ما هي الشخصية البارانوية وأنواعها والأعراض ؟

يعاني عدد كبير من الأشخاص في مختلف دول العالم من الضغوطات الحياتية بشكل مستمر، وهذا ما يتسبب في حدوث خلل نفسي للشخص، والتي يأتي من أبرزها ظهور الشخصية البارانوية، والتي تعد واحدة من أنواع الشخصيات التي تعاني من بعض الاضطرابات النفسية المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية والانخراط مع الأشخاص الآخرين، حيث يتم تكوين هذه الشخصية وفقًا لعدة عوامل نفسية وعضوية ومؤثرات خارجية كافية، وهذا ما ينتج عنه ظهور الأفكار البارانوية واستحواذها على تفكير الشخص المصاب.

ما هو اضطراب الشخصية البارانوية ؟

يتم تعريف اضطراب الشخصية البارانوية، أو اضطراب الشخصية المرتابة، بأنه هو جنون العظمة، والتي تجعل أصحابها من غريبي الأطوار، بمعنى أنها تجعل سلوك الشخص قد يبدو غريبًا أو غير اعتيادي بالنسبة للآخرين، مما يجعل الأشخاص الذين يعانون من الشخصية البارانوية لا يثقون في دوافع الآخرين ويعتقدون أن الآخرين يريدون إيذائهم.

ما هو مرض البارانويا ؟

يعرف مرض البارانويا، بأنه جنون الارتياب، وهو عبارة عن نمط تفكير يظهر عند الشعور الغير منطقي بفقد الثقة بالناس، مما يجعل الشخص يشعر بوجود تهديد بشكل مستمر، سواء من ناحية الإحساس بأن هناك أشخاص يراقبونك، أو يحاولون إلحاق الأذى بك طوال الوقت.

الأنواع الرئيسية لمرض البارانويا

يوجد هناك عدة أقسام يتم من خلالها التوجيه لمرض البارانويا والنرجسية، حيث يتم العمل على تقسمه لحوالي ثلاث اضطرابات رئيسية:

اضطراب الشخصية المرتابة

ويرمز لهذا النوع بأنه (Paranoid personality disorder)، والذي يعتبر النوع الأخف من بين الأنواع الثلاثة، ويظهر في الغالب مع الأشخاص من مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة، مما يجعل أصحابه لديهم اضطراب بالغرابة، والشك، وانعدام الثقة بالاخرين بدون وجود دليل منطقي.

اضطراب الوهام

وياتي بمصطلح (Delusional disorder)، حيث يعرف هذا النوع بأنه اضطراب عقلي لا يستطيع المصاب به التفريق بين الحقيقة والوهم، مما يجعل الشخص المصاب به، لديه اعتقاد راسخ  لدى المصاب بوهم غير حقيقي.

انفصام الشخصية البارانويدي

ويعتبر هذا النوع من أشد الأنواع في مرض البارانويا، وهذا لأنه عبارة عن اضطراب عقلي شديد ينتج عنه الإصابة بالهلوسة، والأوهام، والاضطراب في التفكير والسلوك، مما يتسبب في التأثير على أداء الوظائف اليومية، مما يجعل المصابين يلجأون إلى علاج اضطراب الشخصية البارانويدية مدى الحياة.

أعراض مرض البارانويا

يوجد عدة أعراض بارزة بالنسبة لمرض البارانويا، والتي ترتبط بجميع المصابين منها بمختلف اقسامهم التي تحدثنا عنها:

• الارتياب والشك من أفعال وتحركات الآخرين.
• عدم الوثوق بالآخرين.
• كون الشخص دفاعي وعدائي.
• سهولة الشعور بالإهانة.
• اعتقاد الشخص بأنه دائمًا على صواب.
• عدم القدرة على القبول بحلول وسطية، أو المسامحة.
• الاعتقاد بوجود معان خفية وراء التصرفات العادية للأشخاص.
• العزلة.

اختبار مرض البارانويا

إن عملية اختبار مرض البارانويا، يتم التركيز عليها واختيارها بما يتناسب مع الحالة والاضطرابات التي تعاني منها بشكل كبير، ولذلك فإنه مع ظهور بعض أو كل الأعراض السابقة يجب التوجه للطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية ووصف العلاج الدوائي بدون أن يؤثر على الصحة.

وبعد ذلك يتم إجراء فحوصات من خلال أخصائي الأمراض النفسية، حتى يتم التأكد من الحالة النفسية والعقلية للمريض، ومن ثم ملاحظة الأمراض النفسية الأخرى التي من الممكن أن تكون مصاحبة لجنون الارتياب ومنها الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب.

أسباب الشخصية البارانوية

هناك عدة أسباب للشخصية البارانوية التي تنتج عنها مثل هذه الإضطرابات التي يعاني منها الأشخاص بشكل كبير، سواء إذا كانت في الشخصية أو مشاكل عقلية.

• الجينات.
• التوتر والإجهاد العصبي.
• كيمياء الدماغ.
• تعاطي المخدرات.
• إدمان الكحول.

علاج اضطراب الشخصية البارانويدية

يحتاج الكثير من الأشخاص إلى التعرف على علاج اضطراب الشخصية البارانويدية، وهذا لأن علاج البارانويا والنرجسية يختلف على حسب نوع الحالة التي يعاني منها الشخص، وهذا ما يجعل الطبيب المعالج بوصف نوعين من علاج جنون الارتياب، أو أحدهما.

• العلاج بالأدوية: ويعمل الطبيب من خلال هذا النوع، بوصف 
• أنواع مختلفة من الأدوية تبعًا للحالة، سواء الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic) والتي تعالج انفصام الشخصية.
• العلاج النفسي: يساهم العلاج النفسي في مساعدة المصاب على التأقلم، وزيادة الثقة بالنفس وبالآخرين، مما يساعده على التعبير عن المشاعر بطريقة ايجابية.

كيفية التعامل مع الشخصية البارانوية

هناك عدة طرق يجب على أي شخص أتباعهم عند التعامل مع الشخص الذي يعاني من الشخصية البارانوية، حتى لا يشعر بأي رد فعل سلبي اتجاهه عند التعامل معه.

• يتطلب التعامل مع مريض الشخصية البارانوية الصبر والتعاطف، مع وضع حدود للتعامل.
• الاهتمام بحديث مريض البارانويا، مع عدم المجادلة في الحديث.
• الاهتمام بالمريض وعدم التقليل منه، مع تجنب العطف الشديد عليه.
• محاولة بث الثقة في المريض عن طريق تشجيعه على الجلسات الجماعية.