تكثُر المعالم السياحية حول العالم منهم المعروف جدًا لدى البعض والمبهم للبعض الأخر، فالمعالم السياحية ما هي إلا معالم جذابة أو مناطق آثرية ينجذب إليها الزوار من كل مكان فى العالم، مثل العديد من المناطق السياحية التى يزورها سياح من أقطار كثيرة كالأهرامات بمصر، وقصر تاج محل بالهند، وبرج إيفل فى فرنسا، والبتراء فى الأردن والكثير فى بلاد أخرى .
فسكان البلاد المحليين يذهبون إلى آثار ومعالم بلدهم السياحية، لقضاء وقتًا طيبًا مع أبنائهم وذويهم، كما يوفر السفر الشعور بالسعادة بعد مشاهدة السائح المعالم السياحية مما قد يؤثر على السائح بالإيجاب في حين يرى خدمة ومعاملة جيدة من قبل البلد التى يقوم بزيارتها .
فعندما نذكر الأماكن والمعالم السياحية المتعارف عليها حول العالم فيأتي فى ذاكرتنا معالم كثيرة، ولكل من هذه الآثار السياحية قصة يعرفها السائح عندما يزورها من خلال أهل المدينة أو المرشد السياحي، ففي هذا المقال سوف نفعل كما يفعل المرشد السياحي أو أحد سكان المنطقة التى يوجد بها الآثر، ونتحدث عن واحد من أهم المعالم في التاريخ، وأكثر الأماكن زيارة في العالم، بالإضافة لكونه أطول مباني العاصمة الفرنسية باريس، وهو “برج إيفل” صاحب الـ 8 ملايين زائر سنويا .
قصة برج إيفل وسبب بناؤه :
بدأت أعمال الإنشاء فى 26 يناير 1887، حيث جاءت فكرة البرج من وحي خيال كل من “موريس كشلن وأيميل نوقويي” وقاموا بوضع التصميم الأول له، وأُنشأ ليكون معرض دولي لباريس والذي وافق ذكرى إندلاع الثورة الفرنسية، وقام بتطوير التصميم “ستيفان سوف” ليجعله أكير جمالًا وأناقة وشارك فى إنشائه ما يقارب من 50 مهندس و 300 عامل، وأمر بعمل مزاد علني وقع عليه وزير الصناعة فى ذلك الوقت لمن يصمم البرج وقام ” غوستاف إيفل” بالفوز فى المزاد وتم العقد لـ “غوستاف” تصميم البرج وحددت مدة إنجاز والبدء بالتطوير من جديد، وقام بالعمل على البرج مدة عام وسبعة أشهر، وأفتتح رسميًا فى 31 مايو 1889 .
تآكلت واجهة البرج من جديد حيث تعتبر الفترة التي تم فيها البناء من 1887_ 1889 قياسية وأخذت وقت سريع، وذلك بالنظر إلى الأدوات المتاحة في ذلك العصر ومقارنتها مع مدى الدقة والضخامة التي تميز بها هذا البناء، ولم يُلتفت إلي البرج منذ ذلك الوقت مما جعل “غوستاف إيفل” ورفاقه فى حزن شديد مما حدث له، حتى انطلقوا من جديد وتم ترميمه ومع بداية السياحة العالمية عام 1960، بدء يستقبل أكثر من 7 ملايين زائر سنويًا .
فهو ذلك البرج الحديدي الذي يبلغ إرتفاعه 324 متراً، ويتكون البرج من 18,038 قطعة حديد و2.5 مليون مسمار ويزن إجماليًا 10 آلاف طناً، حيث يرتكز على أربعة أعمدة مكونة من الحديد الخالص، وقاعدة أبعادها 125 متر أي بمساحة 15,625 متر مربع (م2)، يعد برج إيفل لمدة 41 سنة المعلم الأكثر إرتفاعًا في العالم، حيث تم زيادة إرتفاعه عدة مرات بتثبيت العديد من الهوائيات، ليبلغ إرتفاعه 327 متر منذ 8 مارس 2011، واسُتعمل في الماضي في العديد من التجارب العلمية، ويستعمل اليوم في بث برامج الراديو والتلفاز.
وصف أعجوبة معمارية بباريس :
يرتكز برج إيفل على أربعة أعمدة ممدودة يرتفع كل منهم عن سطح الأرض مسافة 39 متر بقطر يساوي 74 مترـ ويتميز كل من الأعمدة بزخرفة تابعة للمخططات الأولية “لهيري بيلود” وهي نقرشة تزينية لا غير، كما أن كل عمود من الأعمدة محمية فى قواعد بناء مربعة من الخرسانة المكونة من هيكل حديدي ومن حجارة صناعية ومبنية من الأسمنت المسلح، وهو مكون من ثلاثة طوابق .
الطابق الأول :
يرتفع من على سطح الأرض بمسافة 57 متر ومساحتة حوالى 4200 متر مربع، ويحتوى على مقصورة دائرية الشكل تسمح برؤية باريس من خلال التليسكوبات، والطابق يستطيع تحمل 3000 شخص فى آن واحد، كما يوجد على الوجه الخارجي من الطابق أسماء مكتوبة من الذهب الخالص مكونة من إثنين وسبعين شخصية علمية من القرنين الـ 18 و 19، ومن داخل الطابق الأول توجد بعض الآثار المرتبطة بتاريخ برج إيفل منهم قطعة من السلالم الحلزونية أثناء عملية تفكيك السلالم عام 1986، وكانت مرحلة مهمة لتحديث وتطوير البرج بعدها قسم إلى 22 قطعة منها 21 قطعة بيعت في المزاد العلني، كما يوجد 58 مطعم يتمتمع بمنظر رومانسي وبانورامي .
الطابق الثاني :
ويرتفع من على سطح الأرض بمسافة 115 متر، وهذا الطابق بذات تكون الرؤية من خلاله واضحة وبجودة عالية مقارنة من بالأدوار الأخرى، وذلك نسبة لما يمتكله من موقع متميز ما بين الطابق الأول والثالث، فهو بمساحة 1650 متر مربع ويتحمل حوالى 1600 شخص فى آن واحد، ويوجد بداخلة المطعم الشهير “لو جون فيرن” الذي يضم 95 مقعدًا، ويقوم بأدراة المطعم فريق “ألين دوكاس” كما يوجد مصعد خاص بالمطعم يحصل له أيضًا صيانة وإدارة .
الطابق الثالث :
ويرتفع من على سطح الأرض مسافة 275 متر، ودخوله متوفر فقط عن طريق المصعد الكهربائي بحيث أن السلالم غير مسموحة للجمهور إنطلاقًا من الطابق الثاني، ويتحمل وجود 400 شخص بمساحة تقدر 350 متر وهناك توضع تماثيل شمعية يظهر من خلالها “غوستاف إيفل” مالك البرج والعالم المخترع ” توماس أديسون”، وبعض الأقوايل تقول هنا كان مكتب “غوستاف إيفل” وأقاويل أخرى تقول بأن هذا المكان كان مشغولًا من قبل مختبر الرصد الجوي وذلك قبل أن يجرى إيفل تجاربه حول التلغراف اللاسلكي .
يضم البرج ككل 1,665 من درج السلالم، وفى الجزء العلوي مثبت عمود للبث التليفزيوني منذ عام 1957، وهو يغطي ما يقارب من 10 ملايين منزل بالبرامج الأذاعية وأدى زيادة أرتفاع البرج من 324 متر إلى 327 متر فى 8 مارس 2011، لزيادة البث الإذاعى والتلفزيوني، فبلوغ القمة يتم عن طريق استخدام أحد المصاعد الموجودة في هذا الدور، ويقوم هاذان المصعدان بحوالي 100 رحلة يوميًا من وإلى القمة أي بمعدل رحلة كل 8 دقائق تقريبًا .
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية