غالبًا ما يُحاط بنا بعض الأشخاص نشعر تجاههم بحالة من الارتياح، وذلك لامتلاكهم قدرة على الانصات وحسن التصرف، لهذا نهرول إليهم باحثين عن الشعور بالراحة حين المرور بحالة من الضيق والقلق، وهنا تنهمر عدة أسئلة على الذهن ومنها هل هؤلاء الأشخاص لديهم حاسة سادسة؟! أم يمتلكون قدرة خارقة تمكنهم الاستماع والتخفيف عن الغير. وهنا يكمن السر في امتلاكهم قدر من الذكاء العاطفي وهذا ما يجعل لديهم مهارة في التحكم في مشاعرهم والتعرف على مشاعر الآخرين وإدراك تأثيرها، بالإضافة إلى قدرتهم في ترشيد ذلك الفهم بصورة إيجابية.
مفهوم الذكاء العاطفي “Emotional Intelligence”
كثيرًا ما يتردد على مسامعنا مصطلح الذكاء العاطفي “Emotional Intelligence” وقد لا يعرف البعض ما يَكمن بداخله من معنى، فهو قدرة الشخص في التعرف على مشاعره والتحكم فيها بشكل إيجابي، وأيضًا استنباط مشاعر الآخرين والقدرة على فهم ما يَكمن خلفها من مشاعر ومحاولة ترشيدها بشكل صحيح مما يخفف من حدة القلق والاضطراب لديهم وبالتالي يجعلهم يشعرون بقدر من الراحة والطمأنينة.
لهذا نجد أن الأشخاص الذين يمتلكون مهارة الذكاء العاطفي يتمكنوا من تحقيق نجاح باهر في حياتهم سواء على الصعيد المهني أو الاجتماعي ولهذا يرغب الكثيرين في اكتساب تلك المهارة.
نُرشح لك: ما هي علامات الذكاء وكيف تحدد ذكائك ؟
ماهي مهارات الذكاء العاطفي ؟
تتعدد مهارات الذكاء العاطفي وتنقسم إلى خمسة أقسام رئيسية ينبغي الالتفات لهم والعمل بشكل جاد على تطويرهم كي يصبح الشخص ذكي عاطفيًا، وتتمثل تلك المهارات فيما يلي:
الوعي بالذات “Self-Awareness”
وهي قدرة الشخص في التعرف على مشاعره وتقيمها والحد من الانفعالات والعصبية الشديدة، وينقسم الوعي الذاتي إلى قسمين، وهما:
- الوعي العاطفي.
- الثقة بالنفس.
التنظيم الذاتي “Self-Regulation”
تتلخص في تمكن الشخص من التخلص من المشاعر السلبية والتحكم فيها بشكل مقبول مهما كانت حدّة تلك المشاعر سواء كانت غضب شديد أو اكتئاب حاد أو قلق وخوف من المجهول، وتتم تلك العملية باتباع ما يلي:
- التفكير بشكل إيجابي.
- التأمل.
- المشي لمسافات طويلة للتخلص من الطاقة السلبية.
التحفيز “Motivation”
تتم عملية التحفيز من خلال وضع نصب الأعين خطة محددة وواضحة المعالم والعمل على تنفيذها، والتفاؤل دومًا حيث تجنب الوقوع في عدة عثرات أو مشاكل أثناء تنفيذ تلك الخطة.
المهارات الاجتماعية “Social Skills”
والمقصود بها بأنها القدرة على التعامل مع الأشخاص المحيطين بطريقة مثالية وبالتالي العمل على تعزيز الطاقة الإيجابية فحقًا عند تعزيز تلك المهارة يتمكن الشخص من تحقيق أهدافه بشكل فعال.
التعاطف “Empathy”
من المهارات الأساسية التي تجعل الشخص ذكي عاطفيًا هو التعاطف مع الآخرين ويقصد به هُنّا فهم ما لديهم من مشاعر والعمل على تلبيه رغباتهم وتخليصهم مما يعانون منه من ضيق وحزن.
قوة الذكاء العاطفي في الحياة
دائمًا ما تنعكس مهارات الذكاء العاطفي على كافة نواحي الحياة بشكل إيجابي، وتتمثل فيما يلي:
أداء الفرد على المستوى المهني أو التعليمي
حيث يسهم الذكاء العاطفي في مساعدة الشخص في تحقيق ما يصبو إليه من أهداف سواء على صعيد العمل أو التعليم، كما يكسبه العديد من المهارات القيادية التي تساعده في التغلب على العقبات.
الصحة الجسدية
هناك علاقة طردية بين الذكاء العاطفي والصحة الجسدية فكلما تمكن الشخص من التحكم في الانفعالات السلبية وترشيد الطاقة الإيجابية كلما تمتع بصحة أفضل وتفادى التعرض لأمراض عدة تنتج عن القلق المستمر، ومنها أمراض ضغط الدم، وداء السكري، ونقص المناعة وغيرها.
الصحة العقلية
الشخص السوي هو الذي يتمكن من الحفاظ على قوته العقلية من خلال التخلص من التوتر الزائد والقلق المستمر، وكذلك من خلال التغلب على العزلة التي دائمًا ما تقوده إلى المرور بحالة من الاكتئاب الحاد.
تكوين العلاقات
بمجرد فهم الشخص لمشاعره ومشاعر الآخرين يتمكن من تكوين علاقات اجتماعية سوية تخلو من المشاعر السلبية، فالذكي عاطفيًا دائمًا ما يقوم بدور المبادرة الطيبة والقيادة الإيجابية في أي علاقة.
الذكاء الاجتماعي
يعد الذكاء الاجتماعي والعاطفي وجهان لعملة واحدة فإذا تمكن الشخص من امتلاك مهارات أحدهم تمكن من تحقيق علاقات اجتماعية بنائه تمثل تواصل وطيد مع الآخرين ونشر حالة من السعادة والبهجة والتخفيف من حدّة التوتر والقلق.
كيفية تطوير الذكاء العاطفي
يتمكن الشخص من التطوير من ذاته وأن يصبح ذكي عاطفيًا من خلال اتباع عدة خطوات وتتمثل فيما يلي:
- استخدام أسلوب حازم في التواصل وذلك من أجل كسب الاحترام من الآخرين دون الظهور بشكل عدواني أي توصيل الآراء والانتقادات بشكل دبلوماسي مقبول وبطريقة النصح وليس الذم.
- الاستجابة للمشاعر بذكاء وتجنب ردود الأفعال المباشرة والسريعة فغالبًا ردود الفعل السريعة غير صائبة وتتسبب في تفاقم المشاكل وليس حلها.
- العمل على تطوير مهارات الاستماع وذلك من أجل التعرف على ما يور بداخل الآخرين حيث تظهر الانفعالات اللاشعورية في طيّات الكلام.
- حفز ذاتك بشكل دائم ولا تنتظر التحفيز الخارجي وذلك من أجل تحقيق الأهداف المنشودة بشكل سريع وممنهج.
- حاول دومًا إصدار سلوكيات إيجابية وذلك لنشر طاقة إيجابية للمحيطين حيث أكد جموع علماء علم النفس أن المشاعر معدية فكل متوقع آت.
- تطوير المهارات القيادية وذلك لكونها من أهم المعايير التي تعمل على الارتقاء بالذات والتفكير بطريقة إبداعية وتحمل المسؤوليات وتأدية المهام المنّوطة بشكل سيلم.
من أنواع الذكاء العاطفي
وفقًا لما ورد عن عالم النفس الأمريكي غاردنر في نظريته “الذكاءات المتعددة” فإن الذكاء العاطفي ينقسم إلى عدة أنواع وتتمثل فيما يلي:
- الذكاء اللغوي: ويتمثل في القدرة على استخدام المفردات اللغوية في محلها الصحيح.
- الذكاء المنطقي: وهو القدرة على ابتكار حلول جديدة للمشكلات وبراعه الشخص في التفكير المجرد للوصول إلى الحلول، وسرعة البديهة في حل المعادلات الرياضية.
- الذكاء الاجتماعي: يتلخص في التمكن في الوصول إلى الفروق الفردية بين الأشخاص وتقبل مزاجهم المتقلب وطبائعهم المتنوعة.
- الذكاء الموسيقي: وهي ملكه الفرد في التمييز بين الأصوات الموسيقة والإيقاعات المختلفة.
- الذكاء المكاني: وتعرف بإنها قدرة الشخص في التعرف على معالم المكان والدقة البالغة في تحديد المسافات والتعرف على الاتجاهات بمهارة بالغة.
- الذكاء البدني: عبارة عن مهارات بدنية يمكن من خلالها التحكم في حركات الجسد بمرونة شديدة.
- الذكاء الشخصي: يتمثل في قدرة الشخص في التعرف على نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف وتقويمها في شخصية الفرد، فضلًا عن القدرة على ضبط الانفعالات.
- الذكاء البيئي: يتم من خلاله فهم البيئة المحيطة للأشخاص والتمكن من تصنيفها بطريقة مثالية.
ما هي علامات الذكاء العاطفي المرتفع
هناك مجموعة من العلامات التي تظهر بشكل واضح على الأشخاص الذين يمتلكون مستوى مرتفع من الذكاء العاطفي، وتتضح تلك العلامات فيما يلي:
- التواضع: من أبرز العلامات هو تواضع الشخص وتقبله الرأي والرأي الآخر دون تعصب.
- النزاهة: حيث نجد أن من يتمتع بذكاء عاطفي عالي دومًا يتمسك بآرائه وقيمه حتى في أحلك الظروف.
- الانتباه والتركيز: يمتلك الأذكياء عاطفيًا مستوى انتباه وتركيز عالي مما يجعلهم ينصتون إلى غيرهم أثناء الحديث ويهتمون بأدق التفاصيل.
- تطوير الذات باستمرار: حيث نجد أن الذكي عاطفيًا دائم الحرص على التطوير من ذاته، وتطويع الإمكانيات من حوله لتحقيق أهدافه بشكل مُرضي.
- التروّي: فدائمًا ما يحرص هؤلاء الأشخاص على انتقاء كلماتهم وشعورهم الدائم بالمسؤولية الشديدة تجاه كل فعل وقول يصدر منهم.
إلى هُنّا متابعي موقع كشافك نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا التي تعرفنا من خلاله على كافة التفاصيل حول الذكاء العاطفي من حيث الأنواع والفوائد والمهارات التي يجب وضعها في عين الاعتبار ومحاولة اكتسبها وذلك للوقوف على أولى خطوات النجاح.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية