عام 1837م قدم تشارلز داروين نظرية لم تكن في أيامه أقل من كونها نظرية ثورية، حيث قدم هو ومجموعة من زملائه الرواد في مجال علم الأحياء نظرة ثاقبة لتنوع الحياة على الأرض وأصولها، بما في ذلك حياة الإنسان.
من هو تشارلز داروين؟
ولد داروين عام 1809 في بلدة “تسمي شروزبري” بإنجلترا، وتوفي عام 1882 عن عمر يناهز الثالثة والسبعين. تم دفنه في “كنيسة وستمنستر” في لندن، وكان مفتوناً بالطبيعة، مما جعله قارئاً نهمًا لكتب الطبيعة وكرس وقت فراغه لاستكشاف الغابات والأشجار وجمع الحشرات والنباتات، التحق بكلية الطب وما كاد يمكث فيها حتى تركها سريعاً حين مشاهدته لجراحة طفل دون تخدير مما أدت إلى صدمته وانتقل إلى “جامعة كامبريدج” لدراسة “اللاهوت”.
كان والده طبيباً ولطالما وضع آمال كبيرة في أن يحصل ابنه على شهادة الطب من “جامعة إدنبرة” في اسكتلندا، ولكنه كان يصب اهتماماً بالغاً بالطبيعة وتاريخها. وفي عام 1831 شرع داروين في القيام برحلة على متن سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية (HMS Beagle) كعالم طبيعة، حيث قام بمسح منطقة ساحل أمريكا الجنوبية ورسم موانئها وتصميم خرائط بذلك.
نتيجة لحب داروين لجمع عينات النباتات والصخور والحفريات ساعده على استكشاف مناطق جديدة مثل “غالاباغوس” والبرازيل وتشيلي والأرجنتين، قام بتعبئة ناتج هذه العينات وإعادتها الي إنجلترا في صناديق على متن السفن. وعند عودته لانجلترا استمر في الدراسات التي يجريها على العينات والاستكشافات العلمية، ونتيجة لهذا أحرز تقدم في فهم العمليات التي تشكل سطح الأرض.
قاد داروين تحليل النباتات والحيوانات إلى التساؤل عن كيفية تشكل الأنواع وتغيرها بمرور الوقت مما قاده الى نظرية “الانتقاء الطبيعي”.
ما هي نظرية التطور لداروين؟
التطور في علم الأحياء هو تغير في الصفات الوراثية للكائن الحي مع الوقت مما يترتب عليه تعدد الأنواع في الكائنات الحية، حيث أصدر داروين كتابه “أصل الأنواع” عام 1859م، يتحدث عن التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي والذي ينص علي؛ أن الكائنات الحية تتنوع على مر الزمان نتيجة لتغير السمات والسلوكات الوراثية، التي تتيح تكيف الكائن مع البيئة التي يعيش بها بصورة جيدة للتكاثر.
يُزعم بعض علماء الحفريات، الوراثة، الجيولوجيا، والأحياء بصدق النظرية بناءاً على مجموعة من الأدلة العلمية، إذ يعتبرونها من أفضل النظريات في التاريخ.
تفسير نظرية داروين.
حسب رأي داروين أن التطور يتم عن طريق وجود تغيير في التركيب الجيني للأجيال، ينتج عن الانتقاء الطبيعي، التهجين، وأيضاً الطفرات، وقدم آليات أساسية لذلك.
الانتقاء الطبيعي (Natural selection)
هي عملية نجاح الأفراد الذين يمتلكون صفات متشابهة ومميزة إلى البقاء وتوريثها للأجيال القادمة التي تمكنها من التكاثر والعيش (البقاء للاقوى) حيث الكائن السليم يورث صفاته لذريته، ووفقاً للنظرية فإنها قادرة على تغيير صفات الكائن بحيث يتغير لونه أو يقل أو يزيد حجمه، بمرور السنوات وتنتج أنواع جديدة كلياً. ومن أمثلتها وفقاً للنظرية أن الديناصورات تحولت إلى طيور وأسلاف القرود إلى بشر، كذلك الحيوانات البنائية إلى حيتان عن طريق الطفرات، التي تنتج عند تخليق جزيئات الأحماض النووية منقوصة الأكسجين بخطأ ما أو بسبب تأثيرات كيميائية وأخري إشعاعية. أيضًا مثال أخر وفقاً لهذه النظرية هو تطور الحيتان، حيث أصبحت أكثر تطوراً وتكيفاً مع الحياة البحرية، من العيش تحت الماء، فتحة التنفس، تحول النابان الاماميتان إلى زعانف، وقدرتها على دفع نفسها بطريقة أفضل في الماء.
الطفرات الوراثية
التأثير في تغيير صفات الكائن الحي على مر العصور.
الانحراف الجيني
تغير مفاجئ في صفات نسل المجموعة.
الهجرة الجينية
عند تكاثر المجموعات المختلفة.
داروين والإنسان.
يفترض داروين في نظريته تطور الإنسان عبر التاريخ، وأن أصله من أسلاف القرود، ويُدلل على فرضه بأن الصفات السلوكية بين البشر ناتجة من القرود.
ما أهمية نظرية داروين؟
لا تزال هذه النظرية تؤيد في جميع الأوساط العلمية باعتبارها تفسيراً لتطور الحياة على كوكب الأرض بما فيها البشر، ويعد داروين نتيجة نظريته من أكثر العلماء تأثيرا في علم الأحياء كما يقال.
أدلة نظرية داروين.
جاءت عدة تفسيرات لوجود أدلة على نظرية داروين وبدورها تدعمها مثل:
- الأحافير: وهي متحجرات لكائن حي ما لملايين السنين يستدل منها على عمره و بدراستها يتم معرفة سجل حياتها بأكمله.
- تشابه الكائنات الحية في الصفات، أذرع الإنسان بأطراف القطط الأمامية، وزعانف الحيتان وامتلاكها لنفس نوع العظام.
- امتلاك أجنة الفقاريات ذيلاً، وتطورها لتختفي من الوقت وتبقي في البعض.
- الأعضاء مثل عظم الذيل والزائدة الدودية عند الإنسان واختفائها في الوقت الحالي لعدم احتياجها.
- الحمض النووي المتسلسل بين بعض الكائنات، وتواجدها في أماكن مختلفة في مناخ متشابه، لكن تطورت لتتكيف للعيش.
أدلة تثبت خرافة نظرية داروين.
- عدم الوصول إلى مجموعة الأحافير التي تدل على المرحلة الوسطى من تطور الكائنات الحية، حيث يقول “إرنست”؛عالم أحياء أن معظم الأحافير تُظهر الأنواع الجديدة دون اتصال بالأسلاف.
- أيضًا الطفرات، أوضح العلماء بأن الطفرات لا تسبب تطور أنواع جديدة وإنما تنتج كائنات بعيوب خَلقية.
- لا يمكن للعمليات الغير موجّهة إنتاج نظام خلوي معقد نتيجة للعشوائية.
نظرية داروين والإسلام.
- قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز( إنا كل شئ خلقناه بقدر) في سورة القمر، هذا رد على فرضهم أن كل شئ خلق عشوائيا.
- ادعاؤهم كيفية نشأة الكائنات وتطور الإنسان، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) وحدثنا سبحانه على مادة خلق الإنسان (فإنا خلقناكم من تراب)صدق الله العظيم.
- كذلك عندما سأل الصحابة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن نظرية التطور وتم توضيحها في الحديث الشريف: قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «القردة والخنازير: هي مما مسخ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: إن الله لم يهلك قوما [أو يعذب قوما] فيجعل لهم نسلا، وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك». (مسلم)
- عاش كثير من الناس في تخبط كبير لإنكار هذه النظرية التي شتت أذهانهم، لكن القرءان الكريم نفي هذه النظرية قبل إثباتها بكثير أن مجموعة من بني إسرائيل والمعروفون بأصحاب السبت ممن عصوا الله تعالى مسخوا قردة، قال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}سورة البقرة.
- يصرح القرآن الكريم أن الله تعالى خلق آدم بيده، كما قال تعالى: {قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}
قد يُعجبك أيضًا:
- عمر المختار: من جغبوب إلى جهاد الطليان
- قاسم أمين وأفكار التنوير وتحرير المرأة
- كمال أتاتورك: الرجل الذي عمل على علمنة الدولة التركية
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية