نزار قباني الذي يعتبر على رأس أهم وأفضل الشعراء العرب، ولد في مدينة دمشق في عام 1923 وعاش حياته في سوريا، وكان من المسملين الذين تبعون مذهب السنة، وتزوج من زهراء وبلقيس، ودرس في كلية الحقوق في جامعة دمشق وبعد تخرجه منها عمل دبلوماسي وشاعر وغنائي وكاتب، وعرف عنه حبه لتعلم اللغات فكان يتحدث الإنجليزية والفرنسية والإسبانية بجانب لغته الأم.
أشهر أبيات شعر لنزار قباني
كتب نزار قباني قصيدة بعنوان الحزن وقام الفنان كاظم الساهر بغنائها وحققت نجاح كبير وتقول كلماتها ما يلي:
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
***
علمني حبك.. سيدتي
أسوء عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار ، و في أضواء السيارات..
و أطارد طيفك..
حتى .. حتى ..
في أوراق الإعلانات ..
علمني حبك..
كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصوات
***
أدخلني حبك.. سيدتي
مدن الأحزان..
و أنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسان..
***
علمني حبك..
أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك ..
بالطبشور على الحيطان..
و على أشرعة الصيادين
على الأجراس..
على الصلبان
علمني حبك..
كيف الحب يغير خارطة الأزمان..
علمني أني حين أحب..
تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال..
دخلت قصور ملوك الجان
و حلمت بأن تتزوجني
بنت السلطان..
تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمان
و حلمت بأني أخطفها
مثل الفرسان..
و حلمت بأني أهديها
أطواق اللؤلؤ و المرجان..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطان..
قصيدة إلى تلميذة
قام كاظم الساهر بغناء قصيدة إلى تلميذة التي كتبها الشاعر نزار قباني وحققت نجاحًا كبيرًا وكانت ولا زالت من العلامات الفنية الرائعة وتقول كلماتها ما يلي:
قل لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كادً يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي ، بعد ، أن تتفهمي
أن الرجال جميعهم أطفال
إني لأرفض أن أكون مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال..
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبة .. وخرافةٌ .. وخيال
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا ان الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاه المطبقات سؤال
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلال..
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال
لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته .. تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلال
إني أحبك من خلال كآبتي
وجهاً كوجه الله ليس يطال
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سراً يمزقني .. وليس يقال ..
قصيدة اعترافات رجل نرجسي
ثالث أشهر أبيات شعر لنزار قباني بعنوان اعترافات رجل نرجسي والتي تقول كلماتها ما يلي:
وبعد ثلاثين عامًا
تأكدت أني أحبك ..
بعد ثلاثين عام
وأنك امرأتي دون كل النساء
وأيقنت أن جميع الذي كان قبلك
كان سرابا ..
وكان دخانا ..
وكان احتلام …
وبعد ثلاثين عاما
عرفت غبائي الشديد
وسخفي الشديد
وأيقنت أنك شمس الشموس
وبر السلام
وأني بدونك طفل
أضاع حقيبته في الزحام
وأنك أمي التي ولدتني
ومنها تعلمت كيف أمشط شعري
وكيف أذاكر ليلا دروسي
وكيف أهجي الكلام
وبعد ثلاثين عاما
طلبت اللجوء السياسي للحب ..
حين اكتشفت بأني تعبت ..
وأني انهـزمت ..
وأن إناء غروري انكسر ..
حجزت مكانا لحزني بكل مطار
وألغيت بعد قليل حجوز السفر .
فلا قبلتني بلاد الجفاف
ولا قبلتني بلاد المطر
هي النرجسية قد دمرتني
فكل العيون محطات ليل
وكل النساء لدي سفر !!
أفتش فوق الخريطة
عن وطن مستحيل
فما من رصيف أنام عليه
ولا من حجر …
وبعد ثلاثين عاما
خلعت ثياب التخلف عنى
وحممت عينى بماء المرايا
وضوء الرخام
دخلت زمان الحضارة
حين رأيت يديك .
ولملمت بالعين ريش النعام
وعمرت عند التقاء الضفيرة .. والنهد .
أول عاصمة للغرام .
قصيدة رسالة من تحت الماء
قام الفنان العظيم عبد الحليم حافظ بغناء تلك القصيدة الرائعة التي كتبها نزار قباني وتقول كلماتها ما يلي:
إن كنت صديقي.. ساعدني
كي أرحل عنك..
أو كنت حبيبي.. ساعدني
كي أشفى منك
لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً
ما أحببت
لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً
ما أبحرت..
لو أني أعرف خاتمتي
ما كنت بدأت…
إشتقت إليك.. فعلمني
أن لا أشتاق
علمني
كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني
كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني
كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق
إن كنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنت قوياً.. أخرجني
من هذا اليم..
فأنا لا أعرف فن العوم
الموج الأزرق في عينيك.. يجرجرني نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيدي
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدمي
إني أتنفس تحت الماء..
إني أغرق..
أغرق..
أغرق..
قصيدة أسألك الرحيلا
قامت بغناء كلمات تلك القصيدة الفنانة الراحلة نجاة الصغيرة وتقول كلماتها ما يلي:
لنفترق قليلا..
لخير هذا الحب يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريد أن تزيد في محبتي
أريد أن تكرهني قليلا
بحق ما لدينا..
من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..
بحق حبٍ رائعٍ..
ما زال منقوشاً على فمينا
ما زال محفوراً على يدينا..
بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..
ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي..
وحبك الباقي على شعري على أناملي
بحق ذكرياتنا
وحزننا الجميل وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا
أكبر من شفاهنا..
بحق أحلى قصة للحب في حياتنا
أسألك الرحيلا
لنفترق أحبابا..
فالطير في كل موسمٍ..
تفارق الهضابا..
والشمس يا حبيبي..
تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشك والعذابا
كن مرةً أسطورةً..
كن مرةً سرابا..
وكن سؤالاً في فمي
لا يعرف الجوابا
من أجل حبٍ رائعٍ
يسكن منا القلب والأهدابا
وكي أكون دائماً جميلةً
وكي تكون أكثر اقترابا
أسألك الذهابا..
لنفترق.. ونحن عاشقان..
لنفترق برغم كل الحب والحنان
فمن خلال الدمع يا حبيبي
أريد أن تراني
ومن خلال النار والدخان
أريد أن تراني..
لنحترق.. لنبك يا حبيبي
فقد نسينا
نعمة البكاء من زمان
لنفترق..
كي لا يصير حبنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبل الأزهار في الأواني..
كن مطمئن النفس يا صغيري
فلم يزل حبك ملء العين والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير
ولم أزل أحلم أن تكون لي..
يا فارسي أنت ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخاف من عاطفتي
أخاف من شعوري
أخاف أن نسأم من أشواقنا
أخاف من وصالنا..
أخاف من عناقنا..
فباسم حبٍ رائعٍ
أزهر كالربيع في أعماقنا..
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظل حبنا جميلا..
حتى يكون عمره طويلا..
أسألك الرحيلا.
إلى هنا نكون قد ذكرنا مجموعة من أشهر أبيات شعر لنزار قباني والجدير بالذكر أنه بعد وفاة زوجته بلقيس ترك لبنان وذهب للعيش في باريس، وبعدها استقر في لندن وعاش فيها لمدة 15 سنة قبل وفاته، وتفرغ خلالها إلى القيام بنشر العديد من الدواوين والأشعار والقصائد الخاصة به وبعضها تسبب في إثارة جدل كبير مثل «متى يعلنون وفاة العرب؟» وتوفى في عام 1998 عن عمر يناهز 75 سنة.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية