تمثل ظاهرة التنمر مشكلة مزعجة في الوقت الحالي حيث يعاني الكثير من الناس من مضايقة الآخرين لهم والسخرية منهم، وبشكل خلاص طلاب المدارس، ويسبب هذا الأمر مشاكل نفسية عديدة، تؤثر على حياتهم بشكل ملحوظ، ويقف الآباء والأمهات عاجزين عن التعامل مع هذه المشكلة التي تلاحق أبناءهم، فيحاولون معرفة الكثير من المعلومات حتى يتسنى لهم حلها وإنقاذ أبناءهم، ومن خلال المقال سوف نوضح لكم ماهى ظاهرة التنمر وما هي وأسبابها وكيف نتعامل معها.
ما هو التنمر؟
يعد التنمر صورة من صور العنف، وينتشر بشكل واضح في المجتمع وبشكل خاص بين طلاب المدارس، فقد يتعرض له الطفل بواسطة طفل واحد أو مجموعة من الأطفال، الذين يتعمدون إزعاجه بشكل متكرر، ولا تقتصر أشكال التعدد على شكلاً واحداً، وإنما يأخذ أشكالاً عديدة، مثل التهديد أو نشر الشائعات، أو التعدي اللفظي أو البدني، أو عزله الطفل عن الأطفال لإلحاق الأذى النفسي له، والعديد من الأشكال الأخرى.
ما هي أنواع التنمر؟
بعد أن تعرفنا سوياً أعزائي على المقصود بظاهرة التنمر، تعالوا بنا الآن نتعرف على أنواعه وأشكاله حيث يعتقد بعض الناس أن للتنمر نوع وشكل واحد، ولكن هذه المعلومة عارية تماماً من الصحة، فللتنمر أنواع وأشكال متعددة، ولعلك ترغب يا عزيزي في التعرف عليها، فتابعنا لنقوم بتقديمها إليك بشيء من التفصيل، وإليك أهم الأشكال:
التنمر البدني أو الجسدي
ويقصد به الدفع أو الضرب أو العرقلة أو الركل أو اللكم، أو السرقة، القرص أو إتلاف الأغراض، وربما تكون الآثار الناتجة عن هذا الشكل طويلة أو قصيرة.
التنمر اللفظي
ويشتمل هذا الشكل على الإيذاء اللفظي بكل أشكاله مثل النعوت، والتحقير والسب والتغيير وإطلاق الألقاب، والترهيب والإهانة، والتعييب والتعيير، والتجريح، والسخرية.
التنمر الاجتماعي
ويهدف الشخص الممارس للتنمر في هذه الحالة إلى التقليل من الآخر من الناحية الاجتماعية والإساءة إلى سمعته، وذلك عن طريق الكذب وإطلاق الشائعات، والتجاهل، والإهمال المقصود، والاستبعاد، وتشجيع الناس على نبذ الشخص المتنمر عليه.
التنمر النفسي
ويحتوي هذا النوع على النظرات الخبيثة والتلاعب وإيهام الشخص المتعرض للتنمر أن ما يشعر به من إيذاء مجرد وهم ليس له أساس في الواقع.
التنمر الإلكتروني أو عن طريق الإنترنت
ويتمثل هذا النوع في نشر صور أو موضوعات معينة للشخص، سواء كان هذا الأمر سراً أو علناً، مثل إرسال رسائل، أو صور أو فيديوهات، أو التهديد عن طريق الإنترنت أو السخرية من الشخص وإهانته، أو اختراق حسابات الأشخاص، أو رفض قبول طلبات الصداقة منهم.
التنمّر الجنسي
ويقصد بهذا الشكل إيقاع الأذى على الآخر أو إهانته بتصرفات جنسية، مثل الايحائات الجنسية، وبعض الحركات التي تنطوي على معنى جنسي غير لائق، وعادة يبدأ هذا الشكل في مرحلة المراهقة.
التنمّر العرقي
ويقصد به السخرية من أحد الأشخاص وإهانته وإلحاق الأذى به بسبب جنسه أو عرقه أو لونه أو دينه، وربما يشتمل هذا النوع على جميع أشكال التنمر الذي تم ذكرها، وأحياناً يصل الأمر إلى القتل.
ما هي أسباب التنمّر
رغم أن التنمر ظاهر واسعة الانتشار في كل الأوساط والمجتمعات، وخاصة عند الاطفال وطلاب المدارس، إلا أنه لا يمكن اعتباره أمراً عادياً، فهو عادة ينتج عن خلل ما، وغالباً يرجع سبب هذا الخلل إلى الوالدين، ولعلكم ترغبون إذا في التعرف على أسباب التنمر، فتابعونا لنقوم من بتقديمها إليكم بشيء من التفصيل:
ضحية للتنمر
من أهم الأسباب التي تدفع المتنمر لممارسة هذا السلوك السيء هو تعرضه للتنمر والسخرية من الآخرين من قبل، وبالتالي أدى ذلك إلى شعورهم بقلة القيمة، فباتوا يرمون هذا السلوك على غيرهم.
المعاناة من الوحدة
عادة يتسبب شعور الفرد بالوحدة وعدم القيمة في سخريته من الآخرين وتنمره عليهم، رغبة في الشعور بالقوة، وجذب اهتمام الآخرين، ولا يعني انتماء الشخص المتنمر لمجموعة أنه يشعر بأهميته أو أنه بالفعل ينتمي إليهم.
المشكلات الأسرية
عادة يرجع سبب ممارسة الفرد لظاهرة التنمر إلى معاناته من بعض الاضطرابات أو المشكلات في المنزل مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الإهانة اللفظية، أو الإهمال العاطفي، فلا يجدوا وسيلة لتفريغ غضبهم إلا عن طريق سكبه على الآخرين فالشخص المتنمر عادة يكون ضحية الظروف.
عدم تقدير الذات
قد يرجع سبب ممارسة الشخص لظاهرة التنمر إلى شعوره بأنه ليس له قيمة، فمثلاً أنه لا يملك من الجمال سوى القليل، أو أنه قليل الذكاء، أو أنه لا يستحق التقدير، أو أن ما يملكه من المال قليل، فيلجأ إلى التقليل من الآخرين وإهانتهم حتى لا يشعر أنه أقل منهم.
الغيرة
قد يكون الشخص المتنمر يشعر بغيرة شديدة تجاه أحد الأشخاص وقد تكون الغيرة ناتجة عن تميز الشخص أو مستواه الاجتماعي، فيلجأ إلى تفريغ انزعاجه وغيرته على الآخر بإهانته والتنمر عليه.
أسباب أخرى
وهناك أسباب أخرى للتنمر ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- الانتماء إلى مجموعة من المتنمّرين حيث تزداد قوة المتنمر بسبب دعم فريقه له.
- اتسام المتنمر بالتعجرف حيث يتنكر على كل ما حوله لأنه يعتقد أنه مميز وأفضل من كل شيء.
- رغب المتنمر في كسب إعجاب من حوله والتأثير فيه وجعله يضحك.
- ملاحظاتهم لاختلاف الآخرين عنهم.
- التربية الخاطئة والغير سوية.
- الإهمال.
- الألعاب الإلكترونية العنيفة.
- قلة ثقة الطفل بنفسه.
أضرار التنمر
لا تقتصر أضرار التنمر على جانباً واحداً في حياة الطفل، بل يؤثر على الكثير من نواحي حياته، فيقع ضرر التمر على الطفل المتنمر والطفل الذي قد تعرض للتنمر وأهله، وإليك أهم أضرار التمر فتابعنا لتتعرف عليها أكثر:
أضراره على التعليم
يؤثر التنمر بشكل واضح على مستوى تحصيل الفرد الدراسي وذلك بسبب شعوره الدائم بالتوتر والقلق الناتج عن ما يتعرض له من سخرية ومضايقات، ويجد الطفل صعوبة شديدة في التركيز، وتتأثر قدرته على حفظ المعلومات واسترجاعها.
الأضرار الاجتماعية والعاطفية
ويؤثر التنمر على الطفل بشكل كبير على النواحي العاطفية والاجتماعية لديه، وإليك أهم هذه الأضرار فتابع لتتعرف عليها:
- الشعور بالمرارة والغضب والإحباط والعجز والضعف.
- قلة احترام وتقدير الذات.
- المعاناة من صعوبة في تكوين الصداقات.
- الإصابة بالاكتئاب وينتج عن ذلك تفكير في الانتحار في بعض الأحيان.
- العزلة الاجتماعية.
- الاقبال على شرب الكحول وتناول المواد المخدرة.
أضرار التنمر على أهل الطفل المتنمر عليه
لا تقتصر أضرار التنمر على الطفل فقد وإنما يؤثر هذا الأمر بشكل كبيرة على أهله وعائلته، وإليكم أهم الأضرار التي قد يعاني منها عائلة ضحايا التنمر، فتابعنا لعلك بحاجة إلى التعرف عليها:
- انشغالهم بما يمر به طفلهم وينتج عن ذلك إهمال شديد في صحتهم وشعورهم الدائم بالفشل.
- شعور مؤلم بالعجز عن التعامل مع الموقف واحتواءه.
- شعور بالعزلة والوحدة.
- شعور بالعجز عن حماية الابن من ما يتعرض له من أذى وبالتالي شعور بالإحباط والفشل.
أضرار التمر على الأطفال الممارسون في التنمر
وتصل أضرار التنمر أيضًا على الأشخاص الممارسون له، فهي ليست قاصرة على الأشخاص المتعرضون له وذويهم فقط، وإليك أهم أضرار التنمر على المتنمر فتابع لتتعرف عليها أكثر:
- انفصال المتنمر عن مدرسته وشعوره بالكره الشديد تجاهها.
- ترك المدرسة في سن مبكر.
- التشاجر الدائم مع الزملاء.
- وجود احتمالية كبيرة للممارسة السرقة وخاصة في عمر العاشرة.
- ظهور العنف بشكل واضح في سلوكه وتعامله مع الآخرين.
علامات تدل على التنمر
أحياناً يعجز الأطفال عن إخبار أسرهم أنهم يتعرضون بشكل دائم إلى التنمر والسخرية من الآخرين، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن أن يساعد الولدان ملاحظة ظهورها على طفلهم في توقع أنه يتعرض لهذا الأمر، وإليك أهم هذه العلامات والدلائل فتابع لتتعرف عليها أكثر:
- تراجع ملحوظ وواضح في المستوى الدراسي للطفل.
- ابتعاد الطفل عن المشاركة في الفعاليات والأنشطة المختلفة الموجودة في المدرسة.
- شعور الطفل الدائم بالخوف والقلق والتوتر.
- ابتعاده عن الزملاء والانطواء.
- استجابة الطفل للتهديد وشعوره بالضعف.
- العصبية وتقلبات سريعة في المزاج وزيادة ملحوظة في الانفعال.
- تغيرات سلوكية ملحوظة.
- تنازلهم بسهولة واضحة عن ممتلكاتهم الشخصية باعتبارها وسيلة لحماية الذات من إيذاء المتنمّرين.
- تغيرات واضحة في روتين يومه.
- تغير في أنماط وروتين تناوله للطعام.
- الأحجام عن ما اعتاد مزاولته من أنشطة ومهام.
- انخفاض مستوى الأداء الأكاديمي وتراجع واضح في نتائج الاختبارات.
- الرغبة في التغيب عن المدرسة.
أهم سمات المتنمر والمتنمر عليه
هناك بعض الصفات التي تظهر بشكل واضح على كلاً من الشخص المتنمر والشخص الذي يتعرض بشكل دائم إلى التنمر، ودائماً تلفت هذه الصفات نظر العاملين بالإرشاد النفسي، فتابعنا يا عزيزي لنخبرك بهذه الصفات:
سمات المتنمر
وتتمثل صفات المتنمر في عدة نقاط سنقوم بتوضيحها إليك لتتمكن من معرفتها وهي كالتالي:
- الصوت العالي عند وجود مشكلات واللجوء إلى استخدام القوة.
- إدارة المواقف المختلفة بشكل سلطوي والرغبة في فرض السيطرة والتحكم.
- الاستعلاء على الآخرين.
- العنف والعدوانية.
- لا يسامح الآخرين مهما كان الأمر بسيط.
- لا يراعي مشاعر من حوله.
- يحصل على ما يريد بأي شكل حتى لو وصل الأمر إلى التهديد.
- يعتقد أنه دائماً على حق لذا لا يستمع أبدا لوجهات النظر الأخرى فهو يظن أن رأيه دائما هو عين الصواب.
- السخرية والتقليل من قيمة من يتعامل معهم والاستهزاء بهم.
- يفعل كل ما يمكن من حركات وتصرفات تظهره بمظهر الشخص القوي حتى ولو كانت الحقيقة غير ذلك.
- لا يعتذر عن أخطاءه أبدا.
- حقود على جميع من حوله.
بعض سمات المتنمر عليه
أما عن صفات الشخص الذي يقع دائما فريسة للمتنمرين فتتمثل فيما يلي:
- غيابه عن المدرسة بشكل متكرر.
- لا يحب العمل في جماعات ويميل للعزلة والوحدة الانطواء.
- ظهور بعض الآثار على جسده إذا كان يتعرض للتنمر الجسدي.
- يتنازل للآخرين بكل سهوله عن ممتلكاته وأغراضه الشخصية.
- لا يشارك في الصف.
- يمتنع عن الأكل أحياناً ويفقد الشهية.
- تقلبات مزاجية وعصبية زائدة وملحوظة.
- الفزع في وفترة النوم ورؤية الأحلام المزعجة
- عدم القدرة على التعبير عن الذات والخجل الدائم والخوف.
- دائما يتبنى المواقف السلبية ويقترف الأخطاء.
- لوم زائد للنفس.
علاج التنمر
يتساءل الكثير من الناس عن طرق علاج التنمر على أولادهم ومواجته، ولعلك ترغب مثلهم يا صديقي في التعرف على الطرق التي يجب أن يتبعها الشخص في حالة تعرضه للتنمر من جهة الآخرين، كي تعلمها لطفلك جيداً وتتمكن من حمايته من الأذى والإضرار التي تم ذكرها سابقاً، فتابعنا لنخبرك بأهم خطوات وطرق العلاج:
لا يظهر أي رد فعل
عليك أن تعلم أن هدف المتنمر دائماً هو إزعاج من حوله وإغضابهم، لذا عليك تجنب إظهار أي رد فعل في حالة التعرض لذلك سواء كان رد الفعل على هيئة غضب أو حتى إظهار عدم الارتياح والانزعاج، ولكن اترك المتنمر وسر بعيداً عنه وعامله بإهمال، فغضبك وحزنك يشعره بالقوة والانتصار والفرح، وبالتالي سوف يزداد الأمر سوءاً ويتمادى في سخريته وتنمره، ولكن عليك أن تعلم أن هناك حالات معينة من التنمر يجب مواجهتها بقوة ولا يصح معها التجاهل والسر بعيداً.
شعور الفرد وإيمانه بالقوة الداخلية
حتى يتمكن الفرد من مواجهة التمر عليه أن يشعر أولاً من داخله أنه شخص قوي وقادر على مواجهة كل من يحاول إلحاق الأذى به أو الضرر، فالمتنمر دائماً يلعب على إشعار غيره بالضعف وأنه لا يملك القوى الكافية لحماية نفسه والدفاع عنها.
تعلم الفنون القتالية وممارستها
يساعد تعلم الفنون القتالية المختلفة وممارستها بشكل مستمر مثل لعبة “الكونغ فو والكاراتيه والتايكواندو” في دعم وتعزيز ثقة الطفل في نفسه ومنحه شعوراً داخلية بالقوة، كما تساعد على تعزيز لياقته البدنية، وإكسابه العديد من المهارات البدنية التي تجعله مؤهلاً لمواجهة المتنمّرين والدفاع عن نفسه، وبهذا لا يظهر بمظهر الضعيف ولا يصبح لقمة سائغة في فم المتنمّرين.
وضع الحدود
يعد بقاء الشخص مهذباً دائماً ويتعامل مع جميع من حوله باحترام وأدب من أفضل الطرق التي يمكن أن تعلم طفلك أن يتبعها في تعامله مع الآخرين، وبهذا يمكنك رسم حدود تعامل الآخرين معك وتعاملك معهم مع الحرص على عدم السماح إلى أي فرد بتجاوزها، فإذا تجاوز أحد الأشخاص حدوده معك قم بالرد عليه بسرعة ولكن دون انفعال.
لا ترد على المتنمّرين بالتنمر عليهم
إياك أن ترد على المتنمّرين بمثل طريقتهم، فلا تواجه تنمرهم بالضرب أو الاعتداء، حتى لا تتورط في الشجار مع أقرانك، فهذا هو ما يهدف المتنمر إلى تحقيقه منذ البداية، فإذا عاملته بأسلوبه فسوف تدخل في مشاكل فمن الأفضل أن تبتعد عن المتنمر وتطلب المساعدة إذا احتجت لذلك.
أخبر شخص بالغ بما تتعرض له
عليك أن تخبر طفلك بضرورة إبلاغك أو إبلاغ أي شخص كبير عنه في حالة تعرض للتنمر والاعتداء من قبل أحد الزملاء حتى يمد له يد المساعدة ويخلصه من مشكلته، فيمكنه اللجوء إلى المعلم أو إلى أحد الزملاء أو إلى أخيه، حتى يتمكنوا من التعامل مع المتنمر بشكل صحيح يجعله يتوقف عن ممارسة التنمر خوفاً من تلقي العقاب.
وهنا نكون قد وصلنا أعزائي إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا سوياً على معنى ظاهرة التنمر وبعض المعلومات المتعلقة بها، مثل أسباب التنمر وأنواعه وأشكاله وأضراره وطرق علاجه، كما قد تعرفنا أيضًا على صفات الشخص المتنمر وصفات الشخص الذي يقع ضحية للتنمر، وما هي العلامات التي يمكن أن يعرف من خلالها الأهل أن طفلهم يتعرض للتنمر.
قد يٌعجبك أيضًا:
- كيف تتغلب على خوفك من أي شيء لتحقيق النجاح والراحة النفسية ؟
- تعلم كيف تُزيد ثقتك بنفسك.. إليك أهم الخطواط
- هل تشعر بعدم الثقة بالنفس ؟.. إليك بعض الأمور التي ستزيد ثقتك بنفسك
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية