حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة

حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة من شأنها وضع العديد من الاستراتيجيات والحلول، التي يمكن من خلالها تخطي مشكلة البطالة والحد من الآثار السلبية التي تنتج عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب والتي تتفاقم يومًا بعد يوم حول العالم، خاصة مع تذبذب الأحوال الاقتصادية وتفاقم الكثير من الأزمات التي تولد زيادة مستمرة في عدد العاطلين، بما يستوجب التدخل بحلول جذرية وسريعة.

ماهية مشكلة البطالة وأهم أسبابها

قدمت الكثير من الأوراق البحثية التي تناولت مشكلة البطالة ووضعت تعريفات محددة لتوضيح ماهية مشكلة البطالة كمشكلة اجتماعية تهدد سلامة وأمن واقتصاد المجتمعات حول العالم، ومن أبرز التعريفات المتفق عليها لتوضيح ماهية مشكلة البطالة:

تعرف البطالة على أنها عدم قدرة الحكومات والدول على إتاحة المزيد من فرص العمل التي تستوعب كم العمالة البشرية القادرة على العمل والتي ترغب في الحصول على وظيفة لتوفير احتياجاتها المالية. ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة داخل المجتمعات:

أسباب اقتصادية

يزداد معدل البطالة بشكل طردي مع زيادة المشكلات الاقتصادية داخل الدول، حيث يحجم التأخر الاقتصادي قيام الاستثمارات التي تخلق فرص عمل كثيرة، وبالتالي تفقد الدول المزيد من فرص العمل بفقدان المستثمرين نتيجة ضعف الأحوال الاقتصادية.

الأسباب التكنولوجية

كلما زاد التطور التكنولوجي في مختلف المجالات، كلما زاد الاعتماد على الآلة كبديل عن الأيدي العاملة البشرية، بما يعني تخفيض أعداد العمال وضياع الكثير من فرص العمل التي كانت متاحة بالماضي.

الأسباب الاجتماعية

الارتفاع المستمر في أعداد السكان يلعب دورًا بارزًا في رفع معدلات البطالة، حيث توفر الدول فرص عمل محدودة في حين يكون هناك أعداد كبيرة من الأفراد التي تطلب العمل بشكل يفوق الفرص المتاحة، بالإضافة إلى أن ضعف التأهيل لسوق العمل يقصر الأعمال على فئة معينة دون غيرها ويظل باقي الأفراد يعانون من البطالة.

دور المشروعات الصغيرة في حل مشكلة البطالة

تعتبر المشروعات الصغيرة من أبرز الحلول المقترحة لحل مشكلة البطالة، حيث يتعين على الحكومات تشجيع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي لا تتطلب رؤوس أموال ضخمة للبدء في مشروعات من شأنها توفير فرص عمل لعدة أفراد تختلف باختلاف حجم المشروع.

لابد تشكيل اللجان المتصة التي تتمكن من صياغة الكثير من الأفكار في شكل مشروعات صغيرة تشمل كافة المجالات وتناسب الكثير من الفئات وفقًا لاحتياجات المجتمع، بحيث يجد الأفراد ما يناسبهم من مشروعات يمكن البدء بها، بالإضافة إلى ضرورة دعم الحكومات لهذه المشاريع وتوفير السيولة المالية التي تساعد في قيام المشروع.

رغم التخوفات الكثيرة من قبل الأفراد والتي تدور حول فكرة المخاطرة بالدخول في مشاريع صغيرة، إلا أنها تمثل حلول مناسبة لخفض معدلات البطالة كما تمثل تلك المشاريع عائد اقتصادي مجدي يساعد في تطوير الاقتصاد المحلي بشكل عام.

دور الاستثمار والمستثمرين في الحد من البطالة

دائمًا ما يحتل الاستثمار والمستثمرين خط الدفاع الأول الذي يستهدف حل مشكلة البطالة ضمن أفضل حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة فكلما كانت الدولة قادرة على جذب المستثمرين، كلما ساعدت في خلق فرص عمل كثيرة تجذب كل من هو مؤهل للعمل وتحد من أعداد العاطلين.

تسعى الدول في الكثير من الأحيان مع ارتفاع معدلات البطالة إلى تسهيل شروط الاستثمار في مختلف المجالات وطرح العديد من الفرص الاستثمارية التي تسمح بخلق مناطق استثمارية كبيرة توفر فرص عمل للشباب.

الاستثمار في شتى المجالات يعد من أفضل الحلول المقترحة لتنمية الاقتصاد المحلي، ومن ثم التخلص من شبح البطلة، لذا تتنافس الدول في خلق بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين والتي تتضمن الكثير من التسهيلات سواء في الحصول على الأراضي الخاصة بالمشاريع بجانب تخفيض الضرائب وتسهيل إجراءات إقامة المشروعات، وغيرها من القرارات التي تستقطب الاستثمار الخارجي بهدف خلق فرص عمل حقيقية للعاطلين.

مراكز التدريب والتأهيل حل آمن للحد من البطالة

العمل الجاد يتطلب كفاءات بشرية يمكنها دفع عجلة الإنتاج وتنمية الاقتصاد، ومع ضعف التدريب والتأهيل للأفراد للإيفاء بمتطلبات سوق العمل يقل الإقبال على توظيف الجميع وتوضع شروط مهنية ومهارية بكفاءة خاصة لاختيار الأكثر صلاحية للفوز بالعمل، لذا يأتي دور مراكز التدريب والتأهيل ضمن أهم الحلول التي تدعم الأفراد وتأهلهم للحصول على فرص عمل مناسبة.

اهتمام الدول بفتح مراكز للتدريب والتأهيل وجذب الشباب للحصول على الدورات التدريبية من أبرز التحديات التي يجب اجتيازها من أجل تحسين أداء القوى العاملة، مع ضرورة الحرص على توفير مثل هذه الدورات بشكل مجاني أو بأسعار مخفضة واختيار الكفاءات التي تتولى مهمة التدريب في مختلف المجالات.

اكتساب العاطلين المزيد من المهارات من خلال الدورات التدريبية يساعد في زيادة فرص حصولهم على فرص عمل مناسبة، بما يقلل عدد المستبعدين من الوظائف التي تتطلب مهارة وكفاءة وبالتالي تنخفض معدلات البطالة.

شاهد أيضًا: هل تريد البحث عن وظيفة ؟.. إليك أهم مهارات البحث عن وظيفة

السياسة المالية ودورها في الحد من البطالة

غالبًا ما يواجه الدول التي تعاني من الركود الاقتصادي مشكلات أكبر بارتفاع معدلات البطالة، وهنا تلجأ الدول إلى وضع سياسات مالية متعمقة من شأنها وضع حلول للركود الاقتصادي بهدف الحد من البطالة.

من أوائل الخطوات التي تتبعها الدول ضمن استراتيجيات السياسات المالية في الحد من البطالة، خفض الضرائب الملزمة للشركات والمصانع بحيث يمكنها زيادة الإنتاج والعمل على رفع معدل الطلب على السلع، وبالتالي يتوسع الإنتاج ويحتاج إلى مزيد من الأيدي العاملة.

تتبع بعض الدول حزمة من السياسات المالية التي تعمل على زيادة معدلات الإنفاق من خلال تحفيز الاقتصاد وطرح المزيد من البرامج التوظيفية والتعاقد مع الشركات بهدف طرح المزيد من الخدمات التي توفر فرص عمل للكثير من الأفراد.

استراتيجيات الحد من مشكلة البطالة

لأن البطالة من المشكلات الفجة التي تفتك بالمجتمعات وتنشر الكثير من المشكلات المترتبة عليها ومنها انتشار الجريمة والخلافات الأسرية وغيرها من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية، لذا تضع الدول الكثير من الاستراتيجيات التي يعتمد عليها في تنفيذ خطط الحد من البطالة، ومن أهم هذه الاستراتيجيات:

• وضح حلول جذرية تتخذ الطابع الرسمي لتحديد الحد الأدنى للأجور بحيث يجد الأفراد فرصة عمل بأجر مناسب بما يسمح بحل مشكلة البطالة وجذب الأفراد للوظائف المختلفة.
• وضع حد أقصى لساعات العمل المسموح بها أسبوعيًا بما يتطلب عدد أكبر من العمالة فتزداد طلبات التوظيف من قبل الشركات والمصانع.
• تشجيع إقامة المشروعات داخل المناطق النائية للحد من هجرة أهل هذه المناطق إلى المدن الكبرى سواء بالهجرة الداخلية او الخارجية، حيث يجد كل فرد فرصة عمل مناسبة داخل منطقته كحل أساسي للبطالة الجغرافية.
• تبادل مقترحات الدول الكبرى لحل مشكلة البطالة وتطبيقها بما يتناسب مع طبيعة كل دولة.
• تطوير البرامج التعليمية وخاصة التعليم الفني بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل؛ ليتمكن الخريج من مواكبة التطورات التي تطرأ على مجتمع الأعمال، وبالتالي يمكنه إيجاد فرصة عمل مناسبة.
• تكاتف الدول مع بعضها البعض لتبادل الخبرات وتمويل المبادرات التي تشجع الاستثمار بما يخلق فرص عمل جديدة بالأسواق تحد من أعداد الأفراد العاطلين.

شاهد أيضًا: كيف تستثمر مبلغ صغير ؟.. أفكار متاحة للجميع

حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة هي عبارة عن استراتيجيات تتبعها الدول للتخلص من شبح البطالة والتي تهدد المجتمعات وتفتح الباب على مصرعيه أمام الكثير من المشكلات الأخرى، بما يعني أن مواجهة البطالة هو تصدي للكثير من المشكلات داخل المجتمع ويستلزم تكاتف كافة الجهات المعنية للوصول إلى حلول جذرية تناسب كل مجتمع وتنفيذها في أسرع وقت.