أغلب قصائد شعر في مدح الخيل كانت من العرب القدماء فى العصر الجاهلي لأن الخيول لديهم كان لها مكانة كبيرة وكانت هي الأساس الذي يتم الاعتماد عليه في الحروب ووسيلة التنقل التي يستخدمها البعض في الذهاب من مكان الى أخر، كما أنه من وصايا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن نقوم بتعليم أولادنا ركوب الخيل، والخيل العربي الأصيل يتميز بقوة الذكاء والوفاء لصاحبه لذلك تجده يسعى دائمًا إلى الحفاظ على سلامة مالكه بكل الطرق.
شعر في مدح الخيل
كتب تلك القصيدة الشاعر البحتري الذي يعتبر من أهم وافضل الشعراء في العصر العباسي وكان يطلق على أبياته الشعرية اسم سلاسل الذهب وقد قال في قصيدة شعر له عن الخيل ما يلي:
يا حُسنَ مُبدي الخَيلِ في بكورِها، … تَلُوحُ كالأنْجُمِ في دَيْجُورِهَا
كأنّما أبْدَعَ، في تَشْهِيرِهَا، … مُصَوِّرٌ حَسّنَ مِنْ تَصْوِيرِهَا
تَحمِلُ غِرْبَاناً عَلى ظُهُورِهَا، … في السرَقِ المَنقُوشِ، من حَرِيرِهَا
إنْ حَاذَرُوا النَّبْوَةَ مِنْ نُفُورِها، … أهْوَوْا بِأيْدِيهِمْ إلى نُحُورِهَا
كأنّهَا، والحَبلُ في صُدُورِهَا، … أجَادِلٌ تَنهَضُ في سُيُورِهَا
مَرّتْ تُباري الرّيحَ في مُرُورِهَا، … والشّمسُ قد غَابَ ضِيَاءُ نُورِهَا
في الرّهَجِ السّاطِعِ مِنْ تَنْوِيرِها، … حَتّى إذا أصْغَتْ إلى مُدِيرِها
وانْقَلَبَتْ تَهْبُطُ في حُدُورِهَا، … تَصَوُّبَ الطّيرِ إلى وُكُورِهَا
في حلبة تضحك عن بدورها … صار الرجال شرفاً لسورها
أعطي فضل السبق من جمهورها … من فضل الأمة في أمورك
في فضلها وبذلها وخيرها … جعفر الذائد عن ثغورها
تبهى به وهو على سريرها … خلافه وفق في تدبيرها
شعر في مدح الخيل للمتنبي
المتنبي من أكثر شعراء العرب الذي ذكر الخيل في العديد من أشعاره وكان يحبه كثيرًا ويقول عنه أنه هو الأنيس له ويقوم بمجالسته والحديث معه ومن أشهر قصائده عن الخيل القصيدة التالية:
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ
وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً
عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ
وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ
تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ
وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ
وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ
أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ
وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ
مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ
لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ
تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ
شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ
فَيَطغى وَأُرخيهِ مِراراً فَيَلعَبُ
وَأَصرَعُ أَيَّ الوَحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ
وَأَنزِلُ عَنهُ مِثلَهُ حينَ أَركَبُ
وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ
وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ
إِذا لَم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ شِياتِها
وَأَعضائِها فَالحُسنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ
فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً
فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ
وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ
وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ
وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلاً وَرائَهُ
وَيَمَّمَ كافوراً فَما يَتَغَرَّبُ
فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأياً وَحِكمَةً
وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
شعر في مدح الخيل لعنتر بن شداد
يطلق على عنترة ابن شداد لقب أبو الفوارس من شدة حبه للخيل والفروسية وقد كتب العديد من الأشعار في مدح الخيل والتي يكون من أهمها القصيدة التالية:
لا تحسدي مهري وما أسقيته
ما أنت إلا في مقام أعظم
فإذا غضبت فلي إليك وسيلة
إما بعقد أو بثوب معلم
وابن النعامة ما إليه وسيلة
إلا بطيبة مشرب أو مطعم
إن كان حبك في الفؤاد محله
في أعظمي يجري كما يجري دمي
فاروي صداه من الظما فلعله
ينجيك من هول الغبار المظلم
شعر في مدح الخيل والخيال لجبران خليل جبران
جبران خليل جبران هو أشهر الشعراء في لبنان وحصل على الجنسية الأمريكية وكان مسيحي الديانة وله العديد من المؤلفات الشعرية الجميلة وقد تحدث في إحدى قصائده عن الخيل والخيال وقال ما يلي:
أيها الفارس الشجاع ترجل
وقد كبا مهرك الأغر المحجل
شد ما خب موجفا كل يوم
في طلاب من الفخار معجل
دميت بالركاب شاكلتاه
فهوى رازحاً به ما تحمل
هزلت سوقه غلى أن تثنت
ودنا عنقه إلى أن تسفل
وخبا من جبينه نجم سعد
طالما كان ضاحكاً يتهلل
هكذا رحت ترهق العمر حثا
فتلاشى ومجده بك أمثل
نادبي أدهم وناعي علاه
كان من خيرة العلي أن ترحل
لم يبت في الثرى فتى أخيل لكن
آثر الأفق صهوة فتحول
شعر في مدح الخيل لربيعة بن مقروم
ربيعة من الشعراء الذين كانوا في عهد الخلافة الراشدة وكان من أشهر المقاتلين في الفتوحات الاسلامية في ذلك الوقت وله العديد من المؤلفات والأشعار في مدح الخيل والفروسية من أشهرها ما يلي:
وَأَضحَت بِتَيمُنَ أَجسادُهُم
يَشَبَّهُها مَن رَآها الهَشيما
تَرَكنا عُمارَةَ بَينَ الرِماحِ
عُمارَةَ عَبسٍ نَزيفاً كَليما
وَلَولا فَوارِسُنا ما دَعَت
بِذاتِ السُلَيمِ تَميمٌ تَميما
وَما إِن لِأَوبَئِها أَن أَعُد
مَآثِرَ قَومي وَلا أَن أَلوما
وَلَكِن أُذَكِّرُ آلاءَنا
حَديثاً وَما كانَ مِنّا قَديما
وَدارِ هَوانِ إِنِفنا المُقامَ
بِها فَحَلَلنا مَحَّلا كَريما
إِذا كانَ بَعضُهُم لِلهَوانِ
خَيطَ صَفاءٍ وَأُمّا رَؤوما
وَثَغرٍ مَخوفَ أَقَمنا بِهِ
يَهابُ بشهِ غَيرُنا أَن يُقيما
جَعَلنا السُيوفَ بِهِ وَالرِماحَ
مَعاقِلَنا وَالحَديدَ النَظيما
وَجُرداً يُقَربنَ دونَ العِيالِ
خِلالَ البُيوتِ يَلكُنَ الشَكيما
تعَوَّد في الحَربِ أَن لا بَراحَ
إِذا كُلِّمَت لا تَشَكّى الكُلوما
شعر في مدح الخيل لامرئ القيس
امرؤ القيس من أشهر الشعراء العرب وله مكانة بارزة بسبب أشعاره المميزة وله معلقة مشهورة باسم الملك الضليل وله بعض القصائد التي قام فيها بمدح الخيل من أبرزها ما يلي:
قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي
جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُوبُ
كَأنَّ صاحِبهَا إذْ قَامَ يُلْجِمُها
مَغْذٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ
إذا تَبَصّرَها الرَّاؤُونَ مُقبِلَةً
لاحتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها وَتجْبِيبُ
وِقافُها ضَرِمٌ وَجَرْيُها جَذِمٌ
وَلَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ
وَاليَدٌ سابِحَةٌ وَالرِّجْلُ ضارِحَةٌ
وَالعَيْنُ قادِحةٌ وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ
وَالمَاءُ مُنْهَمِرٌ وَالشَّدُّ مُنْحَدِرٌ
وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ وَاللَّونُ غِرْبِيبُ
كَأنّها حِينَ فاضَ الماءُ وَاحْتَفَلَتْ
صَقْعاءُ لاحَ لَها في المَرْقَبِ الذِّيبُ
فأَبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِن فَوْقِ مَرْقَبَةٍ
ودُونَ مَوْقِعِها مِنْهُ شَنَاخِيبُ
فَأقْبلَتْ نَحوَهُ في الجَوِّ كاسِرَةً
يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيحِ تَصْوِيبُ
صُبَّتْ عَلَيْهِ وما تنْصَبُّ مِنْ أُمَمٍ
إنَّ الشَّقَاءَ على الأشْقَيْنِ مَصْبُوبُ
كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَا وهْيَ مُثْقَلَةٌ
إذْ خَانَها وذَّمٌ منْهَا وتَكْرِيبُ
لا كالَّتي في هَواءِ الجَوِّ طّالِبَةً
ولا كَهَذَا الّذِي في الأرْضِ مَطلوبُ
كالْبَزِّ والرَّيْحِ في مَرْآهُما عَجَبٌ
مَا في اجْتِهَادٍ على الإصْرَارِ تَعْييبُ
فأدْرَكَتْهُ فَنالَتْهُ مَخَالِبُهَا
فَانْسَلَّ مِن تحْتِها والدَّفُّ مَعْقُوبُ
يَلوذُ بِالصَّخْرِ مِنْهَا بَعْدَ مَا فَتَرَتْ
مِنْها ومِنْهُ على الصَّخْرِ الشَّآبِيبُ
ثمَّ اسْتغَاثَتْ بمَتنِ الأرضِ تَعْفِرُهُ
وبِاللِّسان وبِالشِّدْقَيْنِ تَتْرِيبُ
فأخطَأتْهُ المَنَايَا قِيسَ أُنْمُلَةٍ
ولا تَحَرَّزَ إلا وهْوَ مَكْتُوبُ
يَظَلُّ مُنْحَجِراً منْهَا يُراقِبُهَا
ويَرْقَبُ اللَّيْلَ إنّ اللّيْلَ مَحْجُوبُ
والخَيرُ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ وما غَرَبَتْ
مُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْلِ مَعْصُوبُ
إلى هنا نكون قد ذكرنا بعض قصائد شعر في مدح الخيل والجدير بالذكر أن ذلك الحيوان يعتبر من الثدييات التي تستخدم من أجل الركوب أو جر الأشياء ويوجد منها أنواع عديدة أفضلها الحصان العربي الاصيل، ويعتبر البدو هم أول من قاموا باستعمال الخيول وانتقل من خلالهم إلى العرب ودول آسيا وغيرها من البلدان الاخرى،والمعروف عن ذلك الحيوان أنه يتميز بالشجاعة والجمال.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية