تعد السياحة مصدر من مصادر الدخل الأساسي لأي بلد، وهي من الأنشطة الترفيهيه أو العلاجية أو الإستكشافية أو غيرها من أي نوع من الأنواع السياحية، ويقوم الشخص بالسفر لمسافة ملايين الكيلو مترات على الأقل من منزله إلى مكانه المحدد، لكي يشبع ما به من رغبة في رؤية معالم تاريخية تصل أعمارها إلي الآف السنين .
فالسياحة أنواع منها السياحة الدينية التى يقوم الشخص بزيارة الأراضي المقدسة، مثل “مكة المكرمة والمدينة المنورة بالسعودية، والفاتيكان بالفاتيكان، والقدس الشريف بفلسطين”، وسياحة المغامرات التى يقوم الشخص من خلالها على الأطلاع على الغرائب والعجائب ومراقبة سكان المدينة وعاداتهم أو ركوب الأمواج والتزلج سواء على أحد الرمال الصحراوية أو أحد الشواطئ، وهناك أيضًا السياحة الثقافية التى يقوم بها الشخص بهدف زيارة الأماكن والمواقع الآثرية والثقافية والمتاحف والمعالم التاريخية إضافة إلى إكتشاف عادات وتقاليد الشعوب الأخرى .
بينما من أهم أنواع السياحة فى العالم والأشهر بجميع الدول هي السياحة الترفيهية بهدف الترفيه والإستمتاع والإستجمام والترويح عن النفس والذهاب إلى الوجهات السياحية التى بها خدمات الترفيه فلكل بلد من البلاد أٌسلوب وخدمة معينة فى ترفيه زوراها، وأخيرًا وليس بأخرًا سياحة الشواطئ التى تنتشر فى بلدان التى تطل على البحر، ويمسي هذا النوع من السياحة الشاطئية أمرًا ضارورياً فلكل بلد جمالها ورونقها الطبيعي التى تتميز به، مثل دول البحر الأحمر كالسعودية واليمن والصومال وإيتريا وزوار البحر الميت بالأردن وبعض الجزر المشهورة كجزر المالديف .
بالإضافة إلي دول حوض البحر المتوسط والبحر الكاريبي وجنوب الخليج العربي كعمان والدول الأخرى، فلكل بلد ميزة أو أثر يتميز به ففي هذا المقال سوف نتحدث عن “السودان” وما بها من آثار، فهل سمعت عن أهرامات السودان؟ وأين تقع ومن قام ببنائها وتاريخها من حيث ما كانت إلى الأن، فيما يلي أهم وأبرز المعلومات عن أهرامات السودان .
السياحة بالسودان :
تزخر وتتمتع السودان بالمقومات والآثار السياحية التاريخية على مختلف أنواعها، وذلك لتنوع جغرافيتها وتاريخها وبيئاتها الثقافية ففي شرقها تأخذنا طبيعتها الخلابة التى تتميز بها شواطئها وتسمع تلاطم البحر الأحمر بالبر السوداني، حيث تمتلئ شواطئها بالجزر المرجانية الفريدة من نوعها وتشكل موطنًا للأسماك الملونة، كما توجد أحد الرياضات الشعبية القديمة والمتعارف عليها فى جميع البلدان الساحلية وهي رياضة الغطس التى يمارسونها الزوار في مياه البحر السوداني ليكتشوفوا كل ما هو جميل ورائع فى عالم البحار .
كما يوجد على سواحلها المدينة التاريخية التى بُنيت على جزيرة مرجانية ويحيطها سور ولها خمسة أبواب، وتتمتع مباني المدينة بالزخارف والنقوش السودانية التى تدل على الطابع التقليدى السوداني، وزارها العديد من العلماء قديم الزمن والمكتشفين مثل “إبن بطوطة” و “صامويل بيكر”، وعدد من القادة والزعماء كـ “الخديوي عباس حلمي الثاني و“اللورد “ألينبي” ويوجد على بعد ثلاثة أميال منها ثمانية أبراج أثرية للمراقبة .
أما شمالها فتوجد آثار الممالك الكوشية القديمة وتعتبر هي مهد الحضارات البشرية من حيث المعابد الفرعونية والأهرمات، وتمتد الصحاري الرملية بلا نهاية فى غربها والسياحة الثقافية التى يعتمد عليها القبائل المتعددة وما تقدمة من عادات وأزياء تقليدية ونماذج موسيقية، ينتشر فى السودان الأماكن والآثار السودانية التاريخية والتى تعكس حضارتها المختلفة على البلاد المجاورة، كالنوبة فى الشمال والفونج بوسط السودان وآثار سلطنة الفور فى الغرب ومن ثم الآثار الأستمعارية والمهدية فى سائر أنحاء السودان .
جبل مرة :
يعتبر جبل مرة من الأماكن الناشطة سياحيًا بالسودان، وهي منطقة جذب سياحي فى إقليم دارفور ويبلغ ارتفاعه 10 آلاف قدم فوق سطح البحر ويتمتع بتنوع نباتاته البرية والشلالات الدائمة، ووجود فوهات بركانية فوق قمته التى بها بحيرتان، كما يوجد محمية بالجبل وهي واحدة من أكبر التجمعات التى تتكاثر عليها الطيور المهاجرة والمستوطنة إليها كالبط والإوز البري وطيور الحباري، فهو مكان يصلح لهواة المغامرة والتصوير لوجود طبيعة يتميز بها عن الأخر .
المتاحف بالسودان :
توجد العديد من المتاحف الآثرية بالسودان والتى تميزها عن غيرها من البلدان الأخرى، مثل “متحف السلطان على دينار” ويقع فى الفاشر، و“المتحف السوداني القومي” وهو من أكبر المتاحف الموجودة داخل البلاد ويقع بالعاصمة السودانية الخرطوم ويتميز بقتنائه لآثار يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى فترة الممالك النوبية، إضافة إلى العديد من المدافن والنصب التذكارية وأدوات الزينة والصور والأسلحة القديمة، مرورًا بـ “متحف محمد نور هداب” الذي يقع غرب سواكن والمعروف بإمتلاكه لمقتنايات وأدوات وأسلحة وملابس مرتبطة بتاريخ المنطقة .
كما يضم متحف القصر الجمهوري الذي يقع بشارع الجامعة بالخرطوم، عدد من اللوحات الزيتية والصور الفوتغرافية لحكام ورؤساء السودان فى حقبة ما قبل الإستقلال، والعديد من الأوسمة وقطع الأثاث والآت الموسيقية والهدايا التى يتلقها الرؤساء والحكام، كما يوجد بالمتحف جناح خاص بالسيارات الرئاسية القديمة، وهو مبنى كان بالأصل كنيسة مشيدة على الطراز المعماري البيزنطي، ويقع فى مدينة أم درمان متحف من أهم المتاحف وأقدمها بالسودان والذى كان مقرًا لسكن الخليفة “عبدالله التعايشي” ثم تحول بعدها إلى متحف “بيت الخليفة” الذي يعرض العديد من المقتنيات الثورة المهدية والمركبات وأزياء وأسحلة وغيرها .
أهرمات السودان :
فيوجد حوالى 220 هرم بالولاية الشمالية التى تبعد عن الخرطوم 600 كيلومتر، وهي من أقدم الأهرمات فى وادي النيل، هنا ازدهرت ممالك نبتة ومروي وكوش وكرمة، وهنا يلتئم شمل الملوك العظماء مثل “بعانخي، تهراقا، شبتاكا” الذين إمتد نفوذهم عبر مصر إلى حدود فلسطين.
وتبدأ قصة الأهرمات منذ قديم الأزل عندما كان “تحتمس الثالث” حاكم لمصر وأمر ببناء مدينة مصرية على ضفاف نهر النيل بمطنقة كوش وأسماها “نَبته” التى هي الأن النوبة، وذلك لكي تكون إقليم تابع للدولة المصرية فى تلك المنطقة، واستمر الحكم الفرعوني بها لمدة خمسة قرون كاملة أضفت إليها الحضارة المصرية العديد من خلال المعابد المبنية، ووجدت عدة ممالك نوبية من قبل “مملكة كوش” فالآثار فى تلك المنطقة خصوصًا مدينة كرمة، تدل على وجود حضارات عريقة وقديمة فى تلك المنطقة وهو ما تدلنا عليه الآثار والمقتنيات الموجودة .
إستمرت فكرة الحياة الأبدية وحياة ما بعد الموت عادة عند جميع الملوك فى ذات الوقت، وتعد الأهرامات هي مبادئ لترسيخ الحكم واستمراره ففي “المملكة الكوشية” بمنطقة كوش بُنيت أهرامات كانت قريبة جدًا من تصميم الأهرامات المصرية، ومن تلك الأهرامات التابعة للمملكة الكوشية وتشابة وتحاكي النموذج الفرعوني أو قريبة منها، هي أهرامات منطقة “نوري”، وأهرمات جبل البركل وهرم الكورو، وتعد تلك الأهرامات واحدة من أهم منجزات الحضارة السودانية، وإلى جانب الأهرامات توجد عدة معابد قديمة منها معبد الأسد أبادماك ومعبد آمون والكشك الروماني وبعض الآثار النوبية القديمة.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية