قد لا يتخيل البعض إمكانية الهروب من سجن ذو حراسة شديدة، ولكن حدث ذلك بالفعل في العديد من محاولات الهروب في مجموعة من العمليات الشهيرة على الإطلاق، وسوف نستعرض معًا أبرز هذه العمليات مع بعض التفاصيل الخاصة بكلاً منها.
أشهر عمليات الهروب من السجن في التاريخ
أشهر عمليات الهروب من السجن في التاريخ هي عمليات قام بتنفيذها فرد واحد أو مجموعة من الأفراد بشكل هروب جماعي بعد استغلال بعض الفرص السانحة للهروب على أكمل وجه، وفيما يلي تفاصيل هذه العمليات:
هروب مازا
وهو هروب نفذه 38 شخص من الجيش الجمهوري التابع لإيرلندا بمقاطعة انتريم تحديدًا من سجن المتاهة في العام 1985، ويعد هو الهروب الأبرز من السجون البريطانية، وذلك بعض الحكم عليهم في جرائم تتعلق بقيامهم ببعض التفجيرات وجرائم القتل، الأغرب من ذلك هو أن هذا السجن المعروف باسم سجن المتاهة هو من السجون المحصنة تمامًا ضد عمليات الهروب بسبب ارتفاع أسواره التي يصل ارتفاعها إلى 15 قدم.
بالإضافة لجدران خرسانية يصل ارتفاعها لنحو 18 قدم مغطاة بالأسلاك الشائكة من الأعلى، ناهيك عن الأسوار الداخلية المصممة من الصلب، وقد تمت عملية الهروب في الثانية والنصف بعدما تمكن عناصر الجيش من السيطرة على القطاع من الداخل وأسرهم لحراس السجن بعد تهديدهم بالسلاح، واستطاعوا كذلك أخذ ملابس الحراس وارتدائها واستخدموا مفاتيح سياراتهم لتنفيذ مخططهم في الهروب.
وخلال ذلك وصلت سيارة الطعام إلى مقر السجن وقام المساجين بإجبار سائقها على مساعدتهم وخرجت السيارة في الساعة 3.50 مُحملة بالعناصر الهاربة إلى خارج السجن، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من الإمساك بتسعة عشرة فردًا من الأشخاص الهاربين، وتمكن الجيش الايرلندي من إيجاد مخابئ للعناصر المتبقية، وتمكنوا فيما بعد من الفرار لأمريكا، ولكن استطاعت الأجهزة الأمنية مطاردتهم والإمساك بهم بعد ذلك.
هروب الفريد هيندز
بطل هذا الهروب هو شخص يُدعى “الفريد هيندز” تم إلقاء القبض عليه بعد تنفيذه لعملية سرقة للمجوهرات، وتم الحكم عليه اثنى عشرة عامًا، وتمكن من الهروب من السجن بمدينة نوتنجام بعد قيامه بالتسلل منه، وتم الإمساك به بعد مرور ستة أشهر على الهروب، ولكنه رفع دعوى على السلطات بالاعتقال غير القانوني.
واستغل الفريد إجراءات هذه الدعوى في وضع مخطط للهروب من السجن مرة أخرى عن طريق شخص قم بتهريب مفتاح لأقفال أبواب السجن، وبعد ذهابه إلى المرحاض بمرافقة 2 من الحراس تمكن من فتح الأقفال وقام بحجز الحارسين في الداخل، وانطلق إلى الخارج بشكل سريع واستغل الزحام واندمج وسط المارة، ولكن تمكنت الأجهزة الأمنية وسلطات المطار من القبض عليه خلال تواجده في المطار للسفر عقب 5 من الساعات من محاولة الهروب.
هروب السبعة
وهم عبارة عن 7 أفراد تمكنوا من الهرب على دفعة واحدة من سجن جون كونالي الواقع بطريق مطار كينيدي في العام 2000، وقد تمكن هؤلاء المساجين من الهرب بعد سيطرتهم على 7 من عمال الصيانة و3 من المساجين و4 من الضباط، واستغل الهاربون نقص المراقبة في بعض مناطق السجن كالمنطقة المخصصة للصيانة ووقت الغذاء لتنفيذ الهروب.
وقاموا بالاستيلاء على ملابس الحراس والبطاقات المصرفية الخاصة بهم، وانتحلوا شخصية الضباط وقاموا بسرقة شاحنة أقلتهم إلى الخارج، وتم القاء القبض عليهم بعد ذلك من خلال الإرشاد عنهم بعد بث برنامج تلفزيوني يوضح شخصياتهم للعامة، وتم الحكم على ستة منهم بالإعدام، بينما قام واحد منهم بالانتحار.
هروب الفريد ويتزلر
نعود بأحداث هذا الهروب إلى محرقة الهولوكوست التي نفذها النازيين الألمان في حق اليهود، وكان الفريد من اليهود السلوفاكيين، واستطاع الهرب من معتقل “أوشفيتز”، وقام بعمل تقرير عن المحارق التي يتعرض لها اليهود وغرف الغاز، وبفضل هذا التقرير تمكن المعسكر المعادي للألمان من ضرب الكثير من المواقع.
وتم قتل الكثير من الضباط النازيين الذين كانوا يقومون بنقل السجناء إلى معتقل أوشفيتز عن طريق السكة الحديد، وقد هرب الفريد ومعه شخص آخر يُدعى رالف فيربا بليلة عيد الفصح بعد تسللهم إلى أحد المخازن التي تحتوي على بعض الأخشاب واختبئوا به أربعة من الأيام، ومن ثم استطاعوا الاستيلاء عن ملابس من المعسكر وفروا إلى جهة الجنوب.
هروب ساومير راويس
أثناء أحداث الحرب العالمية الثانية وسيطرة الألمان والجيش السوفيتي على بولندا تم اعتقال جندي يُدعى “ساومير راويس” من بولندا في العام 1939، وقاموا بنقله إلى أحد المعسكرات في سيبيريا، ولكنه استطاع الهرب في العام 1941 خلال عاصفة ثلجية مع بعض المسجونين الآخرين، وذهبوا في اتجاه الجنوب ليجدوا هاربة أخرى اسمها كريستينا.
واتجهوا جميعا للصحراء لعبورها ولكن مات 2 من الهاربين منهم كريستينا، وظل بقية الهاربين على قيد الحياة بعد تناولهم للثعابين حتى يتمكنوا من العيش، واستمروا في المشي حتى وصلوا إلى هضبة التبت بعد عبورهم لجبال الهيمالايا في الشتاء، حتى ذهبوا للهند في النهاية في أوائل عام 1942.
هروب ألكاتراز
في هذا السجن تم تنفيذ أكثر من أربعة عشرة محاولة للهروب تضمنت 34 من المسجونين، والجدير بالذكر أن معظم هذه العمليات قد باءت بالفشل، فقد تم الإمساك بهم أو قتلهم، فيما عدا الهروب الذي تم تنفيذه في العام 1937، وأيضًا هروب 1962 فقد اختفى جميع من نفذوا هذا الهروب وهم فرانك موريس والأخوين أنجلين.
وذلك بعد صعودهم إلى سطح السجن من خلال فتحات التهوية، ومن ثم قاموا بالنزول من خلال أنبوبة الصرف التي تنتهي إلى خليج سان فرانسيسكو، وقد تم محاكاة هذا الهروب في فيلم أمريكي بنفس الاسم قام ببطولته النجم كلينت ايستوود في العام 1979.
هروب المائة
وهم عبارة عن ما يزيد عن مائة مسجون من بين جنود الاتحاد استطاعوا الهروب من سجن “ليبي” بأمريكا وتحديدًا في مقاطعة ريتشموند بولاية فيرجينيا، وهو من المحاولات الشهيرة جداً للهروب أثناء الحرب الأهلية بأمريكا في العام 1864، ولكن لم يتمكنوا جميعاً من الفرار فقد تم الإمساك بثمانية وأربعين مسجون منهم، وغرق منهم 2 في النهر، واستطاع الباقون وعددهم 59 الفرار والهرب من سجن ليبي بنجاح.
هروب باسكال باييت
استطاع باسكال باييت تنفيذ محاولتين للهروب من أحد السجون الفرنسية الشديدة الحراسة من خلال استخدام الطائرات الهليكوبتر، وخلال هذه المحاولات تمكن من مساعدة بعض المساجين الآخرين على الهرب، وذلك بعد أن تم الحكم عليه بثلاثون عاماً من السجن بعد قيامه بالقتل أثناء استيلائه على سيارة مصفحة، وكانت محاولة الهروب الأولى في العام .2000 وتمكنت السلطات من القبض عليه والحكم عليه لسبعة سنوات إضافية نتيجة لذلك.
ولكنه تمكن من الهروب للمرة الثانية في العام 2003 من خلال مروحية قام بسرقتها بعد هروبه ونزل في منطقة براينول التي تبعد 38 كم من المدينة الفرنسية تولون، ولكن تم القاء القبض عليه في مدينة برشلونة الإسبانية في العام 2007 بعد أن أجرى عمليات تجميل على وجهه حتى لا يتم التعرف عليه.
هروب وادي النطرون ( الهروب الكبير )
صدق أو لا تصدق تمكنت مجموعة كبيرة من المساجين من الهروب من سجن وادي النطرون بمصر خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير من العام 2011، وتمكن 45 مسجون منهم الرئيس السابق محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان من الهرب خلال هذه الأحداث، وذلك بعد قيام المقتحمين باستخدام المعدات الثقيلة والكراكات في تكسير أسوار السجن.
كما فر أيضًا الآلاف من الأشخاص السجناء الذين صدر في حقهم أحكام تتراوح ما بين المؤبد والإعدام، وهو ما يُعرف بالهروب الكبير الذي استغل الانفلات الأمني الذي صاحب ثورة 25 يناير، ولكن ما لبثت الأمور أن عادت إلى نصابها مرة أخرى بعد هذه الأحداث الأليمة.
هروب مخيم كولديتز
وهو من المخيمات التي تم تخصيصها لسجناء الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، وتم تنفيذ الكثير من عمليات الهروب منه والتي كانت في معظمها ناجحة، ولعل محاولة هروب 2 من المسجونين عن طريق طائرة شراعية من أنجح هذه العمليات، بعد الصعود إلى ارتفاع عالي بأعلى الكنيسة الواقعة خلف جدران السجن، وكانوا قد استغلوا مراقبة الألمان للأنفاق الأرضية التي يتم استخدامها للهروب من قِبل السجناء وهربوا بطريقة أخرى.
هروب جلبوع
وهو من أهم العمليات في تاريخ فلسطين والمقاومة الفلسطينية، فقد نفذ مائة وتسعون من الأسرى الفلسطينيين محاولة كبيرة للهرب بعد تصديهم لحراس السجن، وتمكنوا من قتل 2 من الحراس بينما استطاع 77 من الأسرى الهرب من سجن جلبوع ( شطة)، واستحوذوا على مخزن السلاح الخاص بالسجن وقيدوا القائمين على حراسته، وبعد ذلك عبروا الحدود الأردنية القريبة من السجن، والجدير بالذكر أن هذا السجن من أشد السجون الشديدة الحراسة في فلسطين.
هروب رجل اليوجا
بطل هذا الهروب هو رجل كان معروف بلياقته البدنية العالية نتيجة ممارسته لرياضة اليوجا بشكل مستمر، وتمكن من الهروب من السجن من خلال فتحة صغيرة مخصصة لإمرار الطعام للزنزانة بعد أن تمكن من ضغط جسمه وكأنه من المطاط، واستطاع اختراق الفتحة والمرور منها بنجاح، ولكن خمن ماذا؟ ألقي القبض عليه بعد 6 أيام فقط من هذه المحاولة وعاد للسجن مرة أخرى!!
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية