هل سمعت بمصطلح الشخصية السيكوباتية من قبل ؟.. إليك تفاصيل عنها

الشخصية السيكوباتية، ربما مرت عليك تلك الكلمة أثناء تصفحك أو مشاهدتك لفيلم أو حوار عابر وشغل بالك معرفة معنى الكلمة غير الغريبة على سامعك، وفي أغلب الظن سمعت بها من خلال السينما فيظهر القاتل المتسلسل أو الشخصية المجنونة في الفيلم و يقول من حوله أنه شخصية سيكوباتية، وهذا ليس تفصيل لمعنى الكلمة لكن هو لتقريب معنى الكلمة لذهنك. وففي هذا المقال سأٌفصل لك العديد من الأمور التي تغنيك عن كثرة البحث و ستجد كل ما تحتاج أن تعرفه عن ذلك الإضطراب في الشخصية .

ما معنى الشخصية السيكوباتية

هناك عِدة تعريفات للشخصية السيكوباتية منها تعريف “قاموس Oxford” وتعريف الطب النفسي بحسب الجامعة الأمريكية للطب النفسي وتتمثل في الأتي:

المعنى اللغوي:

تعرف كلمة في قاموس Oxford هو

شخص يعاني من مرض عقلي خطير يجعله يتصرف بطريقة عنيفة تجاه الآخرين

المعنى في مصطلحات الطب النفسي:

في قاموس الجمعية الأمريكية للطب النفسي الشخصية السيكوباتية هي الشخصية المصابة بأضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ،و نقلًا عن قاموس الجمعية الأمريكية للطب النفسية أضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو :

وجود نزعة مزمنة ومتفشية بتجاهل وانتهاك حقوق الآخرين. وتشمل المظاهر الانتهاكات المتكررة للقانون ، واستغلال الآخرين ، والخداع ، والاندفاع ، والعدوانية ، والتجاهل المتهور لسلامة الذات والآخرين ، وعدم المسؤولية ، مصحوبة بعدم الذنب ، والندم ، والتعاطف. عُرف الاضطراب بأسماء مختلفة ، بما في ذلك الشخصية المعسرة ، والشخصية السيكوباتية ، إنه من بين أكثر اضطرابات الشخصية بحثًا والأكثر صعوبة في العلاج.

يمكن تبسيط ذلك بأن الشخصية السيكوباتية هي شخصية تقوم بأفعال معادية للمجتمع دون شعورها بالذنب أو تأنيب الضمير، فربما تقتل أو ربما تصنع الفتن أو ربما تخدع و تنصب دونما شعور بالذنب أو الندم على ذلك.

كيف يصبح الشخص سيكوباتي

من غير المعلوم بدقة أسباب أصابة الأشخاص بأضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ( الشخصية السيكوباتية ) وتعدد الفرضيات حول ذلك من الباحثين في مجال الطب النفسي، ويٌرجح البعض أسباب ذلك للعوامل الجينية و الوراثية والبعض للبيئة و أضطرابات التنشئة و الطفولة و أساءاتها، و يَرجع البعض سبب الإصابة بهذا الإضطراب لمشاكل لمناطق في الدماغ مسؤولة عن التعاطف و الشعور بالأخر، ليس هناك شيء أكيد لكن في التالي أشهر الفرضيات لأسباب أن يكون الشخص سيكوباتي

العوامل الوراثية و الجينية

من الفرضيات التي تفسر أسباب تحول الشخص لسيكوباتي أنه ورث ذلك من خلال جينات من إحدى أبويه كغيريه من الأضطرابات التي تنتقل بالوراثة أو أثناء تكوين الجنين بسبب تعاطي الأم المخدرات أو شربها للكحوليات، فتلك الفرضية تقول بإختصار أن إضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو مرض نفسي موروث من أحدى الوالدين .

التنشئة و أساءات الطفولة

أصحاب التحليل السلوكي لديهم فرضية حيال ذلك ، و هي عوامل النشأة و التعرض للأساءات و الإعتداءات أثناء فترة الطفولة ،وأصحاب هذه النظرية يرجحون إلى أن الأشخاص الذين تعرضو لطفولة قاسية يُمكن أن يصبحوا مصابين بهذا الأضطراب ، و تتمثل تلك الأساءات بأشياء مثل :

• التعرض للعنف الشديد أثناء فترة الطفولة
• الطفولة الوحيدة أو عدم التعرض للمشاعر الإيجابية
• البيئة الخالية من الحب أو التعبير عنه
• الحب المشروط و الخوف من الرفض
• البيئة الإجرامية أو النشئة السيئة
• الخوف الزائد أثناء التربية .

أصحاب تلك النظرية بإختصار يرجعون إلى أن التنشئة غير الآمنة و وجود بيئة غير محاطة بالحب يجعل الشخص يكره من حوله و يكون من الصعب الشعور بمشاعر إيجابية تجاه من حوله أو تجاه نفسه.

الدماغ

بعض الباحثين يرجعون أيضًا في السبب في ذلك مشاكل في الدماغ نتيجة حادث أو نقص نمو في بعض الأماكن في الدماغ، و يمكن تفسير ذلك بسهولة أن بعض الأماكن في الدماغ هي المسؤولة عن مشاعر التعاطف و الشعور بالذنب ،و عند السيكوباتيين تلك المناطق غير فعالة أو لا تعمل نتيجة أصابة أو مشكلة مرضية.

سمات الشخصية السيكوباتية

في بداية الكلام يصعب تصنيف الأمراض والإضطرابات النفسية دونما تعلم الطب النفسي بشكل منهجي، لذا قراءاتك للموضوع هو من باب التثقيف العام و ليس من باب التصنيف أو التشخيص لأشخاص تعرفهم.

وحلل الباحثون و الأطباء الشخصية السيكوباتية أنها شخصية ليس من ضمن أحساسيها الشعور بالندم أو الشفقة أو التعاطف، يضاف لذلك أنها تعادي المجتمع و تقوم بأفعال إجرامية بهدف التلذذ أحيانًا أو بهدف الكراهية تجاه المجتمع أحيانًا أخرى، و يمكن إبراز سمات الشخصية السيكوباتية في نقاط سريعة، و من المهم معرفة أن تلك المعلومات هي من باب التثقيف كما ذكرت:

• عدم الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير
• كثرة الكذب دون مبرر للكذب
• الخداع و التلاعب بمن حوله
• عدم تعاطف الشخصية السيكوباتية بمن حوله فهو لا يعارف معنى مشاعر التعاطف أو الشعور بالذنب
• أرتكاب الجرائم أو الأفعال المشينة
• حبه للظهور و حبه الشديد لذاته و التمركز حولها
• اللامبالاة و عدم أظهار المشاعر

أمثلة من عالم السينما عن الشخصية السيكوباتية

من أشهر أمثلة الشخصية في عالم السينما هي شخصية ال( جوكر ) من سلسلة أفلام و قصص “باتمان”، فنرى تلك الصفات فيه بوضوح فهو لا يهمه كم عدد من يموت نتاج أفعاله أو هل من يموت هو طفل أو شيخ، فقط يستمتع بالدمار و الخراب نتيجة كرهه لمجتمعه و هجرانه له، فأصبح يتلذذ و يحب الأفعال الإجرامية دونما شعور بالشفقة أو الحزن والندم فقط يدمر و يستمتع بدماره.

هل يمكن علاج الشخصية السيكوباتية؟

الشخصية السيكوباتية هي إضطراب عقلي، مثل الفصام و الشخصية الحدية..إلخ، يحتاج للطبيب النفسي المعالج و الكثير من الجلسات النفسية كي يتم علاج هذا الأضطراب، لكن من المهم معرفة أن العلاج في هذه الحالات قد يطول لكن تقل أعراض و سمات هذا الأضطراب أذا تم الإلتزام بالعلاج و تعليمات الطبيب المعالج.

كيف يمكن التخلص من هذا الأضطراب

كما ذكرت من قبل لك عزيزي القارئ، يمكن علاج أضطراب الشخصية المعادية للمجتمع إذا طلب الشخص المساعدة من طبيب رغم أن هذا مستبعد  و نادر لعدم شعوره بالذنب، لكن في حال حدوث ذلك يمكن مساعدته و تقديم العلاج له ، و كما أي أضطراب يتم العلاج بواسطة عدة أمور مثل:

العلاج الدوائي:

يتم علاج المرضى المصابين بالأضطرابات العقلية و النفسية عن طريق “مضادات الذهان و الإكتئاب” بجرعات تحت أشراف الطبيب، و من باب المعرفة يجب أن تعلم أن مضادات الذهان و الإكتئاب مفعولها يظهر بعد عدد من الأسابيع من إستخدامها.

العلاج السلوكي المعرفي:

و يقصد به العديد من التمارين التي تساعد الشخص بمتابعة و تسجيل المشاعر و محاولة فهمها و تحليلها ، و أمثلة على ذلك تسجيل اليوميات ، كتابة المشاعر  ، الحديث مع الطبيب عن مشاعره و رؤيته للحياة .

مجموعات الدعم:

وهي مجموعات لأشخاص مشتركين مع بعضهم في مشكلة نفسية، يجتمعون للكلام عن مشاكلهم و متابعة تحسن حالتهم، و هو نمط يجمع ما بين الدعم النفسي بوجود الناس من حولك، و الأرشاد النفسي و العلاج السلوكي، وتلك هي الأنماط الأكثر شهرة لعلاج أضطرابات الشخصية و التي منها أضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو كما يقال عنها الشخصية السيكوباتية، و في جميع الأحوال لا تردد في طلب المساعدة وشعورك أنك تحتاج لذلك فأول خطوة للتحسن و التعافي هي طلب المساعدة.

قد يعجبك أيضًا:

• إلى أين يأخذنا جنون الشهرة ؟.. وقائع خطيرة كانت السوشيال ميديا سبب فيها.
• كيفية التخلص من هواجس سن المراهقة وما يترتب عليها ؟
• للنفاق علامات.. لذا هل تعرف كيف تتعامل مع الشخص المنافق وما هي صفاته ؟