على الأقل يوجد شخص في حياتنا يدفعنا إلى الانحناء حول أنفسنا مثل الأسلاك الشائكة في محاولات لا نهاية لها لإرضائهم، ويكمن ضررهم في الدقة والطريقة التي يُمكن أن يولدوا بها تلك الإستجابة الكلاسيكية” ليسوا هم، بل أنا “، يدفعك إلى أن تتساءل عن رد فعلك المفرط و حساسيتك المفرطة و ميلك إلى سوء الفهم.
هؤلاء الأشخاص السامون يبدو كأنهم يدفعوننا إلى الغرق والغمر بثقل فهمهم وإلزام الإنصات لهم. فإذا كنت هذا الشخص الذي يتعرض دائمًا للأذى بمسئولية تحمل مشاكل وضغوطات الأخرين وغيرها من الأشياء السامة المؤذية نفسيًا، فالقدرة على اكتشاف السلوك الضار هي الخطوة الأولى لتقليل تأثيرهم، وقد لا تكون قادرًا على تغيير ما يفعلونه، لكن يمكنك تغيير ما تفعله معهم.
الأشخاص السامون”Toxic people”
بمعنى أنهم بارعون في جعلنا نشكك في تجاربنا وقادرون على الإطاحة بحالتنا النفسية، ويريدون الحرية في وقتنا واهتمامنا وطاقتنا التي لا نرغب في منحها لهم، فكيف لنا أن نتوقف عن قول ” نعم ” عندما يُريد داخلنا أن يتفوه بـ ” لا ” ، بالتأكيد ليس من السهل هذا، يبدو أنه من الصعب أن تقول لا لخدمة أو مساعدة لكن تتكرر بانتظام ليس عليك تأديتها، فتعمل على تحقيق أهداف الأخرين دون أهدافك، تاركاً وقتك وطاقتك لهم، لذلك يجب أن تتعلم كيفية قول ” لا ” .
تعلم قول ” لا ” في الوقت المناسب سيؤدي لتحقيق التوازن في حياتك، القدرة على الاستفادة من وقتك، وتخلصك من التوتر والضغط النفسي، أن تقول نعم لشئ لا تحبه وليس لديك رغبة القيام به يعني ذلك قول لا لأشياء ستعود عليك بالفائدة وتجعلك سعيداً، فليس عليك أن تعمل لوقت إضافي في نهاية الأسبوع عند طلب مديرك ذلك، إجابتك بنعم ضيعت عليك العطلة ومواصلة الضغط بعكس قول لا لذلك.
كيف تقول ” لا ” للآخرين.
- تقبل ” لا ”
يلزم أن يقتنع الشخص أن قول ” لا ” ليس سيئًا، فالأشخاص الذين يظنون العكس أنانيون، لا يفكرون في غير مصلحتهم وأمورهم، لا يراعون شعور الأخرين، لا يتمتعون بالثقة وليس لديهم من مهارات التواصل الاجتماعي شئ، على عكس الأسوياء المتفهمين عند قول ” لا “، وأن الآخرين ليسوا مجبرين على تلبية طلباتهم، يتمتعون بذكاء اجتماعي وتفهم واضح.
- ماذا لا تريد وماذا تريد ؟
يجب معرفة ما تريده وما لا تريده حتى يتسنى لك التفكير في الرد المناسب، فأغلب الناس تقول نعم لعدم استطاعتها الإجابة علي ماذا تريد؟ لا يعرفون سببًا يجيبون عليه بـ لا، لذلك يلزم التفكير بموقفك و استطاعتك المادية والنفسية ، عن ما أريد إنجازه لنفسي أولاً؟
- الرد المهذب بلباقة.
يجب مراعاة عند قول لا التمتع باللياقة للتأكد بعدم استياء وغضب الشخص المقابل، فقولك لا بطريقة لائقة فيه من الذكاء الاجتماعي كثيراً للمحافظة على دائرة معارفك، قولك لا بطريقة مهذبة فلن يكون هناك طرف متضرر، مثلاً أن تقول لا أظن أنه يمكنني مساعدتك لأني مشغول اليوم، أو مثلاً لست مهتماً بالأمر، ليس لدي وقت كاف، لكن لا يلزمك توضيح سبب رفضك وإعطاء مبررات، فقط لأنك لست مهتماً وانتهى الأمر. لكن يمكنك إعطاء وعد بالمساعدة عند الفراغ.
- لست مجبراً بالتعود على قول ” لا “
إنك لست مجبرًا على القيام بأشياء لا تريدها أو أعمال يجب إنجازها ليست تخصك، قول لا يعني ثقتك بنفسك وأنك تعلم ما تريده حقا، ما تستطيع أن تدخله لجدول أعمالك ووقتك، يظهر هذا الأخرين بأنك شخص يحترم نفسه ويقدرها، لا يفعل أشياء لا تناسبه وإنما يقول نعم فقط هو يعرف قدر نفسه والفائدة من ذلك بالنسبة له.
سوزان نيومان: تعلم كيف تقول لا.
في كتاب سوزان نيومان ” تعلم كيف تقول لا ” تطرح بعد المواقف وكيفية التصدي لها ب ” لا ” ، بدأت الكاتبة بقول كلمة لها وهي “يوجد نوعان من الشخصيات التي توجد في الحياة، يمكن أن يوقعوا أنفسهم في مجموعة من الورطات، ونجدهم عادة ما يتورطون في بعض الأمور التي لا يرغبون بها، وكل ذلك لأنهم لا يستطيعوا أن يقولوا لا، عند طلب أي شخص منهم شئ، حتى إن رفضوا يشعروا بالذنب، فإن كنت تشعر مثلهم فإليك حلول لذلك.
بعض حلول نيومان في كتابها
- إذا كنت توافق على تأدية عمل لاكتساب رضا الناس فإنه شئ خاطئ، الناس سيعطونك أقل إشادة عند العجز عن تحقيق مطالبهم لانشغالك مثلاً.
- لوم الآخرين عند تضييع وقتك، لأن موافقتك من البداية قرارك بتضيعه، فيلزم أن تلوم نفسك فقط .
- قول لا مهارة مكتسبة، تعلم أن تقولها لكن عليك ألا تكذب أو تتجمل قولها، لعدم شعورك بالذنب لاحقاً.
- عليك وضع لا عند بداية الأمر وطرح الفكرة عليك في ذهنك، فإذا جاء الأمر في أن يكون مناسب لك وافقت والعكس صحيح.
- معرفة تقبل الأخر بقول لا، فإذا كانوا غير متفاهمين أو مسامحين يلزم أن تخرجهم من حياتك.
- الرد المهذب والتريث وعدم الاندفاع عند قول لا واعطاء فرصة لأنفسنا للرد، يكون بناء على حجم العبئ والثقل الواقع عليك.
شاهد أيضًا: نصائح هامة .. لاتلتفت لكلام الناس ولا تلقي لهم بال!!
سوزي مور: مدربة الحياة الأمريكية.
تقول سوزي مور عبر موقعها الخاص أن السعي لإرضاء الناس شئ مستحيل ولا يجب إرضاء الناس طيلة الوقت على حساب أنفسنا، مثل فكرة أعد القدرة على رفض مرافقة صديقك الذهاب للتنزه لرغبتك في النوم، هذا غير مقبول فلك الحرية في التعبير عن رغبتك بالرفض بما لا يتناسب معك،.لذلك قدمت بعض الردود بلباقة منها، التفكير: لا ترد فوراً على رسائل مواقع التواصل الملحقة بطلب ما حتى لو كنت موافقا عليه، بعد إعطاء فكرة انك متاح طيلة الوقت، يلزم أن تعرف قدر خصوصيتك، ففي النهاية أنك لست روبوت مبرمج على رغبات غيرك. أيضا يمكنك عرض المساعدة في وقت فراغك. وغيرها الكثيرون ممن قدموا لنا مواقف وحلول لقول ” لا”.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية