هل الحجاب فرض أم عادة اجتماعية ؟

هل الحجاب فرض أم عادة اجتماعية، هكذا يتسائل الكثير من الناس ممن يبحثوا عن قولٍ فصل يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية حول مسألة الحجاب وهل هو فرض أم مجرد عادة اجتماعية تخص الملبس، وبالرجوع عبر الزمن نجد أن هناك الكثير من الأدلة التي أكدت وجود الحجاب في أغلب الحضارات القديمة ومنها الهندية والرومانية وغيرها، بالإضافة لذكر الحجاب في الكتب المقدسة سواء اليهودية أو المسيحية إلى أن جاءت الشريعة الإسلامية بفرض الحجاب وفقًا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

هل الحجاب فرض ؟

بطبيعة الحال يتبادر إلى الأذهان السؤال عن هل الحجاب فرض أم عادة اجتماعية وهنا لابد من الإقرار والاعتراف بأن الحجاب فرض على كل مسلمة عاقلة بالغة، حيث فرض الحجاب من رب العزة ضمن ما جاءت به أحكام الشريعة الإسلامية من حفظ لحقوق المرأة وحمايةً لكرامتها.

أقر الإسلام بوجوب الحجاب على المسلمات منذ بلوغ البنت حيث يلزمها الشرع الإسلامي الحنيف بارتداء الحجاب كنوع من أنواع الستر للشعر بالإضافة إلى ما يتطلبه الحجاب من لباس شرع يستر جسد المرأة المسلمة ككل.

يمثل الحجاب رمزًا شرعيًا إسلاميًا يحفظ للمرأة عفتها ويؤكد التزامها بما أمر الله تعالى به، حيث جاء الشرع مؤكدًا على فرضية ارتداء كل النساء المسلمات للحجاب وكان أول من التزم بهذا الأمر الشرعي نساء وبنات النبي صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام.

نتيجة لما يواجهه الدين الإسلامي من تحديات وهجمات غربية متتالية تطرق المستشرقون إلى مسألة الحجاب ونالوا منها بالافتراء على ما شرعه الدين من فرضية حجاب المرأة المسلمة، وذلك بالتشكيك في أن الحجاب فرض شرعي إسلامي فرض على المرأة المسلمة وتم طرح العديد من وجهات النظر التي تدعو المرأة إلى التخلي عن حجابها بدعوى أنهم يبحثون عن حرية المرأة.

وعلى الرغم من ما جاء به هؤلاء من أدلة غير مثبتة شرعًا تستهدف بث فكرة أن الحجاب مجرد عادة، إلا أن القول الفصل في هذا الأمر لا يخرج عن مصدري التشريع الإسلامي وهما القرآن الكريم والسنة النبوية حيث أقرا بفرض الحجاب على المرأة وبذلك تخرج مسألة فرضية حجاب المرأة المسلمة من دائرة التشكيك إلى اليقين الفعلي.

أدلة فرض الحجاب في القرآن الكريم

حينما أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقد جاء القران كنبراس لتوضيح شرع الله تعالى وبيان ما نهى عنه الشرع وما أمر به، ومن أهم الموضوعات التي تناولها القرآن الكريم وبين حكمها موضوع حجاب المرأة، حيث بين القرآن الكريم بالدليل القاطع أن الحجاب فرض والالتزام به من تمام الإيمان والامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية.

ورد ذكر فرض الحجاب في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى:

” قل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

وقد أكد فقهاء الإسلام على أن الآية دليل واضح وصريح على أن الله تعالى قد أوجب الالتزام بالحجاب على كل امرأة مسلمة وأن الحجاب هو حفظ للمرأة وتحصين لكيانها وستر لعورتها.

وعليه فلا يجوز للمسلمة البالغة أن تخلع الحجاب حتى وإن كان بأمر من الزوج فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، حيث يحرم خلع الحجاب بعد ارتدائه أو الخروج من منزلها بدون حجابها الشرعي كما يحرم الشرع الظهور على غير المحارم بلا حجاب، وذلك تجنبًا لغضب الله تعالى وتجنبًا للوقوع في معصية بينة.

شاهد أيضًا: ما هو الزواج المسيار في مصر ؟

الدليل من السنة النبوية على أن حجاب المرأة فرض

السنة النبوية المطهرة جاءت موضحة للتشريعات الإسلامية ومكملة لما ورد ذكره في القرآن الكريم حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية الكثير من القضايا الإسلامية التي بينها بشيء من التفصيل والتوضيح، ومن ضمن ما تناوله النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية العطرة موضوع الحجاب حيث أجاب النبي عن التساؤل حول هل الحجاب فرض ام عادة اجتماعية بشكل قاطع أكد أن الحجاب فرض على مسلمة.

عن أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت:” كنت عند رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بًالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه، فقلنا يا رسول اللهِ: أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فعمياوان أنتما ألستما تبصرانه”.

الشروط الواجب توافرها في الحجاب الشرعي للمرأة

أوجب الشرع الإسلامي العديد من الشروط التي يجب على كل امرأة مسلمة بالغة الالتزام بها في حجابها ولباسها، وقد اختص الإسلام لباس المرأة بمزيد من التفصيل وأكد على وجوب اتصاف هذا الحجاب بالعديد من الصفات التي إن دلت دلت على حرص الدين الإسلامي على حفظ كرامة كل امرأة مسلمة وحماية جسدها بالستر من خلال اللباس الشرعي.

من أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة:

• ستر الشعر بحجاب غير شفاف.
• أن يستر الحجاب كامل شعر المرأة دون أن يظهر من شعرها شيء.
• أن يكون الحجاب ساترًا لمنطقة الرقبة والصدر.
• أن يكون الحجاب فضفاضًا.
• أن لا يكون حجاب المرأة معطرًا.
• أن يتم ارتداء الحجاب أمام كل من هو من غير محارم المرأة من الرجال.
• أن يكون الهدف من ارتداء الحجاب هو الستر وليس الزينة.
• أن لا يكون حجاب المرأة ملفتًا للأنظار.

جاءت تلك الشروط في مجملها محددة لهيئة الحجاب الشرعي المفروض على كل امرأة مسلمة ليكون بهذا الوصف قد اكتمل حجاب المرأة لتغلق باب التشبه بالكافرات ممن يرفضن الحجاب ويعتبرونه ضد حرية المرأة بالخروج على الشرع.

شاهد أيضًا: ما هي صفات الرجولة الحقيقة ؟

فضائل فرض الحجاب على المرأة المسلمة

لم يأمر الله تعالى ونبيه الكريم عباده بأمر إلا وكان يحمل المزيد من الفضائل التي تحفظ هيبة المسلم وكرامته، ويتجلى ذلك في فرض الحجاب الشرعي على كل امرأة مسلمة، فحينما ألزم الله تعالى النساء المسلمات بالحجاب فقد أراد بذلك نيل المرأة فضل الحجاب والذي يأتي على النحو التالي:

• الحجاب عفة للمرأة وستر لجسدها.
• يعد الالتزام بالحجاب الذي أقره الشرع الإسلامي طاعة لله جل وعلا ونبيه الكريم.
• الحجاب الشرعي طريق إلى الجنة.
• الحجاب تطهير للنفس والقلب.
• الحجاب دعوة للسير على الفطرة الانسانية التي خلق الله عليه المراة.
• الحجاب دعوة للحياء.

هل الحجاب فرض ام عادة اجتماعية وفقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فإنه لا خلاف على أن الحجاب فرض على كل امرأة مسلمة بالغة تطهيرًا للنفس وعفةً للبدن وتذكيةً للنفس، فهو طاعة لله جل وعلا واتباع لأوامر الشرع الإسلامي بما فيه صالح العباد.