ما هو رهاب الموت ؟.. ومتى قد يتحول التفكير فيه إلى مرضًا نفسيًا ؟

إن للموت لرهبة تسكن النفس بشكل طبيعي كلما تذكرت لحظة الموت ومفارقة الحياة، ولكن هناك بعض الحالات التي يتفاقم معها الأمر إلى أن يصل إلى مرض نفسي يصعب علاجه، وهاجس يسيطر على النفس يصعب التخلص منه، ما هي تلك الرهبة، وما أبرز الأسباب ورائها وأهم وسائل العلاج الفعالة في تلك الحالة، هذا ما سوف نُلقي الضوء عليه من خلال هذا المقال، تابعونا..

ما هو رهاب الموت؟ ( Thanatophobia )

رهاب الموت هو الوسواس الذي يسيطر على الشخص طوال الوقت، الذي يتحول من مجرد خوف إلى رهبة وقلق يثير الفزع لدي الشخص، ليس من مجرد الموت فحسب بل من مجرد ذكره أمامه، الأمر الذي يستحضر الطريقة والطقوس واللحظات التي يحتضر فيها الشخص.

بما يجعله في حالة من الاكتئاب الدائم، واعتزال من حوله من أشخاص، ويؤثر سلبًا على حالته النفسية ككل، ويقلل من رغبته في تناول الطعام والتعامل في أمور الحياتية، ويزيد من رغبته في العيش وحيدًا منهمكًا في التفكير في الموت المسيطر عليه كليًا وجزئيًا.

أهم الأسباب وراء رهاب الموت

هناك العديد من الأسباب الهامة حول الإصابة برهاب الموت، والتي يمكن أن تؤدي لموت الشخص بالفعل من فرط ما يسيطر عليه الفكر في هذا الشأن، ومنها ما يلي:

• الخوف مما نجهله، حيث أن النفس البشرية بطبيعتها تميل للرهبة مما لا تستطيع فهمه بوضوح، أو لا نستطيع إثباته.
• القلق من عدم القدرة على السيطرة، حيث أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة، وعندما يحين الأجل لا يمكن السيطرة على الأمر حيث أنه أصبح بيد الله سبحانه.
• الخوف من طريقة ولحظة الموت، فمن منا يعلم كيف وأين ومتى سيموت، وهل سيشعر بألم أثناء الموت أم لا.
• المعاناة من الصدمات، حيث أن بعض الأشخاص يمكن أن يمروا في حياتهم بصدمات بموت عزيز لديهم، وكلما يتذكرها يشعر بالرهبة.
• الاضطراب والفزع من مجرد ورود فكرة الموت على ذهن الشخص، مما يؤدي لشعوره بالهلاك المحقق ما بين ليلة وضحاها.
• المرض وما يرافقه من قلق بشأن الموت المرتبط به في الكثير من الحالات المرضية التي يمكن أن تنتهي إما بالشفاء أو الموت.
• التقدم في العمر من أبرز الأسباب التي تشعر الشخص أنه أوشك على مفارقة الحياة، مما يزيد من الاضطرابات النفسية والهلع من الموت.
• المعاناة من المشاكل الصحية المتكررة، والتي يصعب علاجها أو التخلص منها، تجعل فكرة الموت تساور الشخص من وقت لآخر.

ما هي أعراض رهاب الموت ؟

بعد أن تعرفنا على أهم الأسباب المؤدية إلى رهاب الموت، سوف نتعرف على أبرز الأعراض المصاحبة لهذا العرض النفسي، والتي عادة ما تظهر بشكل جلي على الشخص المصاب، ومنها ما يلي:

• بمجرد ذكر الموت يبدأ في الفزع والقلق بالشكل الذي يفقده السيطرة على أعصابه.
• التعرض لنوبات هلع وقلق بشكل متكرر أثناء اليوم الواحد أكثر من مرة.
• يبدأ الشخص في الابتعاد نهائيًا عن الأماكن التي يذكر فيها الموت والأشخاص اللذين يذكرون هذا.
• المعاناة من الرغبة في العزلة والابتعاد عن الآخرين، لفترات من الزمن دون احتكاك حتى بأفراد الأسرة.
• الدخول في نوبة من الاكتئاب، والوسواس.
• الشعور دائمًا بالدوخة والصداع المزمن.
• التعرق الشديد بمجرد تذكر فكرة الموت.
• ارتفاع معدل دقات القلب وعدم انتظامها.
• الغثيان والميل إلى القيء دائمًا.
• عدم الرغبة في تناول الطعام لأوقات طويلة بسبب ألام المعدة.
• التحسس لارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.

علاج المعاناة من رهاب الموت

لابد من التدخل الطبي في الحالات الصعبة التي تعاني من رهاب الموت، حيث أن هناك أكثر من طريقة يمكن من خلالها التوصل لحل سريع للخروج من الأزمة، ومنها ما يلي:

• محاولة الحديث مع الشخص لأوقات طويلة، والتعرف على الأفكار السلبية التي تجول بذهنه، ومحاولة طردها قدر المستطاع.
• إقناع الشخص بالتأقلم مع الهواجس التي تسيطر عليه، إذا لم يستطع الطبيب إقناعه بالإقلاع عن التفكير فيها.
• العلاج السلوكي بالاعتماد على المتخصصين، والقادرين على تغيير طريقة التفكير في الموت واستبدالها بالتفكير في أمور أخرى.
• الاعتماد على الاسترخاء، تلك التقنية التي تتضمن التنفس العميق والتأمل في الكون المحيط، مما يعمل على تقليل الضغوط النفسية.
• العلاج الدوائي، بالاعتماد على الأدوية لوقت قصير، للتمكن من التعود على التعايش مع المخاوف والوسواس الذي يسيطر على الشخص.

إرشادات نفسية لمواجهة رهاب الموت

لقد نتج عن العديد من الأبحاث والدراسات العلمية التي أجريت على المصابين بعض الإرشادات والنصائح النفسية التي توصل إليها المتخصصين للابتعاد عن هواجس الرهبة من فكرة الموت، ومنها:

• محاولة التواصل مع الآخرين بشكل أكبر، وعدم ترك الفرصة للتفكير في الموت.
• الاعتراف بان الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى وليس لنا أي قرار أو تأثير على هذا الأمر.
• التأكد من أن الموت حقيقة مؤكدة لابد أن يذوقه كل نفس قد خلقها الله على وجه الأرض، ولكن بميعاد لا يعلمه إلا الله.
• التقرب من الله، بما يدعم لدي الشخص المصاب السلام الداخلي، ويجعله متدينًا بالشكل الذي يجعله متفهمًا حقيقة الموت.
• الموت شيء في علم الله ويده، ولابد أن نسلم أمورنا جميعها لله سبحانه وتعالى، فهو من يعلم مستقرها ومأواها.
• اغتنم كل لحظة في الحياة، ولا تحاول أن تسبب التعاسة لنفسك، وتهدر وقتك في أمور ليس من ورائها طائل.

متابعينا بهذا نكون قد تعرفنا سويًا على ما هو رهاب الموت، ومتى قد يتحول التفكير فيه إلى مرضا نفسيا ؟ من خلال معرفة الأسباب وأبرز الأعراض التي تسيطر على الشخص المصاب، وما هي طرق العلاج الفعالة في تلك الحالة، وتطرقنا لحزمة من النصائح التي يمكن من خلالها تلافي التعرض لمثل تلك المحنة الصعبة.

قد يُعجبك أيضًا:

• ما هي الشخصية العدوانية وأسبابها وكيف تتغلب عليها ؟
• ما هو مرض الزهايمر ؟.. وما هي المراحل السبع له ؟
• ماذا يعني التصالح مع النفس ؟.. وكيف تكون متصالح مع نفسك ؟

Here are ten things you need to know about Rolex Datejust Imitation if you don’t want to get stung.