يعتبر التحرش الجنسي أحد أكثر السلوكيات الغير مرغوب فيها على الإطلاق، حيث أنه يعد من السلوكيات الإجرامية السيئة للغاية والتي تتسبب في حدوث العديد من التغيرات النفسية والفسيولوجية للضحية، فالتغيرات الفسيولوجية مثل سوء الهضم، أما التغيرات النفسية مثل الخجل والعار للشخص المتعدي عليه جنسيًا، أما الشخص المعتدى فإنه يتأثر بالسمعة السيئة التي تؤدي إلى فقدان عمله، وخلال هذه المقالة سنوضح لكم بالتفصيل كل ما يخص الأثر النفسي للتحرش.
- ما هو التحرش ؟
- ما هي أنواع التحرش الجنسي ؟
- هل التحرش يسبب أمراض نفسية ؟
- كيف أتخلص من الاثار النفسية للتحرش ؟
- ماذا يحدث للبنت عند التحرش ؟
- هل التحرش في الصغر يؤثر في الكبر ؟
- آثار التحرش على المدى البعيد للرجل
- كيف أتخلص من ذكريات التحرش ؟
- تأثير التحرش الجنسي على الفتاة
- التحرش الجنسي وعلاقتة بالأمن النفسي
- ما هو التحرّش الإلكتروني ؟
- التحرش النفسي
- نتائج التحرش
- أسباب التحرش الجنسي في علم النفس
ما هو التحرش ؟
كلمة التحرّش هي عبارة عن صيغة لفظية تعبر عن بعض الأفعال الغير مرغوب بها، حيث أن مفهوم التحرش ذو الطابع الجنسي هو الفعل الذي ينتهك خصوصية أو جسد أو مشاعر شخص ما، وهذا الفعل يجعل الصحية تشعر بما يطلق عليه الأثر النفسي للتحرش سواء كان ذلك بالتهديد وعدم الارتياح أو الشعور بعدم الأمان والخوف الدائم والترويع المستمر، والإساءة من الآخرين، والإهانة، والترهيب ناهيك عن الشعور بالإنتهاك الشديد لخصوصيتها ومشاعرها.
ما هي أنواع التحرش الجنسي ؟
التحرّش الجنسي يمكنه أخذ العديد من الأشكال والأنواع المختلفة، كما أنه من الممكن أن يتضمن شكلاً واحدًا فقط أو أكثر في آن واحد، وتتمثل أنواع التحرش الجنسي في ما يلي :
- النظر المتفحّص للمتحرش: يعتبر النظر أو التحديق بشكل مبالغ فيه وغير لائق إلى جسم شخص ما، أو إلى عينيها أو إلى أحد أجزاء جسمها من أنواع التحرش والغير مرغوب فيه على الإطلاق.
- التعبيرات الوجهية للمتحرش: والذي يتمثل في قيام المتحرش بعمل أي نوع أو أي شكل من أشكال تعبيرات الوجه المختلفة التي تحمل رغبة سيئة أو اقتراحًا ذو نوايا جنسية وذلك مثل الغمز أو اللحس أو فتح الفم.
- نداءات المتحرش: والتي تتمثل في قيام المتحرش بالتصفير أو الصراخ أو الهمس، أو فعل أي شكل آخر من الأصوات التي تمتلك إيحاءات جنسية.
- لمس المتحرش لفريسته: وذلك سواء كان باللمس المباشر أو التحسس أو النغز أو الحك أو الاقتراب من الفريسة بشكل كبير أو الشد أو الإمساك أو فعل أي نوع آخر من الإشارات الجنسية المختلفة الغير مرغوب بها على الإطلاق تجاه أي شخص آخر.
- التعري: حيث يعتبر التعري أو إظهار عدة أجزاء حميمة من الجسم أمام شخص آخر أو الاستمناء في وجود شخص ما وذلك بدون رغبته في ذلك أحد أنواع التحرش الجنسي.
- ترهيب وتهديد المتحرش لفريسته: والذي يتمثل في التهديد أو الترهيب بأي نوع من أنواع الاعتداء أو التحرش الجنسي بما في ذلك التهديد أو الترهيب بالاغتصاب.
- تعليقات وإيماءات المتحرش لفريسته: حيث يتمثل ذلك في إبداء عدة ملاحظات جنسية عن جسد شخصية ما وذلك مثل التعليق على ملابسها، أو طريقة مشيتها، أو تصرفاتها أو عملها، أو من خلال إلقاء الحكايات والنكات الجنسية، وطرح العديد من الاقتراحات الجنسية المسيئة أو عرض بعض الصور الجنسية أمامها.
- التحرش الجنسي الجماعي: حيث يتمثل التحرش الجنسي الجماعي في جميع الأشكال السالف ذكرها، وهذه الأفعال الغير مرغوب فيها يرتكبها مجموعة كبيرة من الشخصيات تجاه فرد ما أو تجاه عدة أفراد.
هل التحرش يسبب أمراض نفسية ؟
نعم، وذلك لأن الأثر النفسي للتحرش والصدمة النفسية الناجمة عن جريمة التحرش لا تنتهي فور انقضاء الحادثة، حيث أن الضحية من الممكن أن تبقى داخل حالة نفسية سيئة من الصدمات المتجددة، وذلك عندما يتم استرجاع جميع ذكريات الحادثة، أو في حالة التعرض إلى المثيرات النفسية اليومية التي من الممكن أن تجعلها تمر بنفس المشاعر النفسية السلبية التي قد عاشتها خلال الحادثة.
حيث يعتبر التحرش الجنسي خلال عصرنا الحالي من أبرز وأكثر الصدمات النفسية السيئة والعنيفة التي تعاني منها العديد من الفتيات حول العالم، وذلك لأن الأثر النفسي للتحرش لا يمكن محوه بسهولة، ووفقًا للدراسات والأبحاث فإن امرأة واحدة فقط من بين كل 10 فتيات في عمر 15 عام داخل دول الاتحاد الأوروبي قامت بالإبلاغ عن تعرضها للتحرش إلكترونيًا عبر الإنترنت، كما أوضحت دراسة أخرى قامت بها منظمة الأمم المتحدة للمرأة في يونيو 2019 ضمت عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 40% إلى 60% من السيدات قد تعرضن إلى التحرش الجنسي في الشوارع.
كيف أتخلص من الاثار النفسية للتحرش ؟
يمكنكم التخلص من الأثر النفسي للتحرش من خلال إتباع الآتي :
الإنكار
ينبغي على ضحية جريمة التحرش محاولة إنكار الأمر كمحاولة للتخلص من الأثر النفسي للتحرش، حيث أنه من الطبيعي أن تحاول أجسادنا وعقولنا نسيان ومنع بعض الأشياء السيئة والصدمات المؤلمة التي قد تم التعرض لها في السابق والتي لا يستطيع الإنسان التعايش معها، وذلك لأن الإنكار من الممكن أن يساعد في نسيان الحاجة دون وعي، مما يجعلك تشعر وكأن الحادثة لم تحدث في الأساس، كما يفضل في نفس الوقت الإعتراف بالأمر والبوح به إلى الأشخاص المقربين حتى تتمكن من مواجهة الحادثة والشعور السلبي الذي تشعر به ومن ثم العمل على تخطي هذا الأمر ونسيانه والشفاء منه خطوة بخطوة.
التحدث عن الأمر
دائمًا ما ننصح الأشخاص الذين تعرضوا إلى تحرش جنسي في السابق محاولة الذهاب إلى أشخاص جديرين بالثقة والتحدث معهم حول هذا الأمر بهدف إيجاد بعض الحلول المناسبة لهذه الحادثة، فالشعور بتواجد بعض الأشخاص حولك يمكنهم مشاركتك خوفك وقلقك وجميع المشكلات التي تعاني منها من الممكن أن يساعد بشكل كبير على الشفاء والتعافي بشكل أسرع من الأثر النفسي للتحرش.
الذكريات
العديد من ضحايا التحرش الجنسي من الفتيات يرغبون دائماً في محاولة إخفاء ذكريات التحرش الجنسي تمامًا كما أنهم يودون دائمًا في محاولة نحو الأثر النفسي للتحرش، ولعل السبب الأول في هذه الرغبة يتمثل في كون هذه الذكريات مؤلمة للغاية، ولكن واقعيًا هل الألم قادر على أن يغير من حقيقة الأمر؟!، لذلك فإننا ننصحكم أن تحاولوا خلق حالة نفسية من السلام كما يجب أن تكونوا على يقين تام بأنك قد فعلت حينها ما باستطاعتك، ويجب عليك كذلك أن تذكر نفسك دائمًا بأن هذا الأمر هو مجرد ذكرى سيئة وقد مرت وانتهت ولا يوجد ما يمكنك فعله سوى محاولة تخطي الأثر النفسي للتحرش والنظر إلى المستقبل.
إدراك اضطراب ما بعد الصدمة
أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن حوالي 20% إلى 40% من السيدات اللواتي قد تعرضن إلى التحرش الجنسي دائمًا ما يعانون بما يطلق عليه ”اضطراب ما بعد الصدمة”، وهذه الأعراض عادة ما تظهر على هيئة مجموعة من اضطرابات النفسية التي تحدث خلال النوم، هذا بالإضافة إلى الشعور الدائم بالخوف والتوتر والقلق الشديد، وإصرار ذاكرة الضحية على إعادة تفاصيل هذا الحادث الأليم مرارا وتكرارًا.
الاستشارة النفسية
ينبغي على جميع ضحايا جريمة التحرش الجنسي الذهاب إلى استشاري أمراض نفسية والتحدث معه عما يدور في العقل والنفس ومناقشة الأثر النفسي للتحرش الذي تعرضوا له، وذلك لأن الشخص الذي يعانى من “اضطراب ما بعد الصدمة” الناتج عن التعرض للتحرش عادة ما يخضع إلى نوعين مختلفين من العلاج، حيث أن النوع الأول يتمثل في العلاج الدوائي الذي يساهم في التخلص من آثار الخوف والقلق وقلة النوم، هذا بالإضافة إلى الخضوع إلى جلسات العلاج النفسي.
ماذا يحدث للبنت عند التحرش ؟
الأثر النفسي للتحرش للفتاة عند التحرش لا يمكن وصفه على الإطلاق، وذلك لأن التحرش بجميع أنواعه سواء كان جسديًا أو لفظيًا أو بأي شكل آخر قادر على أن يصيب الفتاة بحالة من الصدمة، وذلك بالطبع بسبب عدم توقعها حدوث هذا الفعل، كما أن الفتاة تختبر في هذا الموقف عدد سريع ومفاجئ من المشاعر السلبية، حيث يغلب في هذا الموقع الشعور بالرعب والتوتر والخوف والعجز، هذا بالإضافة إلى الشعور بالظلم الغير مسبوق.
شاهد أيضًا: ما هو الزواج المسيار في مصر ؟
هل التحرش في الصغر يؤثر في الكبر ؟
نعم وبكل تأكيد، حيث هناك العديد من التأثيرات النفسية السلبية التي من الممكن أن يشعر بها الفرد خلال حياته نتيجة التعرض للتحرش الجنسي في الصغر، وذلك لأن الأثر النفسي للتحرش لا ينتهي فور وقعه، ومع الأسف فإن ظاهرة التحرش الجنسي للأطفال الصغار كثيرة حيث وصل عدد حالات التحرش الجنسي للأطفال الذين قد سبق الإبلاغ عنها إلى ما يقرب من 80000، كما يوجد العديد من الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها، ومعظم الأشخاص الذين قد تعرضوا إلى التحرش الجنسي في الصغر لا يستطيعون نسيان ما قد تعرضوا له مهما كانت أعمارهم.
آثار التحرش على المدى البعيد للرجل
أثبتت الدراسات أن ضحايا الاعتداء الجنسي من الرجال من الممكن أن يعانون بتأثيرات ومضاعفات نفسية أكثر بكثير من السيدات، وهذا الأثر النفسي للتحرش من الممكن أن يجعل الرجل يقدم على الانتحار خشية من الفضيحة والعار ولا سيما في حالة إذا فشل الرجل في الانتقام ممن قاموا بارتكاب هذا الفعل الشنيع.
يقول فرويد ويردف أن علاج الأثر النفسي للتحرش لا يعتبر خيارًا متاحًا للرجل في هذا المجتمع الذي يصف الرجل بأنه “معيارًا” للقوة ولا يجعله قادرا على التعبير عن ضعفه، والرجال عقب تعرضهم للاعتداء الجنسي يختلفون في ردود أفعالهم، فهناك من هو قادر على تخطي الموقف على الرغم من صعوبته، وهناك من يعاني من أعراض نفسية مختلفة مثل الضعف أو الاكتئاب أو الرغبة في العزلة وفقدان الثقة في النفس وكذلك فقدان الرغبة في الحياة، كما أعرض البعض عن الإصابة بالعديد من الأعراض البدنية مثل الصداع المستمر وقرح المعدة والقيء، كما يوجد من يعبر عن غضبه بالمزيد من العنف تجاه النفس أو من خلال إدمان المخدرات كنوع من جلد الذات، كما أن الأمر من الممكن أن يتطور لدى بعض الضحايا إلى الانتحار أو الرغبة الشديدة في إيذاء الآخرين، وهذا بالطبع يعتمد على شدة ومدى الأثر النفسي للتحرش.
كيف أتخلص من ذكريات التحرش ؟
يوجد العديد من الأمور التي من الممكن أن تساعد ضحية التحرش الجنسي التخلص من الأثر النفسي للتحرش وذكريات التحرش المؤلمة أو تساعدها في محاولة التأقلم مع ما قد في السابق، حيث يمكن التخلص من الأثر النفسي للتحرش والذكريات الناجمة عن التحرش من خلال إتباع الآتي :
تمارين الاسترخاء
يفضل العديد من استشاري الأمراض النفسية أداء بعض تمارين استرخاء خلال جلسات العلاج النفسي، وذلك لأنها تساعد في التخلص من حالة الخوف والتوتر والقلق الذي قد يعاني منه ضحية التحرش الجنسي، حيث يتم إخراج المريض من حالة الخوف والتوتر والقلق المسيطرة عليه، كما يوجد مجموعة من تمارين الاسترخاء الأخرى التي ينصح بأدائها في حالة الإصابة باضطرابات النوم.
استعادة الثقة بالنفس
يجب على ضحية التحرش الجنسي إدراك الحالة المسيطرة عليه والتأكد من أن هذه الحالة هي مجرد حالة عابرة من الممكن أن يتعطل جميع أمورها، لذلك فإنه يجب علاج كافة الأمراض النفسية والجسدية التي من الممكن أن تارك تشوهات نفسية فيما بعد، وتعتبر الخطوة الأولى في تنفيذ هذا الأمر والتغلب عليه هي استعادة وتعزيز الثقة بالنفس.
تأثير التحرش الجنسي على الفتاة
للتحرش الجنسي على النساء ولا سيما الفتيات الصغار آثار عديدة وثقيلة، حيث أنه يؤثر على الصحة النفسية والعقلية والجسدية للضحية، ويمكن توضيح الأثر النفسي للتحرش على الفتاة من خلال النقاط التالية :
- الشعور الدائم بالتوتر والقلق والخوف والكآبة، بالإضافة إلى الشعور بصعوبة في التركيز وأرق وصداع واضطرابات في النوم.
- الإصابة ببعض الاضطرابات في الطعام مما يترتب على ذلك من التعب والشعور بالإعياء ونوبات هلع، كما من الممكن أن يؤدي التحرش الجنسي إلى تعاطي المخدرات والتفكير الدائم في الانتحار.
- فقدان الثقة بالنفس بالإضافة إلى فقدان الثقة بالآخرين.
- رؤية العديد من الكوابيس خلال النوم بالإضافة إلى الإدمان على الكحول.
- الرغبة الدائمة في الانسحاب والانعزال.
- من الممكن أن يؤدي التحرش الجنسي إلى فقدان الوظيفة وبالتالي فقدان الدخل.
- الشعور المتكرر بالغضب والخوف والإذلال.
- الشعور بالإثم والعار والعجز والعنف وفقدان السيطرة في أغلب الأحيان.
- انخفاض مستوى الأداء العلمي أو الدراسي، هذا بالإضافة إلى زيادة التغيب والخوف من الخروج إلى الشارع خوفًا من تكرار نفس الحادثة مرة أخرى.
- علاوة على ذلك فإن التحرش الجنسي يؤثر بشكل سلبي على الحياة الجنسية للضحية مما قد يؤدي ذلك إلى الطلاق.
- الاضطرار إلى تغيير مكان الإقامة أو نمط الحياة أو مقر العمل.
- الشعور بفقدان الدافع أو الرغبة في الحياة.
شاهد أيضًا: نصائح هامة .. لاتلتفت لكلام الناس ولا تلقي لهم بال!!
التحرش الجنسي وعلاقتة بالأمن النفسي
الأثر النفسي للتحرش على الفتاة قادر على أن يجعلها تشعر بحالة من الصدمة الدائمة طوال حياتها، وذلك بسبب الذكريات السيئة التي تبقي عالقة في ذاكرتها نتيجة المرور بتلك الواقعة الصعبة والتي قد تؤثر كذلك على زواجها في المستقبل، وذلك لما يتسبب به التحرش الجنسي بداخلها من تأثيرات نفسية سيئة تحول كافة مشاعرها الإنسانية الراقية إلى مجرد جعلها غرائز حيوانية، كما أن الفتاة سوف تمر بكافة المشاعر والذكريات التي قد شعرت بها خلال حادثة التحرش مرة أخرى فور التعرض لأي مؤثرات أخرى تجعلها تمر بنفس المشاعر مرة أخرى، حيث يعتبر التحرش الجنسي للفتيات من المشاكل النفسية الشائعة التي تعاني منها العديد من السيدات في جميع أنحاء دول العالم.
ما هو التحرّش الإلكتروني ؟
أصبح التحرش الإلكتروني أحد أكثر أنواع جرائم التحرش السائدة في مجتمعنا وذلك نتيجة تزايد منصات التواصل الإجتماعي، حيث تتمثل أبرز وأكثر أشكال التحرش الإلكتروني الشائعة في ما يلي :
- القيام بإرسال التعليقات.
- إرسال الرسائل أو الصور الغير لائقة.
- إرسال الفيديوهات المسيئة أو الغير مرغوبة فيها عبر الإيميل.
- إرسال بعض الرسائل الفورية الغير لائقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات أو المدونات أو غيرهم من مواقع الحوار المتوفرة عبر الإنترنت.
- عمل مكالمات هاتفية غير لائقة.
- إرسال رسائل نصية غير لائقة تحمل بعض الاقتراحات أو التهديدات الجنسية.
التحرش النفسي
يعتبر التحرش النفسي هو أسوأ أنواع التحرش على الإطلاق وذلك لما يترتب عليه من الأثر النفسي للتحرش على الضحية، سواء كان ذلك من خلال حديثاً مضمناً إساءة ما، أو ابتسامة صفراء ماكرة وغير مرغوب بها أو النظر إليك بنظرة مليئة بالكراهية، حيث يعتبر هذا الفعل هجوم مخفي وغير معلن كما أنه يعتبر لغة فاسدة وغير مرغوب فيها وذلك لأنها تخفي وراءها تحرش واعتداءً نفسياً وأخلاقياً غير لائق.
فالعبارات والكلمات الجارحة القادرة على أن تنهك روحك وتجعلك فاقد الثقة فيمن حولك وكذلك فاقد الثقة في نفسك، بالإضافة إلى الإيحاءات المريبة والغير مفهومة، وكذلك النظرات القاتلة التي أحيانًا ما تكون أشد فتكًا من السهام تندرج جميعها تحت ما يطلق عليه التحرش النفسي.
حيث أن التهميش السلبي والنقد الجارح، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة للفرد والتي تؤدي إلى الإرباك، وكذلك عدم وضع الفرد في المكان المناسب لجميع مؤهلاته العلمية والدراسة، والتمييز الدائم في التعامل بين الأشخاص تعتبر بعض أشكال ومظاهر هذا التحرش النفسي، كما أنها قد تكون موجهة إلى المرأة بشكل خاص ولا سيما في بعض أماكن العمل، وذلك لأن المرأة تعتبر بطبيعتها كائن حساس ورقيق ويتسم بالكثير من نقاط الضعف.
نتائج التحرش
إذا كنت تتسائل عن ما هي عواقب التحرش، فإن التحرش بمختلف أنواعه دائماً ما يؤدي إلى نتائج سلبية وتأثيرات ومضاعفات نفسية من الممكن أن تبقي في نفس الضحية طوال حياتها، ومن أبرز هذه النتائج ما يلي :
- الرغبة الدائمة في العزلة وعدم القدرة على التعامل مع الأشخاص مرة أخرى والابتعاد عن الجميع حتى الأقرباء.
- عدم قدرة الضحية على النوم والإصابة باضطرابات في النوم نتيجة الكوابيس الدائمة التي تأتي إلى الضحية يومياً وبدون انقطاع.
- فقدان القدرة على العودة إلى الحياة اليومية مرة أخرى.
- الشعور الدائم بالخوف والقلق والتوتر سواء كان ذلك بسبب أو بدون سبب.
- الرغبة المتكررة في الانتحار والموت، بل تنفيذ ذلك بالفعل ومحاولة الانتحار أكثر من مرة باستخدام الآلات الحادة.
- تغيير سلوك الضحية إلى السلوك العدواني سواء كان ذلك من خلال الكذب أو السرقة أو العصبية أو الغضب أو الرغبة الدائمة في العزلة ومراعاة عدم الاحتكاك مع الآخرين.
- الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية السيئة مثل الوسواس القهري أو غيرها.
- وفي بعض ضحايا جريمة التحرش الجنسي من الممكن أن يحدث نزيف دموي حاد قد يصل إلى حد الموت.
أسباب التحرش الجنسي في علم النفس
يرجع السبب الرئيسي أحياناً في حدوث التحرش الجنسي في الثقافة الذكورية السيئة التي تتخلل المؤسسات والحكومات والقطاع الخاص، ووفقاً لبعض الخبراء النفسيين والمتخصصين في مجال حقوق المرأة وخبراء فإن التحرش الجنسي ضد المرأة يحدث نتيجة لعدة أسباب اجتماعية ونفسية أبرزها ما يلي :
- الاضطراب السلوكي للمتحرش: وهذا يعني أن المتحرش ليس شخصا مريضًا نفسيًا، ولكن شخص يمتلك سلوك مضطرب بغض النظر عن مستواه الثقافي أو الاجتماعي أو عمره، فهو إنسان مدرك تمامًا لجميع أفعاله لكنه شخص يعاني من وجود خللاً يجعله ذو تصرفات عنيفة تجاه الآخرين.
- المتحرش رد فعل: وفقاً للعديد من الدراسات فإن العدوانية التي يمارسها الشخص المتحرش يكون نتيجة إلى رد فعل سلبي في حياته، سواء كان هذا ناتج عن أسباب بيولوجية مثل ارتفاع معدلات التلوث البيئي في المنطقة الموجود به مما يترتب على ذلك من الميل إلى العنف، أو أسباب نفسية أو اجتماعية أو سياسية، وذلك مثل التفكك الأسري أو الحرمان من احتياجاته الأساسية أو الزحام أو القمع.
- التربية الغير سليمة: من أهم وأبرز أسباب التحرش الجنسي التربية الغير سليمة وغياب الضمير والمبادئ الصحيحة التي ينشأ عليها الإنسان السوي، مما يجعل ذلك الشخص مائلاً أكثر لكافة أشكال العنف أبرزها التحرش الجنسي.
- الشعور بالانكسار: حيث أن الاضطرابات النفسية التي من الممكن أن يعاني منها الفرد خلال حياته قد تجعله يشعر بالانكسار، وهذا ما يجعله يلجأ إلى التحرش، وذلك لأن ممارسة التحرش بمختلف أنواعه يشعر المتحرش بنوع من اللذة الوقتية، فكلما انزعجت الضحية من هذا الفعل وأظهرت امتعاضها ورفضها وتأذيها من هذا الحدث كلما شعر المتعدي بمتعة أكبر.
- تواطؤ المجتمع: يعتبر رد فعل المجتمع المؤيد المتساهل مع المتحرش من الأسباب التي تدعم شعور المتحرش ويشجعه أكثر على تكرار فعلته البشعة مرة أخرى.
يعتبر التحرش بمختلف أنواعه من أسوأ أنواع العنف ضد الإنسان، فهو يعتبر انتهاك صريح لخصوصية ومشاعر الفرد، فالجميع يدين هذا الفعل الشنيع الذي قد انتشر في مجتمعنا بشكل مخيف خلال الآونة الأخيرة، ونحن ننصح جميع الآباء بتعليم أطفالهم الصغار كل ما يتعلق بالتحرش بمختلف أنواعه مع استعمال المصطلحات والألفاظ المناسبة للتحرش وفقًا لمرحلتهم العمرية، مع مراعاة تعليمهم أن التحرش بمختلف أنواعه وأشكاله هو جريمة في حق الإنسان، كما أنه فعل شنيع لا يمكن التواهن عنه، وذلك لما يترتب عنه من آثار نفسية وجسدية تبقي في حياة الضحية للأبد.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية