إن مشكلة البطالة هي أحد أكثر المشكلات تعقيدًا في البلاد، كما أن مشكلة البطالة هي الأكثر انتشارًا وصعوبة حيث أنها تؤثر بالسلب على المجتمع سواء من الناحية الإقتصادية أو من ناحية الأفراد الذين يعانون من مشكلة البطالة أنفسهم، في هذا المقال سوف نعرض مشكلة البطالة وأسبابها وحلول لعلاجها.
تعريف مشكلة البطالة
تعتبر مشكلة البطالة هي أحد الظواهر الإقتصادية التي بدأت تظهر في المجتمعات بالتحديد مع بداية الثورة الصناعية وازدهارها حيث أنها لم تكن ملموسة في المجتمعات الريفية التي لا تعتمد على الصناعة بشكل رئيسي.
وتعريف العاطل تبعا لمنظمة العمل الدولية أنه كل شخص يقدر على العمل ويرغب فيه ايضا ويجتهد في البحث عنه لكن دون فائدة، لهذا نقول أنه ليس بالضروري أن يكون كل من لا يعمل هو شخص عاطل، حيث أن هناك تلاميذ وأصحاب الإعاقة والأشخاص المسنة ومن يقوم بعمل يومي مؤقت وأيضًا هناك من هم دون حاجه إلى عمل فهؤلاء لا يتم تسميتهم بالعاطلين.
أنواع البطالة
هناك أنواع عديدة للبطالة ومنها:
- البطالة الدورية أو البطالة البنوية : هي مشكلة تحدث كنتيجة لدورة النظام الرأس مالي والتي تتنقل دائما مابين الانتعاش والإزدهار الاقتصادي وبين النقيض من الانكماش والأزمات الاقتصادية المتعددة والتي يترتب على إثرها وقف توظيف العمال ومحاولة حل الأزمة عن طريق تسريح العمال ووقف حركة التوظيف وهذه من ضمن أسباب انتشار مشكلة البطالة.
- البطالة التي لها ارتباط وثيق بهيكلة الاقتصاد: والتي تنتج عن تغير في هيكل أو صلب طلب المنتجات أو توقف في التقدم التكنولوجي، أو أن يحدث انتقال للصناعات من بلد إلى بلد أخرى كوسيلة للبحث عن شروط أفضل الإستغلال لتحقيق ربح أعلى.
- البطالة المقنعة: وهي نوع من انواع البطالة تنتج نتيجة قيام شخص بتعدي عمل ثانوي بسيط لا يوفر له كفايته من احتياجات العيش بل ويقوم بإهدار طاقته، أن يمكن تعريفها أنه مشكلة البطالة الناتجة عن قيام مجموعة من الأفراد بعمل يحتاج فقط إلى فرد واحد أو اثنين بالكثير للقيام به.
- البطالة الاحتكاكية: وهي بطالة ناتجة عن التوقف عن العمل بشكل مؤقت بسبب تغيير الشخص لوظيفته وقيامه بالإنتقال إلى اخرى، أو توقفه عن العمل للبحث عن وظيفة أفضل فيظل عاطلًا حتى يجد تلك الوظيفة، أو يمكن أن يكون سبب التوقف هو من أجل الدراسة وهكذا.
- البطالة السلوكية: وهي بطالة تخص نوع من الوظائف بعينها يقل عدد من يعمل بها بسبب رفض القوة العاملة لها و الإبتعاد عنها لوظائف أخرى بسبب نظرة المجتمع لمثل تلك الوظائف.
- البطالة المستوردة: وتعتبر مشكلة البطالة التي تقف في وجه بعض من القوى العاملة المحلية بالتحديد في قطاع معين وذلك نتيجة لإحلال او انفراد العمالة الغير محلية في القطاع، وقد تنتج تلك البطالة في حالة أنه تم النفور أو انخفاض الطلب على سلعة معينة محلية والعدول عنها إلى أخرى مستوردة.
ما هي أسباب مشكلة البطالة
- قلة الوظائف.
- انتشار الحروب في بعض الدولة بالإضافة إلى خضوع بعضها للإحتلال.
- كثرة العمالة التي تأتي للبلد من البلاد الخارجية مثل اللاجئين.
- كثرة الشباب المؤهلين للعمل والذين يرغبون به.
- الزيادة السكانية أو الانفجار السكاني: وهو ما يمثله الحالة النوعية والعمرية للسكان والذين هم مصدر القوة العاملة في ظل الحالة الاقتصاديه وايضا الثقافية التي يمر بها ويعاصرها المجتمع، فإن من الطبيعي أن الزيادة العددية لحجم السكان ينعكس بالتبعية على عدد من يمكنهم العمل أو عدد من يدخل كمستجد لسوق العمل سنويًا، والإنفجار السكاني هو عبارة عن زيادة عدد من هم قادرين على العمل بشكل سريع مقابل زيادة طفيفة أو حتى ثبات في عدد الوظائف المتاحة أمامهم.
- النمو البطئ للنشاط الاقتصادي في الدولة التي تعاني من مشكلة البطالة: حيث أن الزيادة التي تخرج عن السيطرة أحيانا لمن هم على استعداد للعمل في الدولة في حين أن النشاط الأقتصادي ينمو ببطئ فهذا يكون له اثر ملحوظ في تقليل فرص العمل الموجودة والتي يفترض أن تناسب تلك الزيادة.
- الخلل الموجود بين سياسات التعليم واحتياجات سوق العمل: أحد أسباب تفاخم مشكلة البطالة بين المتعلمين بشكل عام هو هذا الخلل الموجود حاليا بين نظم أو سياسات التعليم في الدولة وسوق العمل بها، وهذا ليس سببه فقط عدم التناسق بين الهيكل التعليمي والهيكل الإقتصادي، بل سببه أيضًا الإختلاف الملحوظ في سرعة نمو كلا القطاعين؛ أي أن التعليم يقوم بتخريج دفعات جديدة لسوق العمل أكبر من القدرة الإستيعابية للوضع الإقتصادي مما ينتج عنه عدم استغلال تلك الدفعات بالشكل الصحيح أو بالشكل الملائم لهم.
- التزام الدولة بتعيين الجدد من الخريجين : فمن المعروف ان الدولة تتبني سياسة الخريجين من الجامعات والمعاهد العليا إلا انه نظرا للتوسع الهائل في التعليم بمراحله المختلفه وارتفاع معدلات النموالسكاني والاقبال الشديد علي التعليم تزايدت مخرجاته بصوره متصاعده وأدي التزام الدولة بتعيين المخرجات الي اكتظاظ اجهزة الدولة بعمالة زائدة لا تضيف انتاجًا بل اسهمت بما تحصل عليه من اجور في زيادة معدلات التضخم وانخفاض انتاجية العمل وأصبحت سياسة التعيين الفوري للخريجين تمثل عبئا اقتصاديا واجتماعيا ومن ثم كان علي خريجي الجامعات وغيرهم من مراحل التعليم الأخرى الانتظار سنوات حتي يتم خلق فرص عمل لهم.
- بعض من الاتجاهات والقيم المنتسرة بين أفراد المجتمع: وتتمثل في رغبة الكثير من القوى العاملة في العمل في القطاع الحكومي وهو أحد العوامل الرئيسية في ازدياد مشكلة البطالة، حيث أنه من الثوابت في ذهن الكثير أن حصول الفرد على وظيفة في الوظائف العامة بالحكومة لها ارتباط كبير بالمنصب والمركز الإجتماعي ولفت أنظار المجتمع بالإضافة إلى ضمان لوظيفة ثابتة إلى سن المعاش وليس فقط تفكيرك في الأجور المرتفعة، حيث أن هناك الكثير من القطاعات الخاصة تعطي رواتب مجزية أكثر حتى من الأجور التي قد يتقاضاها البعض في العمل الحكومي، وهذا ينعكس أثره في النهاية على ارتفاع نسبة البطالة في الدولة.
ما المقصود بالبطالة المخفية ؟
هي نوع أو مشكلة البطالة التي لا يُحسب فيها عدد من الأفراد العاطلين عن العمل في الدراسات الإحصائية التي تقوم بها الدولة بشكل رسمي، ومن أمثلة هؤلاء العاطلين: الأشخاص الذين يأسوا من عملية البحث عن وظائف، أو الأشخاص الذين قاموا بالتقاعد بشكل مبكر، وايضا من هم يقومون بالعمل في وظائف موسمية أو وظائف دوام جزئي وليس كلي، وعدم تضمن الإحصائيات لهذه الفئات يجعل معدل البطالة المحسوب في الدولة أقل مما يجب أن يكون بشكل صحيح، لذا فقد تكون الأرقام التي تصدر عن مكتب الإحصاء الخاصة بالبطالة كل شهر ليست صحيحة أو ليست دقيقة كما يعتقد البعض، وسبب أيضًا من أسباب البطالة المخفية هو عدم قيام الدولة بإحتلال أي شخص يكون عمره أقل من 16 عام بالإضافة إلى عدم احتساب السجناء و المتقاعدين القادرين على العمل أو أصحاب المعاش المبكر، أو الأزواج الباقين في منازله، أو من يقوم بترك وظيفته بحثًا عن وظيفة أخرى، فهؤلاء لا يتم إدراجهم في مثل هذه الإستبيانات أو الإحصائيات الخاصة بالبطالة أيضًا.
من تشملهم البطالة المخفية ؟
تشمل أيضًا هؤلاء الأشخاص ممن هم مؤهلين أكثر من اللازم بالنسبة للوظائف المتاحة أمامهم أو المتاحة في سوق العمل في دولتهم، ومثل هؤلاء الأشخاص لا يقبلون في الغالب بوظائف ذات أجور منخفضة لا تتناسب مع امكانياتهم أو مستوى تعليمهم، كما يكون على الناحية الأخرى معدل التوظيف في قطاعات هم منخفض مما يزيد من مشكلة البطالة عن هذه الفئة، وهناك أيضًا مجموعة من القوى العاملة يفضلون أخذ استراحة طويلة من عملهم، وكي يتم احتساب الشخص ضمن العاطلين في الإحصائيات التي تقوم عن مشكلة البطالة فيجب أن يكون باحثًا عن وظيفة في خلال الشهر السابق لعمل الإحصاء.
وعلى الرغم من عدم إدراج الفئات التي تم ذكرها في إحصائيات البطالة الشهرية إلا أن دوائر الإحصائيات الخاصة بالعمالة والتوظيف تقوم بعمل ما يسمى بالإجراءات البديلة لإستغلال اليد العاملة والذي يرفق مع الأرقام والإحصائيات الرسمية، والغرض من هذه الإجراءات هو تتبع معدلات البطالة والتي يتم تطبيقها في دول مثل كندا والمكسيك واليابان بالإضافة إلى أستراليا ودول المجموعة الإقتصادية الأوروبية.
ما المقصود بمعدل البطالة ؟
يتم تعريفه بأنه النسبة بين عدد الأفراد العاطلين إلى عدد القوى العامله ككل، وهذا المعدل من الصعب أن يتم حسابه بدقة.
ومن الجدير بالذكر أن نسبة العاملين تختلف بإختلاف الوسط التي يتم حساب نسبة البطالة فيه، سواء كان الوسط قروي او حضري، وايضا تختلف حسب السن والجنس والمستوى التعليمي ونوعية التعليم.
يتم حساب معدل البطالة كالآتي:
معدل البطالة = عدد العاطلين ÷ عدد القوة العاملة * * 100.
معدل مشاركة القوة العاملة = قوة العمالة ÷ النسبة الفعالة * 100.
ما هو المعدل الطبيعي للبطالة ؟
المعدل الطبيعي للبطالة أو قد يسمى بمعدل البطالة الهيكلية: هو مصطلح يرتبط بالنشاط الإقتصادي والذي قام بوضعه ميلتون فريدمان بمساعدة إدموند فليبس في ستينيات القرن ال 20 وكان سببا في منحهما جائزة نوبل في الإقتصاد، ويعني هذا المصطلح بالبطالة الافتراضية والتي تتناسب مع الإنتاج ككل على مستوى طويل الأجل، كما يتوافق مع الإنتاج الكلي بفرض عدم وجود اختلافات مؤقتة متنوعة كتعديل الأسعار بشكل غير مكتمل في العمل.
فهنا يتم التوافق بين المعدل الطبيعي للبطالة مع معدل البطالة في رؤية كلاسيكية لتحديد النشاط. ويتحدد بشكل أساسي عن طريق الأخذ في الإعتبار لجانب الإمداد في الاقتصاد، وأيضًا إمكانيات الإنتاج وإمكانيات المؤسسات الاقتصادية المختلفة في سوق العمل.
ما النتائج المترتبة على البطالة ؟
لا يقتصر التأثير السلبي فقط على وضع الفرد أو الاسرة المادير ولكن يمتد أثره ليصل إلى الناحية الصحية والقطاع الإقتصادي للدولة ككل بالإضافة إلى أن تأثيره يمتد ليصل إلى معدل الوفيات أيضًا، وتؤثر الزيادة بنسبة 1% للبطالة على الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 2%.
وتؤثر البطالة أيضًا على:
- الصحة النفسية والجسدية للفرد العاطل.
- المرض: حيث تتسبب في زيادة الأمراض العقليّة والبدنيّة، وتقلّل من العمر الافتراضيّ للأفراد تبعا لدراسات متعددة.
- الاكتئاب: والشعور الدائم بالقلق وفقدان التقدير للذات لدى الفرد العاطل.
- شعور الفرد باليأس من إيجاد وظيفة أو من قدرته على الإنجاز.
- معدلات الانتحار: حيث تزداد نتيجة لشعور الفقر والحرمان الناتجان عن البطالة.
- الإدمان: حيث يلجأ الشخص العاطل إلى الإدمان كوسيلة للهروب، وهذا ليس حلا بالطبع ولكن لا يمكن انكار دور البطالة في زيادة معدل الإدمان بين الشباب بالتحديد.
- الإحباط: لأن الشخص يشعر بضياع حقه وعدم قدرته على تحمل مسئولية نفسه مما يزيد من سخطه وعدوانيته تجاه المجتمع الذي يراه سببا في مشكلته.
- فقدان الثقة بالنفس.
- الانطواء والعزلة: بسبب عدم تواصل السخص في الغالب مع المجتمع من حوله حيث أنه لا يتعرض للكثير من الناس كما يحدث مع أصحاب الوظائف، كما تقل قدرته على التواصل بشكل سوي مع من حوله.
- انخفاض فرصة الشخص في على وظيفة: حيث أن كثير من الشركات لا تفضل في الغالب توظيف من هم لديهم تاريخ طويل مع البطالة حتى اذا امتلكوا المؤهلات والمهارات اللازمة للوظيفة المتاحة في الشركة.
- فقدان الشخص لأغلب ان لم تكن كل المهارات التي كان يكتسبها نتيجة لقلة ممارسته لها، مما يصعب عليه الأمر للحصول على وظيفة أو العمل بكفاءة اذا حصل بالفعل على واحدة.
- التطرّف والعنف عند الشباب: حيث أن الشباب العاطل عن العمل خاصة الذين يحتاجون إلى المال هم الهدف المنشود للجماعات التكفيرية ومروجوا الإرهاب في العالم .
- ازدياد معدل الجريمة: بسبب المشاكل النفسية وازدياد الضغط على الشخص فاقد العمل بالإضافة إلى ابتعاده عن العالم الخارجي، ولكن هذا لا يعني ان كل من هم دون عمل هم مجرمون، ولكن يزداد انتشار الجريمة بشكل عام بين هذه الفئة من الشباب.
- انخفاض مستوى المعيشة للأسرة: مما يترتب عليه عدم القدرة على توفير الإحتياجات الأساسية وبالتالي وقوع هم تحت خط الفقر وزيادة الوقوع في الديون.
- خسارة المأوى والتشرّد.
- انخفاض المستوى التعليمي لعائلة الشخص العاطل.
- انخفاض نسبة العمل التطوعي في الدولة.
- لجوء الكثير من الشباب إلى الهجرة بطرق شرعية أو غير شرعية.
- ارتفاع معدلات الطلاق والمشاكل الأسرية بسبب المشاكل المترتبة على قلة الأموال نتيجة لمشكلة البطالة.
- إغلاق أماكن العمل بسبب قلة العمال وابتعادهم عن العمل في هذا المكان مما يقلل من انتاجيته وبالتالي يتم اغلاقه.
- زيادة التكاليف المالية التي تنفقها الدولة لرعاية العائلات التي تعاني من أثر البطالة مما ينعكس بالسلب على الموازنة العامة للدولة.
حلول لمشكلة البطالة
- تطوير لمناهج وسياسات التعليم بسكل يتناسب مع سوق العمل.
- زيادة التدريب لأكبرعدد من الخريجين.
- على الشخص الراغب في الوظيفة محاولة اكتساب خبرات تناسب التطورالتكنولوجي من حوله.
- محاولة الشاب ان يبني مشروعه الخاص به في حدود المتاح من الموارد.
- تغيير السياسات النقدية والمالية للدولة.
- الحد من التمييز في عملية التوظيف.
- خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة وفتح أسواق وبناء مشاريع جديدة للشباب.
- خفض مستوى العمالة ممن هم ليسوا من أهل الدولة.
- دعم الدولة لمشاريع الشباب الخاصة.
- نشر التوعية حول أهمية تنظيم النسل لتقليل عدد أفراد المجتمع مما ينعكس بالإيجاب على القدرة الإستيعابية للوظائف.
شاهد أيضًا: حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة
في النهاية إن مشكلة البطالة من المشاكل المؤرقة في أي دولة لذا يجب أن نتكاتف جميعًا سواء أفراد أو مؤسسات للقضاء عليها.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية