الثقة بالنفس، ما أول شيء يخطر في بالك عندما ترى تلك الكلمة؟ التحكم؟ السيطرة؟ الخطوات الواثقة؟ لو كانت هي تلك المشاعر التي تشعر بها عندما تسمع عن كلمة الثقة بالنفس فأنت في المكان الصحيح لأرشادك عن كيف تشعر بالثقة، وقبل البدأ سأعطيك ملخص عن ما يجعل شخص واثق و شخص أخر غير واثق، يبدأ الأمر بالشعور الداخلي بالقدرة على التحكم في مجرى حياتك و السيطرة على الأمور من حولك، ثم يتشعب الأمر للعديد من مهارات الحياة التي يتعلمها الشخص عن طريق أحتكاكه بالبيئة العملية الذي يجعل السيطرة على الحياة بشكل أفضل، فأفتقاد تلك المهارات و الشعور الداخلي بالأستحقاق و القدرة على التحكم و السيطرة على الأمور هو السبب فقدان الشعور بالثقة و الأهتزاز الداخلي و التردد في الأمور البسيطة.
و هذا الموضوع هو محاولة لإعادة السيطرة و زيادة الشعور بالثقة، وفيه العديد من الأمور المجربة و التي ساعدت أُناس على زيادة شعور الثقة بداخلهم و زيادة تأثيرهم على من حولهم، فما رأيك في معرفة تلك الأمور:
رأي الأخرين هو سارق الثقة بالنفس الأكبر
من أكبر مسببات شعور عدم الثقة هي الأهتمام برأي الناس من حولك، وينتهي الأمر في النهاية بعدم فعل أي شيء خوفًا من تعليق الناس عليه، رغم أن من حولك لا يهتمون بالأمور التي قد تخيفك لكن بشكل واقعي لن يؤثر رأي أي شخص عليك و خوفك من التعليق السلبي أو نظرة الأستغراب غالبًا لن تحدث، سأُصَرحك و أقول أن الخوف من ردود أفعال و آراء الأخرين هو سجن نفسي يجعل تأثيرك و ثقتك محدودين للغاية لذا الخطوة الأولى التي أنصحك بها أن تفتح باب سجن يسمى أراء الأخرين و تبدأ بممارسة حياتك دون ضغط الخوف من أراء الأخرين.
زِد مهاراتك دائماً وطورها
قد تُسبب قلة المهارة و عدم فهم أساسها و مبادئها قلة الثقة في القرارات التي تتخدها حيلها و قلة الثقة بالنفس نتاج الخوف من عدم القدرة ع السيطرة، تخيل معي شخص لا يستطيع القيادة بشكل جيد لأنه لا يتقن ذلك كيف سيكون حاله ؟ و في المقابل ذلك شخص متمكن من قيادة السيارة و يعلم أن في الطوارئ سيضغط المكبح و ستقف السيارة، هذا الأمر هو مثال لأهمية إتقان المهارات للتحلي بالثقة بالنفس، و تزيد أهمية زيادة المهارات في مجال العمل، فإتقان العمل و مهاراته سيزيد من قدرتك على السيطرة في مجرياته و زيادة الثقة في نفسك و شعور أنك تستطيع العمل بمهارة.
لا مشكلة في النقد
لا مشكلة في النقد، لا مشكلة في سماع أنك كنت مخطئ أو أنك قد تسرعت أو أي شيء من هذا القبيل، لن يحدث شيء في العالم، سيمر الموقف بعد ذلك فلا تترك نفسك حبيس موقف وتُشغل نظام إعادة المواقف في دماغك و تظل تكرر الموقف و تكرر مشاعره، حيث يُسبب الخوف من النقد تعطيل و تجميد للحياة بشكل سلبي، فلا تستطيع فعل ما تريد أو قول ما تريد خوفًا من الانتقاد و يبدأ الشك وانعدام الثقة تظهر في أفعالك، ببساطة اضغط على زر اطفاء نظام الرقابة الداخلي بدماغك و أفعل ما تريد و أنت تعلم أنه من الممكن أن تنتقد على فعلك لكن لا تعطي الأمر هذا القدر من الخوف فالأمر أبسط من ذلك.
تدرب على الإلقاء (خطوة مهمة للثقة في النفس)
تزيد مهارة الألقاء الثقة بالنفس بشكل ملاحظ، فبها تستطيع حكي أو قول أو شرح أمور تخصك دون الشعور بالخوف من الخطأ في الكلام أو ضجر من يسمعك، و التدريب على تلك المهارة سيزيد من ثقتك بشكل عام فأنت لا تخاف أن تقول ما تريد بشكل منظم و مرتب فبذلك ستشعر بقيمة نفسك و أنك بالفعل تستطيع و بالفعل لديك ما تقوله، و يمكنك التدرب على مهارة الخطابة و الألقاء و تعلمها من خلال تلك الدورة من منصة إدراك.
أحب نفسك وقدرها
أنت تستحق الأحترام ، تستحق أن تكون محبوب، تستحق أن يسمع من حولك ما تقول، تلك المقدمة ضرورية في بداية كلامي عن أهمية شعورك بأهمية نفسك و أستحقاها الحب و التقدير، قد يكون سبب قلة الثقة بالنفس هو قلة تقدير الذات و عدم محبة النفس، ببساطة يمكنك تغير كل ذلك إذا شعرت بأهمية نفسك و تذكرت كم المواقف التي تصرفت بها بحكمة و علمت دوافعك النبيلة نتاج فعل ما، لا تَقسُ على نفسك و أجعل نفسك على نفسك رحيمة و بذلك تزيد ثقتك لأنك ستقدر نفسك أكثر.
مارس الرياضة واهتم بصحتك
ممارسة الرياضة تزيد شعورك بالسعادة نتيجة أفراز هرمون السعادة “الدوبامين ” مما يساعد على زيادة التركيز و الإنتاج بشكل أفضل و نشاط الدماغ، كذلك يزيد من شعور الثقة بالنفس و الذي ستشعر بها في حال عمل دماغك بشكل جيد، كذلك ستجعل الرياضة جسمك متناسق بشكل أفضل و ذلك سيساعدك على شعورك الداخلي بالقوة و السيطرة مما ينتج عن كل ذلك زيادة ثقتك في نفسك.
واجه مخاوفك ولاتتجاهلها
ربما تخاف من أمور، لا تخف كلنا لدينا أمور نخاف منها و أمور نخاف عليها ، يتحول الخوف لنقطة سلبية عندما تشعر أنك لا تستطيع التصرف أو تقل ثقتك بنفسك بسبب تلك المخاوف، و لذلك سأنصحك بأمرين، أولهم أن تعلم أن للجميع مخاوفه و أن وجود الخوف في الإنسان أمر طبيعي لاستمرار بقائه فالعقل يحاول السيطرة على حياتك هادئة دون مخاطر لذا أُشكر عقلك على ذلك، ثاني تلك الأمور أن تراقب مخاوفك و تعلمها و تحللها و تطلب المساعدة حيالها و مواجتها و التخلص منها ، فبذلك ستسطيع أن تعيش بشكل أكثر ثقة و أقل خوفًا.
تأنق دائماً وحافظ على منظرك
اللبس الأنيق و الملابس المرتبة و النظيفة تزيد من شعورك الداخلي بالثقة، فعند رؤية نفسك في المرآة و أنت تشعر أنك ترتدي ملابس أنيقة سيقلل خوفك من المواقف الاجتماعية و سيزيد من تركيزك و ثقتك، لا تصتغر تلك النقطة فبها ستشعر بتحسن كبير و ستهتم بأمر تلو أمر في هيئتك و ستشعر أنك تسيطر على بعض أمور حياتك مما سيمنحك دافع للاستمرار في السيطرة على حياتك و الشعور بالثقة.
كن هادئاً وسيطر على نفسك
الشعور بالهدوء من أساسيات الشعور بالثقة، فعندما يشعر بعقلك أن لا يوجد شيء يستدعي القلق أو الخوف سيتعامل مع الأمور بصورة أكثر نظام و وضوح، فلن يكون هناك داعي لأفراز “الأدرينالين” الذي يشعرك بالتوتر و قلة السيطرة، و للحصول على ذلك الهدوء يمكنك تعلم التأمل و تنظيم عملية التنفس و محاولة تبسيط الأمور وإيقاف خيالك حيال الأمور التي تجعلك متردد، يمكن لتلك النصيحة أن تريحك في العديد من الأمور لذا من المهم الأخذ بها و البدء في تنفيذها.
أرفض بعض الأمور
رفضك لميعاد لا تستطيع حضوره أو مناسبة لا تريد حضورها سيزيد من شعورك بالسيطرة على مجرى حياتك و ترتيبك لأولوياتك و بذلك ستزيد من شعور الثقة بالنفس بداخلك ، رفض الأمور التي لا تناسبك ستعرف من حولك أنك شخص يحترم وقته و يحترم نفسه فلا تخاف من اتخاذ تلك الخطوة و لا تخاف من ردود الفعل عليها، فمن المهم لك أن تكون أنت و بذلك ستكون شخص واثق.
عبر عن نفسك
لا يٌعجبك أمر يعجب الكثير من الناس ، يُعجبك أمر لا يعجب أحد، تتبنى رأي مختلف، لا تخاف في كل الأحوال من الأختلاف فبذلك أنت تتفرد و تعلن عن شخصيتك و هو ما سيزيد من شعورك بالثقة ومفتاحها الأول هي السيطرة و القدرة على التغيير و التحكم.
الأن بعد كل تلك النصائح الرائعة لا ينقصك سوى البدء في محاولة التحسن المستمر و أستخراج أفضل نسخة من نفسك وتزيد ثقة.
قد يٌعجبك أيضًا:
- للنفاق علامات.. لذا هل تعرف كيف تتعامل مع الشخص المنافق وما هي صفاته ؟
- كيفية التخلص من هواجس سن المراهقة وما يترتب عليها ؟
- كيف تتعلم ضبط النفس في المواقف الصعبة وتكون حازماً ؟
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية