إدمان المخدرات من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان وهو مرض اجتماعي له العديد من الأسباب والذي يعد التطرف هو أهمها؛ والمقصود بالتطرف هو الشدة الزائدة عن الحد أو التدليل الزائد فكلاهما يعطي نفس النتيجة، لهذا ننصح الآباء بالاعتدال في التعامل مع أبنائهم سواء فتيات أو أولاد لأن كلاهما يحاول الهروب من الشدة بتغييب وعيه أو يشعرون بكثرة النقود معهم مما يجعل لديهم الرغبة في تجربة الجديد والشعور بأنهم أصبحوا رجالا كبارًا وتعتبر المخدرات هي أفضل تجربة لكل شاب صغير يحاول أن يثبت لنفسه أنه أصبح كبيرًا ولم يعد بحاجة لوصاية والديه عليه.
سليم إلى الهاوية
دائمًا تبدأ المعاناة بالتجربة، سليم شاب في مقتبل عمره يعيش في بيته كأمير لكنه وحيدًا، فهو الابن الوحيد لوالديه اللذين يعملان في إحدى الدول العربية تاركين نجلهما الوحيد في مصر مع جدته المسنة ليلتحق بالجامعة، كل ما يطلبه سليم مجاب وكلما أراد نقود منحوه.
لم يتحمل سليم المسئولية يومًا ما بل إنه تعود دائمًا على السهر وتطبيق المثل الذي يقول:” اصرف ما في الجيب فيأتيك ما في الغيب”، كثيرًا ما تشاجرت جدته مع نجلها كامل والد سليم لأنها تتأفف من تصرفات سليم وسهره اليومي آتيًا لها في الفجر أو في أول النهار وهو شبه فاقد الوعي بسبب تناوله الخمور.
الأب هو كامل يعمل محاسب في شركة خاصة بدولة الكويت وراتبه كبير جدًا وقد عانى كثيرًا في حياته لذلك يحاول أن يوفر لنجله كل وسائل الراحة حتى لا يمر بما مر به والده لكنه للأسف ضيعه دون أن يدري.
ذات يوم اكتشفت الجدة حميدة أن حفيدها سليم يسرقها فتارة تجد أموالها ناقصة أو غير موجودة وهي معاشها الذي تعيش به لأنها حرمت على نفسها أي مبالغ يرسلها لها نجلها كامل قائلة لنفسها أن تدخر هذه الأموال لابنها لتشتري له شقة تمليك في مكان راقي يعيش فيها إذا شعر هو وزوجته بالحنين لوطنه وأراد الاستقرار فيها وذلك خوفًا من حدوث نزاعات بينه وبين شقيقاته المتزوجات إذا قرر الاستقرار والبقاء معها في نفس الشقة إضافة إلى أنهن سيحاولن طرد أخيهن من الشقة طمعًا في حقهن فيها بعد وفاتها خاصة أن شقيقات كامل ليسوا أشقاء لكنه نجلها من زوجها الثاني بعد وفاة والد بناتها.
بدأت حميدة تراقب سليم دون أن يدري فوضعت أمامه إسورة ذهب مزيف (صيني) للتأكد هل هو من يسرقها بالفعل أم أن الخادمة التي تدير المنزل هي السارقة، وضعت حميدة الإسورة واختبأت وراء الستارة بعد أن أوهمت سليم والخادمة أنها ستذهب إلى إحدى بناتها لقضاء اليوم معها.
بعد مرور وقت قصير دخل سليم حجرة جدته بعد أن تعدى على الخادمة بالضرب المبرح إلى أن فقدت وعيها والسبب في ذلك أنها منعته من الدخول لغرفة جدته لعدم وجود سبب لذلك كما أن الخادمة كانت ترتدي ذهبًا جديدًا لأنها كانت عروس جديد فقد تمت خطبتها منذ أسبوع على أحد البقالين الموجودين في الشارع الكائن فيه العمارة التي تعيش فيها حميدة وحفيدها.
سرق سليم ذهب الخادمة ثم سرق الإسورة التي تركتها جدته، صعقت الجدة مما رأته من حفيدها والذي صورته باستخدام تليفونها المحمول لأنها تعرف أن ابنها كامل لن يصدق أن نجله الوحيد سارق ويسرق من إنها جدته لكنها أصرت على معرفة السبب في سرقته لهذه الأشياء.
بعد حصوله على المصوغات توجه لمحل الجواهرجي عامر الذي أوهمه أنه سيشتري المصوغات منه وحصل على المصوغات وأعطاه ثمنًا زهيدًا مقابلها وعندما اعترض سليم على المبلغ قال له عامر أن هذه المصوغات مسروقة وأنا في العادة لا أشتري المسروقات لكن لأنك نجل شخص عزيز على وجدتك عميلة عندي اشتريتهم منك.
كل ذلك والجدة تراقب حفيدها وهي في غاية الأسى وأثناء مراقبتها له استقبلت تليفون من عامر الذي أخبرها أن السارق هو سليم وأن جميع المصوغات التي سرقت من منزلها موجودة عنده، شكرته الجدة كثيرًا وطلبت منه الاحتفاظ بالمصوغات لأنها تخص سلمى الخادمة التي تعمل عندها.
سارت الجدة وراء حفيدها ووجدته يدخل مكان غريب شاهدت الكثيرين يخرجون منه وفي أيديهم أعشاب عجيبة الشكل وبودرة، تركت حميدة المكان فورًا واتصلت بالشرطة للإبلاغ عن صاحبه وبالفعل تم القبض على جميع الأشخاص الموجودين في المكان ومنهم سليم وفي يده لفة من البودرة تمهيدًا لاستنشاقها فما كان من سليم إلا أن استنشق كمية البودرة بالكامل للتخلص منها وتوفي في الحال.
الدكتور كريم وتجربته مع المخدرات
ذات يوم كان الدكتور كريم في غرفة العمليات يجري عملية جراحية خطيرة وأثناء العملية ارتعشت يده وارتمى في الأرض يرتعد ويصرخ دون وجود سبب واضح لذلك لكن زميله الدكتور زكي أكمل العملية وأنقذ المريض من الموت المحقق وتم إخراج كريم من غرفة العمليات فورًا وإيقافه عن العمل وتحويله للتحقيقات وسط تعجب طاقم العمل بالكامل لأن كريم معروف عنه تفوقه في عمله، فكان جراحًا ماهرًا في تخصص القلب وما حدث له في هذه العملية كان أمرًا غريبًا.
المحقق: أنت طبيب ماهر وقد أجريت العديد من العمليات الجراحية بنجاح ساحق وكان الأطباء الجدد يتعلمون منك فماذا حدث لك، إذا لم يكن زميلك الدكتور زكي موجود وسط طاقم العملية لكان المريض مات ويتحول الأمر من إهمال إلى جناية قتل؟
كريم: أنا ابن ضمن 5 إخوة وكنا نعيش جميعنا في غرفة واحدة بعد انهيار منزلنا واضطررنا للبقاء عند عمي محرم وهو شقيق والدي، منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري وكان عمي وزوجته يعاملونا أسوأ معاملة طالما والدينا في عملهما أما وقت وجود والدينا في المنزل فكنا نحمل على الأكتاف.
وذات يوم كنت في الشارع هاربًا من قساوة زوجة عمي وتعرفت على نبيل وهو اسم على غير مسمى لأنه علمني التدخين ومرة على مرة بدأت أشعر أن السجائر التي يعطيها لي مختلفة عن أي نوع سجائر آخر وبمواجهتي له صارحني بأنه كان يعطيني بانجو، حاولت كثيرًا ألا ادخن هذا النوع من السجائر إلا أن قساوة عمي وزوجته علي جعلني أنجذب أكثر للسجائر المحشية بالبانجو كما اتجهت فيما بعد لحقن المورفين.
على الرغم من أنني كنت أتناول هذه الأشياء كثيرًا إلا أنني كنت أستذكر دروسي وأتفوق كنوع من الهرب مما أعيشه من مشاكل إلى أن أصبحت طبيبًا، والسبب فيما حدث داخل غرفة العمليات هو أنني أقلعت عن هذه الأشياء الضارة منذ فترة بسيطة وكانت هذه هي أعراض انسحاب المخدرات من جسدي لأنني ذات يوم كنت سأقتل مريضًا بسبب عدم تركيزي في العملية لأنها كانت في منتهى الدقة لكنني أفقت في اللحظة الأخيرة وأصلحت ما أفسده عدم تركيزي ومن لحظتها قررت عدم العودة مرة أخرى للمخدرات خاصة أنني على وشك الزواج من حبيبة عمري ولا أرغب في إيذاء زوجتي أو أبنائي فيما بعد، وأرغب في أن أعيش حياتي كرجل مسئول عن أسرة وهذه المخدرات ستجعلني ضعيفًا أمام زوجتي وأسرتها ولن يحترمني أولادي إذا عرفوا أنني مدمن.
بكى المحقق وقال: طالما الأمر كذلك سنكتفي بلفت نظرك ومنعك من دخول غرفة العمليات فترة إلا بعد انتهاء فترة الانسحاب نهائيًا وعمل تحليل مخدرات للتأكد من أنك بالفعل عولجت منه وإلا سيتم فصلك.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية