الخوف من المشاعر الطبيعية التي نتعرض لها جميعًا وبالرغم من تصنيفه من ضمن قائمة المشاعر السلبية لما يقترن به من عدم القدرة على التركيز وبعض الانفعالات الجسدية وأشهرها ضيق التنفس، إلا أنه في بعض الأحيان يكون دافع لتحقيق النجاح والوصول إلى ما يصبو إليه الشخص من طموحات، ولكن إذا زادت أعراض الخوف وأصبحت أسبابه غير منطقية أصبح خوف مرضي ويجب التخلص منه باتباع بعض النصائح التي نتعرف عليها في مقالنا التالي.
ما هو تعريف الخوف ؟ وما هي الأعراض المصاحبة له ؟
كثيرًا ما يتردد مصطلح الخوف على مسامعنا والبعض يرغب في التعرف عن المصطلح الذي يكمن خلف هذا المفهوم، فهو عبارة عن مجموعة من المشاعر التي تنتج عند التعرض للخطر أو الرغبة في تحقيق النجاح ويتبع الخوف ردود فعل طبيعية ومنها الاختباء أو الهروب في حال التعرض للخطر، أو العمل بجد واجتهاد عند القدوم على إجراء اختبار أو التخطيط لتحقيق الطموحات المستقبلية.
أعراض الخوف
عادة ما يصاحب الخوف بعض الأعراض الطبيعية والتي تعد رد فعل من أجل مواجهة الخطر القادم، ومن ضمن الأعراض ما يلي:
- سرعة وعدم انتظام ضربات القلب.
- زيادة التنفس والتعرق بشدة.
- الشعور بارتخاء في العضلات.
- فقدان الشهية والشعور باضطرابات في المعدة.
- عدم القدرة على التركيز.
ما هي أسباب الخوف؟
عادة ما نواجه العديد من المواقف في حياتنا اليومية تتسبب في الشعور بحالة من الخوف وقد ينتج الخوف بسبب المرور ببعض التجارب السابقة، ومن أشهر أسباب الخوف ما يلي:
- المخاوف البيئية الطبيعية ومنها الزلازل والبراكين أو الحوادث وغيرها.
- التعرض لبعض المواقف وتختلف من شخص لآخر حيث نجد أن بعض الأشخاص تخاف من الأماكن المرتفعة والبعض يخاف من الحشرات وهو ما يعرف في علم النفس بـ “الرهاب” أي الخوف بشدة من شيء قد يراه البعض أمر طبيعي.
- التفكير في المستقبل والخوف من عدم القدرة على تحقيق الأهداف والطموحات المنشودة.
- التخيلات والأوهام وهو ما يعرف بالخوف المرضي أي يشعر الشعر دومًا بخوف من المجهول.
كيف أتخلص من مخاوفي ؟
يرغب البعض في التعرف على الطريقة المثالية التي يتمكنوا من خلالها من التخلص من مخاوفهم والوصول إلى الهدوء والاستقرار النفسي، ويتم من خلال ما يلي:
الوعي
من أهم الطرق التي تسهم في التخلص من مخاوفك هو الحصول على درجة كافية من الوعي حول سبب المخاوف وبالتالي سوف تجد أكثر من سبب يخلصك من هذا الخوف بشكل فعال.
حدد مخاوفك
عند النظر إلى مخاوفك بنظرة ثاقبة وتحديدها بشكل إيجابي سوف تتمكن من التعرف على نقاط الضعف التي ينشأ منها الخوف ومحاولة تحويلها إلى نقاط قوة لإزالة تلك المخاوف والتغلب عليها.
كن فضوليًا تجاه مخاوفك
والمقصود بالفضول هُنّا هو التفكير بإيجابية نحو مخاوفك وتحديد الأفكار التي تدور في ذهنك عن تلك المخاوف، وكذلك تحديد الأماكن أو المواقف التي يزيد فيها الشعور بالخوف، وكذلك تحديد رد الفعل الناتج عن الشعور بالخوف ومحاولة تخطيه في المرة القادمة، وسوف تشعر بحالة من الهدوء النسبي وبالتكرار يزول شعور الخوف تمامًا.
التركيز على الفترة الحالية
عند الشعور بحالة من الخوف الغير مبرر ولا يوجد أي سبب وراء هذا الخوف عليك التفكير في اللحظة الراهنة وسوف تجد أن كل شيء على ما يرام ولا يوجد أي داعي لهذا الخوف، كما يمكنك محاولة تهدئه ذاتك من خلال التركيز على تقنية التنفس بهدوء وفي ثوانِ معدودة سوف تزول تلك المخاوف.
اتباع تقنية الحرية النفسية (Emotional Freedom Techniques)
وهي من أشهر التقنيات الإنجليزية التي تعد من أشهر الوسائل الفعالة في القضاء على الخوف وتربط العقل مع الجسم والمشاعر من خلال نظام الطاقة في الجسم وتعتمد تلك التقنية بالضغط على النقاط الأساسية في نظام الطاقة في الجسم وذلك من أجل تحرير مسارات الطاقة، وبهذا يتم القضاء على كل ما يحيط بالشخص من مخاوف أو فوبيا مرضية ويمكنك البحث عن النظرية والاستفادة منها بشكل أكبر.
استخدام تقنية (Sedona)
تعتبر تلك التقنية من أسهل الطرق المتبعة في الحد من المخاوف ومحاولة السيطرة عليها وتتمثل تلك التقنية في طرح مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بمخاوف الشخص، ومحاولة إيجاد إجابات مقنعة لكل سؤال.
الامتنان
حاول دومًا في تحويل الشعور بالخوف تجاه شيء ما إلى شعور الامتنان فإذا كنت تشعر بالخوف من التحدث أمام الجمهور فحاول استبدال هذا الخوف بالامتنان ووضع هدفك وهو تحقيق النجاح من هذا التواصل وسوف تتغلب على هذا الخوف.
كتابة اليوميات
تساعد كتابة اليوميات في تهدئة التوتر والحد من الشعور بالخوف والقلق، فأثناء تدوين الأحداث اليومية سوف تفكر في تلك المخاوف بطريقة أكثر دقة وبالتالي يصبح الأمر أكثر عقلانية وسوف تتخلص مما يحاوطك من مخاوف.
البرمجة اللغوية والعصبية
والمقصود بها هو السيطرة على الطريقة التي تفكر بها وفهم ما يدور في ذهنك من أفكار وذلك من أجل السيطرة على رد الفعل وبالتالي يصبح الشخص أكثر هدوء واستقرار نفسي.
القراءة
تعد القراءة من الوسائل الهامة جدًا والتي تساعد على اكتساب معارف وخبرات من شأنها تقضي على المخاوف التي يتعرض لها الشخص، ولاسيّما إذا كانت الكتب التي يتم قرأتها لها علاقة وطيدة بما يدور في ذهنك من مخاوف.
المواجهة
تعتبر المواجهة من أكثر الطرق فاعلية في القضاء على الخوف والقلق هو مواجهة تلك المخاوف بكل شجاعة، كما يجب النظر إلى الأمور بنظرة تفاؤلية والابتعاد عن التشاؤم.
اتباع حمية غذائية
وفقًا لعدد هائل من الدراسات العلمية وجد أن الأطعمة التي يتم تناولها تؤثر بشكل إيجابي على ما يشعر به الشخص من أحاسيس ومشاعر، لهذا فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب هائلة من السكر والأطعمة السريعة تتسبب في حدوث خلل في أجهزة الجسم مما يجعل الشخص يشعر بحالة من التوتر والقلق، لذلك عند الالتزام بحمية غذائية صحية تحسن من الحالة الصحية للشخص وبالتالي تقلل من مخاوفه.
النظر إلى الأمور بنظرة أُخرى
غالبًا يركز الشخص مع مخاوفه بشكل أكبر ومن ثم يبدأ في وضع احتمالات سلبية، ولكن حين التركيز مع الاحتمالات بشكل إيجابي سوف يزول الخوف ويتمتع الشخص بقدر من الهدوء والراحة النفسية.
تقنية (WTWTCH)
وهي اختصار لسؤال (What’s the worst that could happen) والمقصود به ما هو الأسوأ ؟ فعندما يطرح الشخص هذا التساؤل يكتشف أنه لا داعي لما يشعر به من قلق في اللحظة الحالية، فمثلًا إذا حاول التحدث أمام جمهور كبير وفشل عليه أن يتوقع الأسوأ وهو أنه بدأ الحديث وانفجر الحاضرين من الضحك. وهنا يمكن أن يجد الحل قبل أن تقع المشكلة.
الصلاة
التقرب إلى الله سبحان وتعالى وتنمية الجانب الروحي لديك من أهم العوامل التي تغرس بداخلك شعور من الطمأنينة والسكينة والاستقرار النفسي، لذلك احرص دومًا على التضرع إلى الله ومناجاته بما تخشى منه وسوف تتخلص من الخوف تمامًا.
كيف تتخلص من الخوف من المستقبل ؟
الخوف من المستقبل من الأمور الطبيعية التي يتعرض لها الكثيرين ولكن إذا تجاوز الأمر وتخطى الحدود الطبيعة وتحول إلى مرحلة رهاب من المستقبل وتبعه عدة أعراض وأبرزها الصداع المستمر أو التعرق المفرط حين التفكير في المستقبل وغيرها من الأعراض الأخرى المذكورة مسبقًا، لزم الأمر إلى محاولة التخلص من هذا الأمر بالاعتماد التالية:
- تحديد السبب وراء تتلك المخاوف المستقبلية ومحاولة مواجهتها بشكل عقلاني.
- عند الشعور بنوبة من التفكير المستمر والقلق الشديد عليك محاولة الاسترخاء والتفكير فيما لديك من مهارات من أجل زيادة الثقة بالذات وطرد تلك المخاوف تمامًا.
- محاولة استبدال الأفكار والمشاعر السلبية بمشاعر إيجابية وذلك من خلال قراءة السيرة الذاتية لكبار الأدباء والتطرق إلى كم المعاناة التي تمر بحياتهم كي يتمكنوا من الوصول إلى تلك المكانة.
- ينبغي على الشخص وضع خطة واضحة ومحددة المعالم ومحاولة اتخاذ خطوات إيجابية من أجل تنفيذ تلك الخطة.
كيف تتخلص من الخوف من الناس ؟
يُعرف الخوف من الناس باسم الرهاب الاجتماعي” الأنثروبوفوبيا” ويحدث نتاج التعرض إلى موقف محرج ترك بصمة في الذاكرة، أو نتاج عدم ثقة الشخص في ذاته، وهُنّا يشعر من يعاني من هذا النوع من الخوف بحالة من القلق والضيق عند التواجد في تجمعات، وللتخلص من هذا الشعور يجب اتباع ما يلي:
العلاج المعرفي السلوكي
هذا النوع من العلاج يتبعه المعالج النفسي ويتمثل في جلسات كلامية مع من يعاني من تلك المخاوف من أجل كسر حاجز الخوف بداخله، وتفادي تطور الأمر والمرور بحالة من العزلة، ويتم التدريب المستمر على التعرض لمواقف اجتماعية مختلفة ومتابعة رد فعل الشخص وتعزيز نقاط القوة والتخلص من نقاط الضعف.
كما ينصح كبار الأطباء النفسين لمن يعاني من الرهاب الاجتماعي بالمداومة على عمل تمارين التنفس وممارسة رياضة “اليوجا” من أجل الحد من حالة التوتر والخوف المستمر وتعزيز الثقة بالذات.
العلاج بالعقاقير الطبية
وهذا النوع من العلاج يتم اللجوء إليه في الحالات المتأخرة التي بدأت في الدخول في حالات من الاكتئاب والعزلة، ويتم وصف بعض العقاقير المضادة للاكتئاب لفترة من الوقت وتحت إشراف طبي.
ختامًا، تعرفنا من خلال موقع كشافك على أدق التفاصيل التي تتمكن من خلال من التخلص من مخاوفك بطريقة صحية من أجل التمكن من تحقيق أهدافك وما تخطط له من نجاحات مستقبلية والوصول إلى حالة من الهدوء والاستقرار النفسي والتمتع بحياة أفضل.
قد يُعجبك أيضًا:
- تعلم كيف تُزيد ثقتك بنفسك.. إليك أهم الخطواط
- هل تشعر بالطاقه السلبية من حولك ؟.. إليك طرق فعالة للتخلص من الطاقه السلبية
- ما هو الاغتراب النفسي الاجتماعي وأسبابة وكيف تعالج نفسك ؟
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية