من فضل الله سبحانه وتعالى أن خلق لنا ما يحافظ على اتزان كوكبنا؛ كوكب الأرض، وبعض مظاهر استمرارية والتمكن من العيش عليه، فباطن الأرض مليئ بطاقة حرارية كبيرة جداً، تكاد تفتك بالكرة الأرضية بأكملها، فلابد من تنفيس هذه الطاقة للحفاظ على النظام الأرضي، ومن هذه الظواهر الطبيعية هي البراكين.
ما هي البراكين؟
البركان، هو عبارة عن فتحة أو شق في قشرة كوكب الأرض، تسمح للصخور المنصهرة و الحمم البركانية والغازات الساخنة بالهروب من حجرة الصِهارة تحت سطح الأرض، وتنشأ الصِهارة نتيجة تباعد أو تقارب الصفائح التكتونية المكونة للأرض. وتوجد معظم البراكين تحت سطح الماء.
تواجدت البراكين منذ عصور قديمة وتسببت في أحداث كبيرة، مثلاً في “العصر البرمي” وهو عصر جيولوجي من العصور التي مرت بتكوين الأرض وتطورها حيث أدت إلى حدوث انقراض جماعي منذ حوالي 250 مليون سنة حيث أكبر انقراض حدث في تاريخ الأرض.
هل تتواجد البراكين خارج الكرة الأرضية؟
نعم بالتأكيد، فطالما تواجدت البراكين على القمر والمريخ، على الرغم من خمودها لفترة كبيرة، إلا أنها نشطة بدرجة كبيرة للغاية على سطح كوكب المشتري، والآن يسعى الباحثون والجيولوجيين إلى التنبؤ بحدوث البراكين على سطح الأرض عن طريق دراسة البلورات والغازات المرتبطة بها.
نشأة البراكين.
تتكون القشرة الأرضية من سبعة صفائح تكتونية كبيرة و152 صفيحة صغيرة، تطفو هذه الصفائح على طبقة من الصِهارة وهى عبارة عن صخور شبه سائلة وغازات مذابة، عند تحرك هذه الصفائح سواء في اتجاه بعضها أو بالابتعاد عن بعضها أو بمحاذاة بعضها، تتكون بعض الظواهر الطبيعية سواء في المحيطات أو القارات، ومن هذه الظواهر الطبيعية البراكين، حيث تكون الصهارة أخف وزناً من الصخور الصلبة المحيطة بها فتكون قادرة على الخروج من خلال الشقوق والتصدعات، ويمكن أن تنفجر الصهارة من الفتحة أو تتدفق من البركان على شكل حمم بركانية.
مكونات البركان.
يتكون البركان من ثلاثة أجزاء رئيسية:
1. المخروط
يتكون المخروط البركاني الذي يشبه الجبل في شكله من “الافَا” أي الحمم البركانية السائلة التي تندفع إلى سطح الأرض وتبرد مكونات الافَا الصلبة.
2. فوهة البركان
وهي عبارة عن الفتحة أو التجويف الذي يخرج من خلاله المواد المنصهرة، وقد يكون للبركان الواحد عدة فوهات، تختلف فى السمك لآلاف من الأمتار.
3. قصبة البركان
وهي الجزء الواصل من باطن الأرض إلى قاع فوهة البركان، كذلك يمكن أن يحمل أكثر من قصبة مرتبطة بأكثر من فوهة.
الأنواع المختلفة للبراكين.
يوجد أيضا أنواع مختلفة من البراكين منها:
1. النشط
نشطة منذ ثورانها، مثل بركان مونالوا وموانكيا في هاواي، بركان سترومبولي في إيطاليا و بركان إتنا في جزيرة صقلية
2. النائم
وهي براكين ثارت لفترة ثم توقفت، ومن المحتمل أن تعاود الثوران في أي وقت، مثل بركان “مونت سانت هيلين” في ولاية واشنطن بأمريكا، وتعد من أخطر الأنواع إذ أنها تحدث فجأة مما يسبب خسائر فادحة.
3. الخامد
لم تعاود الثوران مجدداً مثل “بركان طابه أو الهتيمة” في جنوب شرق حائل بالسعودية بركان “تراود سيرفز” في موريشيوس بأفريقيا
3. البراكين البحرية.
براكين تحدث في قيعان البحار والمحيطات والتي تؤدي إلى عدم تجمد مياه البحار والمحيطات، وتؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه من حولها مثل بركان “جزيرة جبل الطير” في اليمن، يعرف هذا النوع من البراكين بإسم “الجزر البركانية”.
