شدة السقوط!
وسمع الجميع بالقصة، فالحاضر والغائب يتحدثون عن البعير التي سقطت أرضا، فأخد الناس يسألون بعضهم بعضًا من أوقع هذه البعير أرضًا هكذا؟ فأجابوهم أن القشة التي وضعها التاجر فوق الحمولة هي القشة التي قصمت ظهر البعير!
ولكن الحقيقة هي أن القشة ليست هي من قصمت ظهر البعير ولكن الحمولة الزائدة هي السبب في ذلك.
ومن هنا جاء المثل الشعبي الذي يقول ( القشة التي قصمت ظهر البعير كناية عن أن كثرة تحميل الغير حمل يفوق قدراتهم تكون نتيجته سيئة ومع الوقت يُولد الانهيار والانفجار.
لذلك لا تعطي الفرصة لأحد أن يُحملك عبئا فوق طاقتك حتي لا تسقط في النهاية بسبب قشة مثل القشة التي قصمت ظهر البعير.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية