أسباب جعلت اللغة العربية أصعب لغات العالم

اللغة العربية التي يقول فيها الإمام الشافعيّ:” من تعلّم العربية رقّ قلبه”، ويقول الزمخشري وهو غير عربي:” لأنْ أُهجى بالعربية خيرٌ لي من المدح بالفارسية” فما هى اللُّغَة العَرَبِيّة. اللُّغَة العَرَبِيّة هي أكثر اللغات السامية تحدثًا، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي وتحتل المركز الرابع أو الخامس من حيث اللغات الأكثر انتشارًا في العالم وهي تحتل المركز الثالث تبعًا لعدد الدول التي تعترف بها كلغة رسمية إذ تعترف بها 27 دولة كلغة رسمية،

ماهو أصل ونشأة اللغه العربيه ؟

اللغة العربية هي أم اللغات، تشكّلت فيها لهجات قديمة، فقسّم علماء الغرب لهجاتها القديمة إلى لغات . فروع السامية منها لم تصمد ولم تتطور الا العربية الفصحى التي نعرفها الآن والتي نزل بها القرآن الكريم وتفكّروا في آية (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) ‏إن المنهج المقارن يفترض أن الظواهر المشتركة في كل اللغات السامية، أو في أكثر اللغات السامية ظواهر موروثة عن اللغة السامية الأولى، يَصدق هذا على الأصوات وعلى الأبنية الصرفية وعلى أبنية الجمل وعلى المفردات أيضًا ‏وأغلب الظن أن أبناء اللغة السامية الأولى كانوا في بيئة تعرف قدرا من الزراعة وقدرا من الرعي، فهناك قدر كبير من الألفاظ الزراعية والرعوية المشتركة في اللغات السامية ‏وإذا صح لنا أن نفترض أن الجماعة اللغوية السامية الأولى قد عاشت في شمال الجزيرة العربية وبادية الشام والعراق فإن الهجرات التي خرجت من مهد الساميين قد اتجهت في موجات تاريخية متتالية إلى منطقة الرافدين وإلى أرض الشام وإلى اليمن والحبشة، وفي هذه المناطق تكونت اللغات السامية المختلفة،

تطور اللغه العربية

نتيجة الفتوحات الإسلامية انتشرت اللغة العربية بشكل كبير وتأثرت بها الكثير من الشعوب وخاصة بعد اعتناق السريان والاشوريين والروم والامازيغ والاقباط للدين الإسلامي

ظهور الشعراء، والأدباء، والعلماء الذين كانوا يعبرون عن أفكارهم ومعتقداتهم باللغة، فتم تأليف الكثير والكثير من المخطوطات والكتب باللغة العربية في كافة المجالات العلمية والثقافية وأصبحت الشعوب العجمية تتحدث اللغة العربية كلغة ثانية للغتها الأم، خاصة أن اللغة العربية في هذه الفترة كانت في أوج ظهورها.

أهميه اللغه العربية

لغة القرآن وهي لغةُ الصلاة وأساسيةٌ في القيام بالعديد من العبادات والشعائرِ الإسلامية و العربيةُ هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كُتبَت بها كثير من أهمِّ الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى  أهمية العربية في أنها المفتاح إلى الثقافة الإسلامية و العربية، ذلك لأنها تتيح لمتعلمها الاطلاع على كم حضاري و فكري لأمّة تربّعت على عرش الدنيا عدّة قرون وخلفت إرثاً حضارياً ضخما في مختلف الفنون و شتى العلوم واصبحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم و ثقافتهم الإسلامية.

لماذا تعد اللغه العربية أصعب لغات ؟

اللغة العربية صعبة فوق ما يمكن تصوره خصوصا للأوروبيين وسكان شرق أسيا والبعض منهم يعتبرها الأصعب في العالم جنب الصينية ‏وهناك أسباب عده منها صوتيات اللغة العربية مليئة بالأحرف التي لا توجد في معظم اللغات حول العالم مثل ث ق ع غ ح خ ص ض ط ظ تقريباً جميع اللغات‏‏،

اللغة العربية لغة أبجدية وليست لغة ألفبائية مثل اللغات ذات الكتابة اللاتينية فاللغة العربية لا يوجد بها حروف علة أبداً مثل اللغات التي تعتمد على الحروف اللاتينية ونظراً لهذا يمكن أن تكون هناك عدة كلمات تكتب بنفس الحروف ولكن بنطق مختلف.

الجمع في اللغة العربية يعتبر صعباً حتى للعرب أنفسهم فله عدة أنواع مختلفة مثل المثنى والمذكر السالم والمؤنث السالم والتكسير وحتى المذكر السالم يتحول حرف الواو إلى ياء والعكس بحسب الإعراب ونفس الأمر مع حرف الألف والياء في المثنى وتقريباً حتى العرب يخطئون علي عكس اللغات الأوروبية التي لا تحتوي على معظم هذه الحروف ونطقها لهم تحدي حقيقي ويكاد يصبح مستحيلاً للبعض منهم فنطق الحروف الصعبه هو العقبة الأولى

‏اللغة العربية كانت الأصل والمنبع، وإن جميع اللغات كانت قنوات وروافد منها والسبب الأول هو سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات الأخرى وفقرها النسبي؛ فاللغة “اللاتينية” بها سبعمائة جذر لغوي فقط، و”الساكسونية” بها ألفا جذر بينما العربية بها ‏ستة عشر ألف جذر لغوي، يضاف إلى هذه السعة سعة أخرى في التفعيل والاشتقاق والتركيب لأن ‏الشخص إذا اكتشف أنه نسي أمرا مهما يقول: “أخ”  فالنسيان أمر سيئ، وهذه الرمزية الخاصة بالحرف والتي تجعله بمفرده ذا معنى هي خاصية ينفرد بها الحرف العربي.. ولذا نجد سور القرآن أحياناً تبدأ بحرف واحد مثل: ص، ق، ن، أو، ألم.. وكأنما ذلك الحرف بذاته يعني شيئاً.

‏أبرز المعلومات عن لغة الضاد

يبلغ عدد الكلمات في اللغة العربية “12.302.912 كلمة” بلا تكرار أي أكثر من 20 ضعف عدد الكلمات الإنجليزية “600.000 كلمة”، وهذا المؤشر اللغوي يدل على ثراء اللغة العربية مقارنة بغيرها من اللغات وتعد العربية خامس أكبر لغة انتشاراً بالعالم يتحدث بها 422 مليون نسمة كلغة أساسية و130 مليون كلغة ثانية والعربية هي لغة رسمية في 25 دولة بالعالم، كما تعد إحدى اللغات الرسمية الـ6 في منظمة الأمم المتحدة ويتوزع متحدثوها الأصليون في الوطن العربي وتركيا وايران وتشاد ومالي وارتيريا وهناك أيضًا بعض الأحرف التي لا توجد في أي لغة أخرى، مثل حرف الضاد “ض” ولهذا اللغة العربية تسمى بلغة الضاد.

ولعل أبرز التحديات التي تواجه اللغه العربيه تزاحم العاميةُ وتضع اللغةَ الفصحى في معقل من أهم معاقلها، إذ إنها تزاحمها وتحاصرها في داخل المدرسة والجامعة، فنجد تدريس العلوم المختلفة ومنها: اللغة العربية، يتم بالعامية، وهذا يحمل في طياته اتهامًا للفصحى بعدم صلاحيتها للتدريس،

وإن هذا لمن أشد الأمور خطرًا على هذه اللغة ؛ إذْ تُهَان على يد مَنْ يُفترض فيهم إعلاء شأنها، وإعادة مجدها، والذوْد عن حياضها لأن الفصحى المنطوقة لم يَعُدْ لها وجود في المدارس، ولا في الجامعات، ولا في الندوات العلمية، ووسائل الإعلام المختلفة  فالناظر إلى الإعلام العربي بوسائله المسموعة والمرئية يجد أن اللغة التي يستخدمها هي العامية، ولا يستخدم الفصحى إلا في نشرات الأخبار، وبثّ الخُطب السياسية التي يلقيها القادةُ والزعماءُ في المناسبات المختلفة، وما شاكل ذلك وهذا نذير خطرٍ، لأن ضياع اللغة يعني ضياع أهلها، وطمس هويتهم.
‎