الأشكال المختلفة للبراكين.
هناك ثلاثة أشكال مختلفة:
1. البركان المدرع
الأكثر شيوعاً على الأرض، يأخذ الشكل “القُببي”، ويُطلق الحمم “البازلتية” بشكل بطئ، مما يرتب خطورة على البيئة المحيطة، مثل بركان كيلوا في هاواي.
2. البركان الطبقي
يميزه شكله المخروطي، يثور بدرجة كبيرة مكوناً سحب من الغازات ناتجة عن تدفق الحمم البركانية، ويتكون من طبقات متتالية، ويكون صخور “الأنديزيت”.
3. بركان كالديرا
يأخذ الشكل الدائري، تبلغ الحمم البركانية درجة حرارة تبلغ ما بين 600 إلى 800 درجة مئوية، يؤثر على مسافات تصل الى ألف كيلومتر مكعب.
ما النتائج المترتبة على حدوث البراكين.
1. الخسائر
يسبب ما يلفظه البركان من غازات وأتربة ورماد بركاني على صحة السكان الذين يؤسسون منازلهم بالقرب من منحدرات البراكين ويقومون بالزراعة نظراً لجودة وخصوبة الأرض البركانية لأنها غنية بمعادن البوتاسيوم والكبريت والحديد، مما يُسبب من إهدار للصحة والمؤسسات والكائنات الحية.
2. الفوائد
على الرغم من شدة خطورتها فإن البركان له دور كبير في الحفاظ على توازن القشرة الأرضية، أيضًا على الجانب الصحي والاقتصادي، حيث تؤدي إلى تكوين “العيون الكبريتية” التى تعتبر مصدر شفاء لبعض الأمراض الجلدية وغيرها.
أيضًا من الجانب الاقتصادي، عندما تخرج الكتل المنصهرة وتتتجمد تُكون بعض المعادن مثل معادن النحاس، القصدير، والزرنيخ وأيضًا الأملاح المعدنية.
البخار البركاني يُستخدم أيضاً كمصدر للكهرباء حيث تستخدمه بعض الدول مثل نيوزيلندا في تحويل الطاقة الحرارية الناتجة عنه إلى مصدر لإنتاج الكهرباء.
تُكون البراكين الجبال والهضاب والبحيرات حيث تتجمع مياه الأمطار فيها، وتقضي البراكين أيضًا على نوع من البكتريا التي ينتجه “غاز الميثان”.
التنبؤ بها
يَكمن هذا في بعض الشواهد مثل حدوث الزلازل في المنطقة، وقد يكون حدوث الزلازل دليل على نشاط بركاني في المنطقة المصاحبة له ولكن لا يمكن التنبؤ بالوقت بينهما، أو انتشار رائحة كبريتية.
يتم استخدام الأقمار الصناعية الحديثة في التنبؤ بحدوث البراكين، عن طريق جهاز يقيس مدى ميل الطبقات نتيجة اندفاع الحمم البركانية وتكون جسم البركان.
كيف تتجنب انبعاثات البركان
هناك إنذارات وشيكة بأن بركان ما سينشط، عن طريق الاحساس باهتزازات أرضية شديدة أو شم رائحة الكبريت الشديدة لذلك نتبع بعض التعليمات مثل:
- مغادرة المكان على الفور بدون أخذ أي ممتلكات لأنه من المحتمل انفجاره في أي لحظة.
- الابتعاد بالقدر الكافي عن الأدخنة الناتجة منه.
- استخدام الأجهزة التنفسية الواقية.
هل شهدت مصر حدوث البراكين؟
يقول بعض علماء الجيولوجيا في مصر بشأن حدوث براكين بها أم لا، أن مصر لم تشهد حدوث بركان منذ ما يزيد عن 30 مليون سنة مضت والذي نتج عنه العديد من الصخور البركانية، مثل صخور بازلت أبو زعبل، بازلت منطقة أبو رواش، بازلت جبل قطراني بالفيوم.
كذلك أوضح العلماء بأن مصر لا تمتلك براكين سواء خامدة أو نشطة حالياً، وأن البراكين عادة تحدث بسبب حدوث الهزات الأرضية الشديدة مثل حدوث الزلازل الشديدة وليس العكس.
قد يُعجبك أيضًا:
- ماهو الاحتباس الحراري وأكثر الدول المتسببة فيه في العالم ؟
- هل سمعت بمصطلح غسيل الأموال من قبل .. الأهم هل فهمته ؟
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية