فلسطين هي دولة عربية محتلة منذ سنوات كثيرة، وهي محور اهتمام جميع دول العالم بصفة عامة والدول العربية بشكل خاص، لذلك سنقدم خلال السطور القادمة للأطفال قصصاً تربي بداخلهم الانتماء لقضية هذه البلد وتعريفهم بالقضية.
فلسطين في دمي
عادل وكمال ويامن ٣ أشقاء فلسطينيين يعيشون في الأردن، عادل يبلغ من العمر ٣٣ سنة وكمال ٢٨ ويامن ٤٠ سنة، جميعهم متزوجون ولديهم أطفال، وذات يوم اجتمع الأشقاء الثلاثة معًا في لقاء أسري وبدؤوا يتذكرون الأحداث التي مروا بها من خلال حكاياتهم للحظات التهجير وكيف شاهدوا أهلهم في القدس وهم يقتلون.
بدأ يامن بالكلام وهو يبكي: رأيت عمي وأبي يقتلون وأنا صغير فقد كانا مشاركين في المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، اتذكر هذا اليوم جيدًا وكأنه حدث بالأمس، استيقظنا في الصباح نمرح وكان والدي وعمي ياسر حزين ولا أعلم وقتها سبب حزنهما لأنني كنت صغيرًا وقتها كان عمري وقتها لا يتعدى ال٧ سنوات، ربت والدي على كتفي؛ اي طبطب على؛ وهو يداري دمعته التي كانت تسقط على وجنتيه عنوة عنه وكان يمسحها سريعا حتى لا اراها.
قال والدي يا يامن أنت الأن اصبحت كبيرًا وستصبح رجل البيت بعدي راعي والدتك وزوجة عمك وجدتك، قلت له لماذا تقول ذلك يا أبي وإلى أين ستذهبان؟
فقال لي عمي: سنذهب يا ولدي لتحرير الأرض وطرد المعتدي منها لانها لنا ولن نسمح لأحد أن يطردنا منها ويأخذ مكاننا ثم هتف عمي بصوت عالي ملئ بالحماس فلسطين عربية.. الله أكبر ثم ردد أبي وراءه الهتافات وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي رأيتهما فيها.
شعرت وقتها بشئ ما لا أفهمه خاصة حينما رأيت الحماسة وحب الوطن لدى الرجلين ويبدو أنهما كانا ينويان على عمل معين وقد شعرا أن لحظة الثأر قد حانت.
أراد أبي وعمي الثأر لوالدها الذي قتل أمامها منذ سنوات طوال إضافة للثأر لشقيقتهما التي ماتت منتحرة بعد اغتصابها من أحد الضباط الإسرائيليين وبعد وفاتها قرر الأب الانتقام لابنته فذهب إلى مكان الضابط وأرداه قتيلاً ومن هنا كانت البداية، لحظتها أجهش يامن بالبكاء ولم يعد قادرًا على الكلام.
استكمل عادل كلام شقيقه قائلاً: كان والدي وعمي ياسر وفجأة سمعا طلقات نار النيران تنهال من كل مكان حولهم لذا قاما مفزوعين، أشارت لهما والدتهما ليختبئا تحت الأسرة حتى لا يصابا لكن ياسر أصر على الوقوف في الشرفة دون أن يراه أحد أو يلحظ وقوفه ورآهم وهم يطلقون النار على والده حتى خرجت احشائه من جسده وتناثرت حوله وشاهده على الأرض جثة هامدة غارقاً في دمائه، الغريب في الأمر هو موقف والدته التي بدأت في إطلاق الزغاريد وكأن زوجها عريس لا مقتولاً وحين سألها عن سبب رد فعلها الغريب أن زوجها شهيد والشهيد له مكانة مرتفعة جداً عند الله وهو بالفعل عريس تزفه الملائكة إلى الجنة لانه مات مدافعاً عن وطنه وعرضه.
هذا هو حال كل أم وزوجة فلسطينية رحم الله شهداء الوطن واعاد لنا دولتنا فلسطين الحبيبة مرة أخرى.
لحظة التهجير
بعد وفاة الأب بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تضييق الخناق علينا حتى أنهم هدموا المنزل ولكن نحمد الله أننا لم نكن في المنزل وقتها لذا شبدنا خيمة في نفس مكان المنزل وقضينا فيها شهر تقريباً كان الجيران يساعدونا في توفير الطعام وكان شباب المنطقة يحرسونا سواء خلال فترة الليل أو خلال توجهنا أو عودتنا من المدرسة، إلى أن فوجئنا باقتحام قوات الاحتلال لخيمتنا وإجبارنا على ترك المكان بالقوة حاول الاخ الاكبر يامن ذو الثامنة من عمره الوقوف أمامهم ورفض ترك المكان لكن الأم منعته من ذلك خوفاً عليه وعلى اشقائه الصغار وجدته العجوز مما أدى لتهجيرهم قسريا، عانت الأسرة كثيرا من قلة الطعام والراحة فكيف يتسنى لهم الراحة وهم بعيدا عن وطنهم ولا يجدون مكانا يأويهم، ذات يوم طلبت منها إحدى صديقاتها التوجه للأردن وستجد لها فرصة عمل ومكان للإقامة فيه إضافة لإلحاق اولادها بالمدارس لاستكمال دراستهم ومن لحظتها وهم يقيمون في الاردن.
استشهاد كاريمان
كاريمان فتاة تبلغ من العمر ٢٥سنة، شديدة البياض، شعرها أسود حالك، تخرجت كاريمان في كلية الطب جامعة القاهرة.
بعد الانتهاء من دراستها قررت العودة لوطنها الأصلي فلسطين لمساعدة أهل غزة في أزمتهم الأخيرة.
بدأت الحكاية من يوم ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ منذ فكرت گاريمان بصفتها طبيبة في الحملة الطبية التي توجهت لقطاع غزة لتضميد جراح المصابين جراء الاعتداءات الاسرائيلية ، قألت گاريمان: لحظة اقترابي من قطاع غزة بدأت أشعر بزيادة نبضات قلبي لا أعلم هل السبب في ذلك هو حنيني لوطني الذي تركته منذ صغري مع خالتي بعد استشهاد والدي وموت امي حزنا عليه أو أن ما اشعر به بسبب الخوف من أن أصاب أو افشل في عملي كطبيبة، لكنني فلسطينية الأصل وربتني خالتي على حب الوطن ودائما كانت تحكي لي قصة استشهاد والدي، دائما كانت خالتي تقول أننا سنعود يوما ما لنثأر لكل شهيد لكن لم يحن أوان ذلك إلى هذه اللحظة.
السفر الى غزة
كاريمان: (تمسك بيدها ورڨة يبدو أنها اعلان) مطلوب أطباء للتطوع ضمن الفريق الطبي الذي سيسافر إلى قطاع غزة وأنا أفكر في التطوع.
نادين: (خامسة لنفسها) هل حانت اللحظة المنتظرة؟ ولكنها لازالت صغيرة والحياة أمامها وانا لا اريد ان أفقدها هي الأخرى مثلما فقدت امها، ثم توجهت لكاريمان وقالت لها: أنا أرفض ذهابك الى هناك لأن الأمور ليست على ما يرام انتظري إلى إعلان الهدنة ووقتها سنذهب معا لزيارة الأهل والاصحاب هناك.
كاريمان: لكنني مصممة على رأيي ولأنك امي التي ربتني من صغري أردت أن اخبارك بما أنوي فعله وأنا مصرة على الذهاب إلى غزة.
نادين: ماذا سيحدث لو فقدتك يا ابنتي وأنت التي تراعيني ولولا وجودك معي لكنت في عداد الأموات وليتني سأموت شهيدة في بلدي لكنني سأموت وادفن في بلد غريبة.
بكت ناديين واستسلمت لرغبة كاريمان وقالت لها: الله معك يا حبيبتي اعتني بنفسك جيداً.
ساڤرت كاريمان لمساعدة أهالي غزة وبعد مرور أسبوع من تضميدها جراح المصابين ورؤيتها للقتلى يوميا قررت الثأر لوالدها ولجميع الشهداء.
لحظة الاستشهاد
توجهت كاريمان لمكان منزلهم القديم وكانت تبكي أثناء سيرها في المكان بسبب ما كانت تراه حولها من منازل مهدمة جراء العدوان والأطفال الملقاة على الأرض بما فيهم الأطفال الرضع.
لحظتها فقط أخرجت المصحف من حقيبتها وقالت في نفسها: لقد حانت اللحظة التي استرد فيها حقك يا والدي ثم قرأت الشهادتين وهي متوجهة ناحية أحد الأكمنة الإسرائيلية وفجرت نفسها.
المجد لفلسطين العربية وتعمد الله الرحمة والمغفرة لشهدائها الذين ضحوا بحياتهم لأن الوطن هو أغلى شيء في الوجود ولذلك كلنا نقدم ارواحنا فداء للدين والوطن.
بذلك نكون قدمنا قصص لأبطال قدموا أرواحهم وآخرين خسروا ذويهم دفاعًا عن حقهم في بلادهم ولم يشعروا يومًا بالياس أو الخوف من الموت، بل إن الازمات التي يواجهونها تزيدهم قوة وصلابة ولا ينظرون الا تحڨيق حلم واحد هو تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية