يُعد من بين أعظم الرسامين في تاريخ الفن وغالبًا يُنسب إليه باعتباره مؤسس عصر النهضة العالي، ابتكر بعضًا من أكثر اللوحات تأثيرًا في الفن الغربي، أجاد رسم أشهر لوحة في العالم وهي “العشاء الأخير”، وبين أروع أعماله “الموناليزا”، وبيعت “سالفاتور موندي” كأغلى لوحة بيعت في مزاد علني على الاطلاق بمبلغ 450.3 مليون دولار أمريكي، ليوناردوا دافنشي أبُ الهندسة المعمارية.
من هو ليوناردو دافنشي ؟
يُدْعَى ليوناردو دي سير بييرو دافنشي، من أشهر علماء إيطاليا، ولد في أبريل 1452 وتوفي في مايو 1519، كان متعدد الثقافات ورسامًا ومهندسًا ومعماريًا وعالمًا ونحاتًا من عصر النهضة العالي، وُلِدَ دافنشي لأب كاتب عدل وأم تعمل فلاحة تدعى كاترينا، عاش بالقرب من فينتشي بفلورنسا، تلقَّى تعليمه على يد فنَّانٍ إيطالي يسمى أندريا دل فروكيو، ثم لحق بخدمة الدوق لودوفيكو سفورزا في ميلان، ثم إلى روما و بولونيا والبندقية. عاش ما تبقى من حياته بفرنسا، يقال عنه أبُ الهندسة المعمارية و علم الإحاثة (المتحجرات أو الأحياء القديمة)، يعد أعظم رسام في التاريخ فقد اشتهر شهرة واسعة في مضمن إنجازاته كرسام، اشتهر أيضًا بدفاتر مُلاَحظاته حيث توسعت رسوماته لتشمل علم التشريح وعلم الفلك وعلم النباتات والحفريات، تُشكل أعماله مساهمة لأجيال لاحقة من الفنانين لا يضاهيها غير مايكل أنجلو، من أهم لوحاته: هي “Last Supper” و”Mona Lisa”.
في عمره العشرين أصبح عضوًا في نقابة فناني القديس لوك في بلدة فلورنسا، استمر بالتعاون مع أستاذه لسنوات إضافية بعد تأسيس ورشته الخاصة، وقيل أن أستاذه ديل فيروشيو أكمل لوحته معمودية المسيح بمساعدة دافنشي. اتهم دافنشي مع شباب آخرين بالمثلية الجنسية، كان يعاقب بها بالنفي خارج البلاد أو الموت، واختفى دافنشي في السنتين التاليتين فمكانه لم يعرف بدقة حينذاك في عام 1476.
من أعمال دافنشي
من المعروف أن عددًا قليل جدًا من أعمال دافنشي قد نجا والكثير قد دمر، حيث كان فضوليًا تجاه الفن، غالبًا ما يرسم بمواد تجريبية غير معلوم مدى صمودها، وقد يرسم على سبيل التجربة ثم يهجرها إذا استشعر عدم إتقانها ليعيد محاولة إتقانها مع بعض التحديات الفنية الإبداعية التي يجيدها أثناء الرسم.
رسومات دافنشي ما هي إلا جزءًا أساسيًا من إرثه، حيث قام بالتخطيط للاختراعات واستكشاف التشريح البشري، كذلك رسم المناظر الطبيعية وتركيب الأشكال وأيضًا البورتريه، وحجب خطط اللوحات مثل” عذراء الصخور ” والعشاء الأخير، وأهم ما ميز لوحاته الواقعية أنها أوشكت بالاقتراب علي الصور الحديثة للكاميرا.
الموناليزا (Mona Lisa)
الموناليزا ليست فقط من أشهر لوحات دافنشي ولكنها من أشهر لوحات العالم كذلك، تُمثل تحفة من عصر النهضة،رُسمت للسيدة الإيطالية ليزا جيرارديني، وتُظهر اللوحة امرأة في مشهد يشبه الحلم، رسمها بألوان الزيت على لوحة بيضاء، وتُعد مثالاً مذهلاً لطريقة ليوناردو في التعامل مع (sfumato)، وهي تقنية فنية تستخدم تدرجات دقيقة من الضوء والظل لنمذجة الشكل، وتُظهر فهمه للجمجمة الموجودة أسفل الجلد.
أيضًا يكشف الحجاب المرسوم بدقة، والضفائر المصنوعة بدقة، والطريقة الدقيقة للنسيج المطوي، تعلق لوحة الموناليزا خلف زجاج مضاد للرصاص، و تجتذب الآلاف من المتفرجين كل يوم، تَحير المشاهدون عند النظر إليها حيث الصورة الصغيرة لامرأة عادية، ترتدي ملابس محتشمة في حجاب شفاف، وبدون مجوهرات وقيل الكثير عن ابتسامتها ونظرتها، فإن سبب شهرة الموناليزا هو أحد الألغاز العديدة فيها.
على الرغم من كثرة النظريات لتفسير شهرتها، إلا أن الحجج والتغييرات الأكثر إقناعًا تصر على عدم وجود تفسير واحد، جعلت ابتسامة الحاضنة الغامضة وهويتها غير المؤكدة من اللوحة مصدرًا للتحقيق المستمر والانبهار، لكن هناك العديد من الجدل بشأن هوية حاضنة الصورة، طرح علماء تفسيرات مثل أنها ليزا ديل جيوكوندو (ني غيرارديني)، زوجة التاجر الفلورنسي فرانشيسكو دي بارتولوميو ديل جيوكوندو، ومن هنا جاء العنوان البديل للعمل، “لا جيوكوندا” تم افتتاحها من قبل كاتب سيرة الفنان جورجيو فاساري، وتفسيرات أخري أنها ربما كانت لوالدة ليوناردو، كاترينا من قِبَلَ سيغموند فرويد الذي فسر أن ابتسامة الموناليزا الغامضة نشأت من ذاكرة ربما غير واعية لابتسامة كاترينا. وجاء تفسير آخر أنها شخصية ليوناردو نظرًا للتشابه بين الحاضنة وملامح وجه الفنان.
لم يتم إثبات هوية الحاضنة وملامح وجه الفنان، وجاءت اقتراحات عديدة ومحاولات لتسوية الجدل من خلال البحث عن بقايا ليزا ديل جيوكوندو لاختبار حمضها النووي وإعادة تكوين صورة لوجهها.
أقوال مأثورة لدافنشي
“الرسام الجيد لديه أمران أساسيان يرسمهما: الرجل وروحه، الأول رسمه سهل ولكن الثاني صعب لأن الروح عليك أن تعبر عنها من خلال الإيماءات وحركة الأطراف”
شاهد أيضًا: شخصيات عربية مسلمة أثرت في تاريخ المسلمين !؟
حقائق عنه
كان من المتداول عنه عدم إتمام المهام المكلف بها، دَونَ خلال مراحل حياته الكثير من المعلومات، وكان يكتب باتجاه معاكس من اليمين الى اليسار لخوفه من سرقة أفكاره، واشترى بيل غيتس مذكرات دافنشي الخاصة مقابل 30 مليون دولار أمريكي.
وفاة دافنشي
وكانت نهايات أعماله عندما طلب جيان تريفو لازيو قائد القوات الفرنسية خلال الغزو من دافنشي نحت تمثال له في هيئة فارس لتثبيته على قبره بعد مماته لكن لم يكتمل، وبعد حضوره اجتماعًا بين فرانسيس الأول ملك فرنسا والبابا ليو العاشر، عرض عليه الملك منصب الرسام الرئيسي للملك،
أحد أعماله الأخيرة أسدًا ميكانيكيًا قادرًا على السير وفتح صدره ليخرج منه الزنابق. ورحل دافنشي عام 1519 عن عمر سبعة وستين عامًا.
مقال أكثر من رائع، أحسنتي النشر