“بحيرة هيلر” لغز حير العلماء في لون البحيرة وذلك لأنها بحيرة غريبة تتميز باللون الوردي وتقع في قارة أستراليا. فهذه البحيرة تعتبر من الظواهر الطبيعية التي عجز العلماء عن تفسير بسبب لونها العجيب لأنه من غير المعتاد أن توجد بحيرة بهذا اللون.
وسوف نقوم بعرض بعض النقاط الهامة المتعلقة ببحيرة “هيلر” بشيء من التفصيل.
ما هي البحيرة الوردية؟
في كثير من الأحيان تحدث بعض الظواهر الغريبة الغير مألوفة في الطبيعة، التي تحير محبي الطبيعة والعلماء ويعجزون عن تفسيرها وإيجاد سبب منطقي لها.
ومن هذه الظواهر الغريبة “بحير هيلر” التي تتميز باللون الوردي وتدهش كل من يراها بلونها، ولقد حاول الكثير من العلماء دراسة اللون الوردي للبحيرة وإيجاد تفسير له.
تم تسميتها بالبحيرة الوردية نسبة إلى لونها الوردي الداكن، والغريب أن هذا اللون يظل ثابت حتى وإن تم نقله بعيدًا عن البحيرة ووضع داخل كأس فيا له من أمر عجيب جدًا.
تعتبر البحيرة ملحية فإن مياهها ليست عذبة، ومن الأسماء التي تطلق عليها أيضًا “بحيرة بورت جريجوري”.
تقع البحيرة في منطقة “جولد فيلدز” جهة الغرب من قارة أستراليا، وتبعد عن مدينة إسبرانس مسافة تبلغ تقريبًا 3 كيلومتر.
وتقع على بعد 720 كيلومتر تقريبًا إلى الجنوب من شرق مدينة بيرث التي تحاذي الطريق السريع إلى الساحل الجنوبي الغربي في قارة استراليا.
تم اكتشاف بحيرة هيلر لأول مرة في عام 1802 م عن طريق البعثة البريطانية عندما تسلق قائد هذه البعثة الذي يسمى “ماثيو فليندرز رسام الخرائط والملاح” احد المرتفعات الموجودة في الجزيرة.
وتم تسمية قمة هذه الجزيرة بعد ذلك باسم “فليندرز بيك”، وفي وقتها شاهد البحيرة بلونها الوردي المتميز الذي لم يعهده من قبل في حياته ومنها تم اكتشاف البحيرة.
يبلغ طول البحيرة تقريبًا 600 متر بما يعادل 2000 قدم ويبلغ عرضها تقريبًا 250 متر بما يعادل 820 قدم، ويحيط بها العديد من أشجار الـ كينيا والكافور والرمال والغابات الكثيفة مما يزيد من جمالها وروعتها.
تتخذ بعض أنواع الطيور المحلية والمهاجرة حول ضفاف البحيرة موطنًا لها وهذا يرجع إلى الموقع الجغرافي المتميز لها ومن هذه الطيور “طائر الزقزاق”.
حيث أن طائر الزقزاق هذا يتكاثر بجانب أنواع اخرى من الطيور التي تقوم بحمايتها المنظمة الدولية للطيور “منظمة حياة الطيور”.
سبب لون البحيرة الوردية
قرر بعض العلماء البريطانيون في عام 1950 م اكتشاف الأسرار المتعلقة باللون الوردي للبحيرة ولقد ظهرت بعض النتائج والحقائق بعد هذه الدراسات.
فبعض العلماء رجحوا اللون الوردي إلى الصبغة المتكونة بسبب البكتريا التي تعيش في قشور الملح بمياه البحيرة كما سنوضح.
فلقد اتضح أن هذا اللون يرجع إلى ارتفاع نسبة أملاح الروبيان في مياه البحيرة، ونظرًا لهذه الأملاح ترتفع نسبة الملوحة بشكل كبير بالمقارنة مع مياه البحر.
هذا بالإضافة إلى درجة الحرارة العالية ونسبة الإضاءة في المياه، فكل ذلك يؤدي إلى تنشيط أنواع معينة من البكتريا تسمى “البكتريا الوردية”.
وبسبب كثرة نسبة هذه البكتريا الوردية في المياه أدى ذلك إلى تميز البحيرة باللون الوردي.
هناك تفسيرات اخرى لوجود اللون الوردي بالبحيرة وهو تواجد بعض المواد الكيمائية في قاع البحيرة مثل بعض أنواع المعادن مثل معدن الحديد.
وعند تلامس مياه البحيرة مع الصخور التي تحتوي على أكاسيد المعادن تبدأ المياه بالتلون باللون الوردي، وهناك رأى آخر لوجود اللون الوردي وهو أنه بسبب لون الأعشاب التي توجد في قاع البحيرة.
فكما أوضحنا هناك اكثر من تفسير لتلون مياه البحيرة باللون الوردي، ولكن يظل السر غامض وغير واضح بشكل كامل ولم يتم تفسيره بشكل مؤكد، حيث أن لون المياه يظل كما هو حتى ولو تم إخراجها من البحيرة.
ولكن لا يسعنا إلا أن نقول أن بحيرة هيلر لغز كبير لم يتم توضيحه بشكل دقيق وهي ظاهرة غريبة من ظواهر الطبيعة الخلابة.
فدومًا تبهرنا الطبيعة بالكثير من المناظر المدهشة التي تخطف الأنظار والعقول ونقف أمامها مشدوهين فسبحان الخلاق البديع.
ابرز المعلومات عن البحيرة الوردية
بحيرة هيلر بحيرة مالحة توجد على حافة الجزيرة الوسطى في غرب قارة أستراليا، من اكثر ما يميزها ويجعلها من الظواهر الطبيعية الفريدة في الكون هو تلون مياهها باللون الوردي الرائع.
يوجد إلى القرب من هذه البحيرة شاطئ رفيع وطويل يقوم بفصل البحيرة عن المحيط الجنوبي، ويوجد أيضًا الكثير من الكثبان الرملية التي تعتبر من الأسباب الرئيسية لعمق البحيرة.
يعيش في البحيرة واحد من الكائنات الحية الدقيقة التي تسمى “دونالييلا سالينا” والتي هي سبب اساسي في تكون الملح الذي يقوم بإنشاء الصبغة الحمراء المكونة للون الوردي.
إضافة إلى وجود البكتريا الحمراء التي تسمى “هالوفيلية” التي توجد بقشور الملح المسببة أيضًا للون الوردي، وبالرغم من نسبة الملوحة المرتفعة في المياه إلى أن البحيرة تعد آمنة للسباحة فيها.
هناك طرق قليلة للوصول إلى هذه البحيرة مثل الرحلات الجوية حيث يتم مغادرة 6 رحلات بشكل يومي من مطار الترجي وتقوم بالتحليق فوق البحيرة عبر المنتزه الوطني القريب منها الذي يسمى “كليب لو جراند”.
وتتميز أيضًا المناطق المحيطة بالبحيرة بالجمال والروعة ويمكن ممارسة الكثير من الأنشطة في مختلف أرجاء المنطقة.
مثل صيد الأسماك وركوب الخيل وركوب الدراجات والغوص والمشي وركوب الأمواج ومشاهدة الحيتان والتزلج على قمم الجبال.
بعد أن قام قائد البعثة البريطانية باكتشاف البحيرة، قام بتحديدها كمصدر لجني كميات كبيرة من الملح المتبلور المتوفر على الشواطئ بسهولة وبيعه في الأسواق.
يقال أن “فليندرز” تم تسميتها بحيرة وليام هيلر على اسم واحد من أعضاء البعثة البريطانية الذي قد توفى عام 1803 م.
ولقد نظر إدوارد أندروز في عام 1889 م في إمكانية شراء ملح ليك هيلر وقام بالانتقال إلى الجزيرة الوسطى برفقة أبناءه.
وتم بذل عدة محاولات ليتم تعدين الملح المستخرج من هذه البحيرة، ولكن الخصائص السمية له وغيرها من الأسباب الاخرى قد عملت على عدم استمرار عملية التعدين لأكثر من عام تقريبًا.
بعد أن تعرفنا على الكثير من المعلومات المتعلقة بـ “بحيرة هيلر” التي تعتبر لغز حير العلماء في لون البحيرة، علمنا أن الطبيعة مليئة بالظواهر الساحرة الخلابة العظيمة.
وتظل بحيرة هيلر معلم من المعالم السياحية التي يتردد على زيارتها الناس من شتى بقاع العالم ليستمتعوا بجمالها وروعتها ولونها المتميز الفريد.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية