ما هو القتل الرحيم؟.. وظاهرة قتل الأحياء بحجة المرض حيث أصبحت تلك الظاهرة منتشرة بشكل كبير بين العديد من الدول، فكلمة “القتل الرحيم” هي كلمة تم اقتباسها من التاريخ، وتختلف معانيها على حسب الاستخدام، فقد تم استخدام تلك الكلمة في الطب لأول مرة في القرن السابع عشر من قبل الطبيب والفيلسوف “فرنسيس بيكون”.
تعريف القتل الرحيم
ترجع أصول الكلمة إلى اللغة اليونانية، وتعني قتل الشخص أو إنهاء حياته بقصد، ويتم ذلك عن طريق إعطاء المريض دواء مميت وذلك للتخفيف من ألم المريض ومعاناته، وتستخدم تلك الطريقة في حال كان المريض مصاب بمرض لا يمكن الشفاء منه، ومن كثرة الشعور بالألم والمعاناه يَطلب من الطبيب أن ينهي حياته للتخلص من ذلك الألم، ومن الممكن أن يستبدل الطبيب العقار المميت ببعض الأدوية التي تحث المريض على الانتحار بإرادته.
أنواع الموت الرحيم
يتم تصنيف الموت الرحيم إلى عدة أنواع على حسب الشخص الذي أتخذ القرار بالقتل؟ والطريقة المتبعة في الانتحار نفسه، كما أن هناك بعض الدول التي تؤيد فكرة القتل الرحيم وتعتقد أنه إنهاء لعذاب هذا الشخص، لكن على الجانب الآخر توجد دول تعاقب مرتكبي القتل الرحيم، كما انقسمت آراء الأشخاص أنفسهم بين مؤيدين ومعارضين، لذا هيا بنا لنرى أنواع القتل الرحيم والاختلاف بينها:
القتل الطوعي أو الأرادي
هذا هو أكثر الأنواع التي يؤيدها أنصار الموت الرحيم، حيث أن المريض بنفسه هو من يتخذ القرار بإنهاء حياته.
القتل غير الطوعي
في تلك الحالة لا يستطيع المريض أن يقر بأنهاء حياته بنفسه كان يكون المريض في غيبوبة أو الأطفال أو المصابين بالخرف، فيقوم الطبيب أو أي شخص آخر باتخاذ هذا القرار بدلاً عنه.
القتل بالإكراه
حيث يقوم شخصاً ما بأتخاذ القرار بأنهاء حياة أشخاص آخرين من منطلق بأنه يريد إنهاء الألم والعذاب، حيث قرر وزير الدعاية الألماني التخلص من حياة أطفاله الستة وزوجته عن طريق إعطائهم مخدر لتنويمهم ثم إدخال حبة من السم داخل أفواههم.
طرق القتل الرحيم
بعد أن بينا أنواع الموت الرحيم من حيث نوع الشخص الذي يتخذ القرار، فهناك عدة طرق للقتل من حيث الإجراء ونوع القتل ذات نفسه، ومن طرق القتل الرحيم:
القتل الرحيم النشط
هو أن يقوم الطبيب أو الشخص المسئول عن المريض من التمريض فيقوم بإعطائه نوع من العلاج يساعده على التخلص من حياته مثل بعض المواد السامة أو حقن المريض بعقارات طبية مميتة أو جرعة كبيرة من المسكنات.
القتل السلبي
في حال يقوم المريض أو أحد أقاربه أيقاف الأدوية والرعاية الطبية أو حتى جهاز التنفس أي أبعاد كل ما هو سبب في إطالة عمر المريض، أو إعطاء المريض “الأفيون” كمسكن بجرعات عالية، واختلف العديد من الأشخاص حول ما كان هذا القتل رحيم أم لا.
آراء المؤيدين للموت الرحيم
هناك عدد من الأشخاص والدول التي تؤيد الموت الرحيم كفكرة، حيث تعتبر أن للشخص الحرية الكاملة في اتخاذ جميع القرارات التي تتعلق بحياته وصحته، وبما في ذلك القرار بإنهاء حياته أم لا، كما تدعم فكرتهم القول بأن المريض وحده هو من يشعر بالألم والمعانه لذا من حقه التفكير في التخلص من ذلك الألم بأي طريقة حتى لو كانت موته، كما أنه من حق الأنسان أن يموت بكرامة، ويؤيد هؤلاء الأشخاص تلك الطريقة في الموت باستخدام بعض الحجج وهي:
- يعتقد هؤلاء الأشخاص أن الموت الرحيم هو تصرف أخلاقي رحيم والهدف الأساسي منه هو تخفيف الألم والمعاناه على المريض.
- كما أن هذا التصرف هو حُسن توجيهه لاستخدام الموارد والأجهزة الطبية الموجودة في المستشفيات، فبموت المريض الذي لا أمل من شفاءه تنتقل تلك الأجهزة إلى الأشخاص المرضى الذين يحتاجون لتلك الأشياء.
- تخفيف العبء المادي والنفسي على كل من يقدم الرعاية الطبية للمريض.
- من حق الشخص أن يرفض العلاج، فالأشخاص المصابين بأمراض مزمنة يرفضون تلقي العلاج حتى لا يطول عمرهم.
آراء معارضون القتل الرحيم
يعتبر الأشخاص المعارضين لهذا النوع من الموت أنه يتم تصنيف ذلك الموت على أنه نوع من أنواع جريمة القتل التي يعاقب عليها القانون، كما أن بعض الاطباء يعتقدون أن هذا القتل يتناقض تماماً مع قسم أبقراط الذي حدد من أدوارهمن وينص هذا على أنه لا يجوز للطبيب إعطاء المريض عقار يؤدي إلى موته، ويستخدم المعارضين بعضاً من الحجج مثل:
- يؤمن المعترضون على هذا النوع من القتل بأنه من الأفضل أن يكرس الطبيب جهوده لتخفيف الألم عن المريض بدلاً من قتله.
- كما يعتقدون أن طالبي الموت الرحيم هم أشخاص في الأساس لديهم استعداد للانتحار كبعض المرضى النفسيين المصابين بالاكتئاب أو الانفصام، لذا ربطوا بين الموت الرحيم والقدرة العقلية للشخص.
- الشخص المريض دائماً توجد احتمالية لشفاءه مادام لم يمت، كما يوجد احتمالية لأن يكون قد تم تشخيصه بشكل خاطئ وبالتالي يستخدم علاج خاطئ لذا لا تتقدم حالته المرضية.
الدول التي تدعم القتل الرحيم
يوجد عدد من الدول التي تقر القتل الرحيم، ويتم القتل الرحيم بالعديد من الطرق مثل إعطاء المريض جرعة دوائية مميتة أو التعبير كتابتاً عن رغبته في الموت وطلبه من الطبيب القتل الرحيم وقد بلغ عدد الدول التي أقرت بالقتل الرحيم 114 دولة، على الرغم من أنه تم تجريم القتل الرحيم في القانون الدولي وهذه الدول هي” بلجيكا- اللوكسمبورغ – هولندا- سويسرا- الولايات المتحدة الامريكية- الدنمارك- فنلندا- فرنسا- الهند- إيرلندا- إيطاليا- كولومبيا- المكسيك” وقد دخلت أسبانبا مؤخراً.
قامت الولايات المتحدة الامريكية بحظر القتل الرحيم في جميع الدول إلا أنه هناك 6 ولايات تصرح بالقتل الرحيم وتسمح به، وفي الدنمارك وفنلندا وفرنسا والهند يقومون بوقف إعطاء المريض الرعاية الطبية حتى يتوفى، وعلى الرغم من ألمانيا تحظر القتل الرحيم إلا إنها لا تجرم من يساعد المريض على الموت فهي من أبشع صور الموت الرحيم في العالم.
رأي الأسلام في القتل الرحيم
كثير من الأشخاص يتساءلون عن حكم الإسلام في القتل الرحيم أو أن يطلب المريض من الطبيب أن يخلصه من حياته والألم والمعاناه التي يعيشها، وقد أقر الإسلام بأن القتل الرحيم ماهو إلا انتحار وقتل نفس بغير حق، فالبدن هو ملك الله ولا يحق للإنسان إزهاق روحه بأي شكل من الأشكال، وأن هذا االقتل حرام شرعاً كما يعد من أكبر الكبائر، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الشأن ” إن رجلاً ممن كان قبلكم خرجت به قرحة، فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها، فلم يرقأ الدم حتى مات. قال ربكم: قد حرمت عليه الجنة» رواه البخاري.
أما في حالة رأى الطبيب أنه لا فائدة في علاج المريض وأنه ميت لا محالة وقام بقتله فهذا يعد قتل للنفس بغير حق، والمريض الذي يطلب من الطبيب أن يخلصه من حياته فيعد منتحراً.
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية تقريرنا اليوم عن سؤال ما هو القتل الرحيم ؟.. ظاهرة قتل الأحياء بحجة المرض !، ومن الجدير بالذكر أن دولة هولندا هي أول دولة أجازت القتل الرحيم منذ عام 2001، م تلتها دولة بلجيكا في عام 2002، ومن أول الولايات التي أقرت بهذا النوع من القتل هي ولاية “أوريغون”.
قد يُعجبك أيضًا:
- كيف تتغلب على خوفك من أي شيء لتحقيق النجاح والراحة النفسية ؟
- هل تشعر بالطاقه السلبية من حولك ؟.. إليك طرق فعالة للتخلص من الطاقه السلبية
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية