توجد أكثر من قصيدة شعر عن الكرم تلك الصفة المميزة التي يتحلى بها بعض الأشخاص وتجعلهم محبوبين من المحيطين بهم، ودينيًا يعتبر من الفضائل السبع وقد تم التحدث عن تلك الصفة في العديد من السور القرأنية التي توضح مدى كرم الله عز وجل مع عباده، كما قال الرسول محمد صلي الله عليه وسلم عن الله سبحانه وتعالى «إن الله كريم يحب الكرم» لذلك علينا أن نقوم بتربية أبنائنا على تلك الصفة منذ نعومة أظافرهم.
شعر عن الكرم
كتب تلك القصيدة زهير بن أبي سلمي المزني الذي كان من شعراء العرب وله مكانة كبيرة في ذلك العصر وقيل في صفة الكرم الأبيات الشعرية التالية:
أَبلِغ لَدَيكَ بَني الصَيداءَ كُلَّهُمُ
أَنَّ يَساراً أَتانا غَيرَ مَغلولِ
وَلا مُهانٍ وَلَكِن عِندَ ذي كَرَمٍ
وَفي حِبالِ وَفِيٍّ غَيرِ مَجهولِ
يُعطي الجَزيلَ وَيَسمو وَهوَ مُتَّئِدٌ
بِالخَيلِ وَالقَومُ في الرَجراجَةِ الجولِ
وَبِالفَوارِسِ مِن وَرقاءَ قَد عُلِموا
فُرسانَ صِدقٍ عَلى جُردٍ أَبابيلِ
في حَومَةِ المَوتِ إِذ ثابَت حَلائِبُهُم
لا مُقرِفينَ وَلا عُزلٍ وَلا ميلِ
في ساطِعٍ مِن غَياياتٍ وَمِن رَهَجٍ
وَعِثيَرٍ مِن دُقاقِ التُربِ مَنخولِ
أَصحابُ زَبدٍ وَأَيّامٍ لَهُم سَلَفَت
مَن حارَبوا أَعذَبوا عَنهُ بِتَنكيلِ
أَو صالَحوا فَلَهُ أَمنٌ وَمُنتَفَذٌ
وَعَقدُ أَهلِ وَفاءٍ غَيرُ مَخذولِ
شعر عن الكرم من العصر الإسلامي
كاتب تلك القصيدة هو الفرزدق وهو كان من أهم شعراء البصرة، وكان من نبلاء عصره وله العديد من القصائد والدواوين التي يصل عددها إلى ما يقرب من 800 وقيل عن صفة الكرم أبيات الشعر التالية:
يَا سَـائِلِي أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ
عِنْـدِي بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا
هَذَا الذي تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ
وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
هَذَا الذي أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ
صَلَّي عَلَیهِ إلَهِي مَا جَرَي القَلَمُ
لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ
لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي القَدَمُ
هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ
أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي الاُمَمُ
هَذَا الَّذِي عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ
وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ
وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي في سَيْفِهِ نِقَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
إلَی مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته
رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ
العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ
يُنْمَي إلَی ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي قَصُرَتْ
عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَي مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ
كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
مَا قَالَ: لاَ قَطُّ، إلاَّ فِي تَشَهُّدِهِ
لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ
طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ
حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا
حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
شعر عن الكرم من عصر الدولة الأموية
كتب تلك القصيدة الشاعر فتيان بن علي الأسدي الذي كان من أشهر أدباء وشعراء الدولة الأموية ومدح في صفة الكرم وقال فيها ما يلي:
اُمدُد إِلَيَّ يَداً يَعتادُها الكَرَمُ
سَما بِها الماضِيانِ السَيفُ وَالقَلَمُ
فَبَطنُها حَجَرُ الأَسباطِ مُنبَجِساً
وَظَهرُها حَجَرُ الإِسلامِ يُستَلَمُ
لِلصاحِبِ ابنِ عَلِيٍّ في العُلا هِمَمٌ
لَم يَدنُ مِن شَأوِها عُربٌ وَلا عَجَمُ
فَلَو رَآهُ اِبنُ عبّادٍ لَصارَ لَهُ
عَبداً وَزَلَّت بِهِ عَن شَأوِهِ القَدَمُ
لا اِبنُ العَميدِ وَلا عَبدُ الحَميدِ وَلا ال
صابي لَهُم هَذِهِ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ
دانَت لَهُ عُلَماءُ الدَهرِ قاطِبَةً
فَهوَ التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ
فَما لَهُ بِالنَدى يَجتاحُهُ كَرَمٌ
وَعِرضُهُ مِن أَياديهِ لَهُ حَرَمُ
بِالسَعدِ وَالأَيدِ وَالكَيدِ اِستَجابَ لَهُ
أَعداؤُهُ جَنَحاً لِلسَّلمِ لا سَلِموا
هُم يُنشِدونَ لِبَلواهُم وَراحَتهِ
وا حَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
قُل لي أَهَذا الَّذي تَسطو بِهِ قَلَمٌ
بِهِ المَفاتِحُ لِلأَرزاقِ أَم عَلَمُ
فَلِلعُفاةِ بِهِ مُنهَلَّةٌ دِيَمٌ
وَلِلعُصاةِ بِحَدَّيهِ يُراقُ دَمُ
شعر عن الكرم لابن الرومي
كتب علي ابن العباس بن جريج المعروف باسم ابن الرومي العديد من القصائد التي تخطى عددها الألفين قصيدة وقال في مدح صفة الكرم الأبيات التالية:
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا
لا يستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدةً
ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا
حتى لتحسب أن اللَّه أجبَرَهُ
على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا
شعر عن الكرم للمتنبي
تحدث المتنبي في إحدى قصائده عن صفة الكرم وقال بالثناء عليها وعلى الأشخاص الذين يتميزون بها وقال فيها ما يلي:
يُحِبُّ العاقِلونَ عَلى التَصافي
وَحُبُّ الجاهِلينَ عَلى الوَسامِ
وَآنَفُ مِن أَخي لِأَبي وَأُمّي
إِذا ما لَم أَجِدهُ مِنَ الكِرامِ
أَرى الأَجدادَ تَغلِبُها كَثيراً
عَلى الأَولادِ أَخلاقُ اللِئامِ
وَلَستُ بِقانِعٍ مِن كُلِّ فَضلٍ
بِأَن أُعزى إِلى جَدٍّ هُمامِ
عَجِبتُ لِمَن لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ
وَيَنبو نَبوَةَ القَضِمِ الكَهامِ
وَمَن يَجِدُ الطَريقَ إِلى المَعالي
فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا سَنامِ
وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاً
كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ
أَقَمتُ بِأَرضِ مِصرَ فَلا وَرائي
تَخُبُّ بِيَ المَطِيُّ وَلا أَمامي
وَمَلَّنِيَ الفِراشُ وَكانَ جَنبي
يَمَلُّ لِقاءَهُ في كُلِّ عامِ
قَليلٌ عائِدي سَقِمٌ فُؤادي
كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ مَرامي
عَليلُ الجِسمِ مُمتَنِعُ القِيامِ
شَديدُ السُكرِ مِن غَيرِ المُدامِ
وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً
فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ
بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا
فَعافَتها وَباتَت في عِظامي
شعر عن الكرم من العصر الحديث
كتب محمود سامي البارودي بعض أبيات الشعر التي تتحدث عن صفة الكرم والأشخاص الكرماء وتقول كلماتها ما يلي:
كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَةُ الأَمْجَادِ
وَجَفَاءُ الأَخْلاقِ شَأْنُ الْجَمَادِ
لَنْ يَسُودَ الْفَتَى ولَوْ مَلَكَ الْحِكْ
مَةَ مَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الأَجْوَادِ
وَلَعَمْرِي لَرِقَّةُ الطَّبْعِ أَوْلَى
مِنْ عِنادٍ يَجُرُّ حَرْبَ الْفَسَادِ
قَدْ يَنَالُ الْحَلِيمُ بِالرِّفْقِ مَا لَيْ
سَ يَنَالُ الْكَمِيُّ يَوْمَ الْجِلادِ
فاقْرُنِ الْحِلْمَ بِالسَّماحَةِ تَبْلُغْ
كُلَّ مَا رُمْتَ نَيْلَهُ مِنْ مُرَادِ
وَضَعِ الْبِرَّ حَيْثُ يَزْكُو لِتَجْنِي
ثَمَرَ الشُّكْرِ مِنْ غِرَاسِ الأَيَادِي
وَاحْذَرِ النَّاسَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّ الن
نَاسَ أَحْلاسُ خُدْعَةٍ وتَعَادِي
رُبَّ خِلٍّ تَرَاهُ طَلْقَ الْمُحَيَّا
وَهْوَ جَهْمُ الضَّمِيرِ بِالأَحْقَادِ
فَتَأَمَّلْ مَواقِعَ اللَّحْظِ تَعْلَمْ
مَا طَوَتْهُ صَحَائِفُ الأَكْبَادِ
إِنَّ فِي الْعَيْنِ وَهْوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ
لَدَلِيلاً عَلَى خَبَايَا الْفُؤَادِ
وَأُناس صَحِبْتُ مِنْهُمْ ذِئَاباً
تَحْتَ أَثْوَابِ أُلْفَةٍ وَوِدَادِ
يَتَمَنَّوْنَ لِي الْعِثَارَ ويَلْقَوْ
نِي بِوَجْهٍ إِلَى الْمَوَدَّةِ صَادِي
سَابَقُونِي فَقَصَّرُوا عَنْ لَحَاقِي
إِنَّما السَّبْقُ مِنْ خِصَالِ الْجَوَادِ
أَنَا مَا بَيْنَ نِعْمَةٍ وحَسُودٍ
والْمَعَالِي كَثِيرَةُ الْحُسَّادِ
فَلْيَمُوتُوا بِغَيْظِهِمْ فاحْتِمَالُ الْ
غَيْظِ موْتٌ لَهُمْ بِلا مِيعَادِ
كَيْفَ تَبْيَضُّ مِنْ أُنَاسٍ وُجُوهٌ
صَبَغَ اللُّؤْمُ عِرْضَهُمْ بِسَوَادِ
أَظْهَرُوا زُخْرُفَ الْخِدَاعِ وأَخْفَوْا
ذَاتَ نَفْسٍ كَالْجَمْرِ تَحْتَ الرَّمَادِ
فَتَرَى الْمَرءَ مِنْهُمُ ضَاحِكَ السِّن
نِ وَفِي ثَوْبِهِ دِماءُ الْعِبَادِ
مَعْشَرٌ لا وَلِيدُهُمُ طَاهِرُ الْمَهْ
دِ وَلا كَهْلُهُمْ عَفِيفُ الْوِسِادِ
حَكَمُوا مِصْرَ وَهْيَ حَاضِرَةُ الدُّنْ
يَا فَأَمْسَتْ وَقَدْ خَلَتْ فِي الْبَوَادِي
أًصْبَحَتْ مَنْزِلَ الشَّقَاءِ وَكَانَتْ
جَنَّةً لَيْسَ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ
وَقَعُوا بَيْنَ رِيفِهَا وَقُرَاهَا
بِضُرُوبِ الْفَسَادِ وَقْعَ الجَرَادِ
في زَمَانٍ قَدْ كَانَ لِلظُّلْمِ فِيهِ
أَثَرُ النَّارِ فِي هَشِيمِ الْقَتَادِ
حِينَ لَمْ يُرْحَمِ الْكَبِيرُ وَلَمْ يُعْ
طَفْ عَلَى الأُمَّهَاتِ والأَوْلادِ
تَحْتَ رِجْزٍ مِنَ الْعَذَابِ مُهِينٍ
وَمُبيرٍ مِنَ الأَذَى رَعَّادِ
إلى هنا نكون قد ذكرنا أكثر من قصيدة شعر عن الكرم لشعراء العرب من مختلف العصور، وفى الغالب يتسم صاحب تلك الصفة بالعديد من السمات الأخرى مثل طيبة القلب والتسامح مع الأخرين وحب الخير لهم، والاهتمام بأمرهم، وقال روبرت لويس ستيفنسون أحد أشهر العلماء أن جوهر الحب هو الكرم.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية