تحتوي اللغة العربية على العديد من المحسنات، كالتورية والجناس والطباق والمقابلة، وغير ذلك، وكلها تزيد من جمال هذه اللغة الرائعة، حيث من خلال علم البديع كان وما زال الكتاب يألفون ويكتبون الكثير من النصوص المميزة ذات المعاني العميقة، والألفاظ الإبداعية.
معنى الطباق والمقابلة
يقع الطباق ضمن المحسنات البديعية، والذي من خلاله يتم جمع شيئين متضادين وفي نفس الوقت يتم توضيح الفارق بينهما، كذلك المقابلة واحدة من محسنات اللغة البديعية، ومن خلالها يتم جعل المعنى أفضل، وتعني المقابلة وجود معنيان متوافقان، وربما أكثر من معنى، وبعد ذلك نجد معاني تقابل تلك المعاني.
الفارق بين كلاً من الطباق والمقابلة
كلاهما يقعان ضمن محسنات اللغة البديعية المعنوية، ولكن هناك فروق بالتأكيد بينهما، وهي كما يلي:
- محسن الطباق: في معظم الأحيان لا يكون موجودًا سوى بين متضادين، أي كلمة وعكسها.
- محسن المقابلة: معممة أكثر، فقد تجدها بأربع كلمات بينهما تضاد، حيث تجد كلمتين بصدر النص وكلمتين في عجزه.
- الطباق يعتمد على التضاد، ولكن المقابلة، قد يوجد فيها تضاد، وقد لا يوجد، فقد تجمع بينهما بمكان واحد.
الفارق بين هذين المحسنين بالاعتماد على الاستخدام
الطباق كما قلنا يعتمد على كلمة ومضادها، وله أكثر من قسم، كالتالي:
- قسم طباق الإيجاب، وفي العادة هنا لا يتم استعمال النفي، حيث قد تذكر كلمة بكلمة، على سبيل المثال: (قوي ضعيف).
- قسم طباق السلب، ويتضح الطباق هنا باستعمال النفي، أي يضع الكاتب الكلمة وضدها من خلال نفيه وحذفه، ولكن مع عدم توضيح بلفظ واضح عكس تلك الكلمة، على سبيل المثال: (يرحل، لا يرحل).
- قسم إيهام التضاد، وفيه يتم ذكر ما هو مناقض للكلمة بصورة ليست مباشرة، فيوجد الكاتب نوع من التوهم، وهذا يبين أن الكلمة المقصودة ليست تدل على الضد، ولكن تعمل على تقريب صورة (عكسية) لمعنى الكلمة الأولى، على سبيل المثال: “يُبدي وشاحًا أبيضًا من سيبِه” … والجَوقد لبِس الوشاح الأغبرا، مصطلح الأغبرا هنا ليس نقيضًا لمصطلح أبيضًا، ولكن يتوهم القارئ بهذا.
أيضا للمقابلة أقسام ولكن كثيرة، نذكرها لكم كما يلي:
- مقابلة كلمتان بكلمتين، على سبيل المثال: “فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا”، وهنا نجد كلمتين بمضادين، أي الضحك وعكسه البكاء، وكذلك القليل، وعكسه الكثير.
- مقابلة ٣ كلمات مع ٣ كلمات، على سبيل المثال هذا البيت: “ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا … وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل”.
- مقابلة ٤ كلمات مع ٤ كلمات، على سبيل المثال: قول أبو تمام: “يا أمة كان قبح الجور يسخطها دهرا … فأصبح حُسن العدل يرضيها”.
- مقابلة ٥ كلمات مع ٥ كلمات، على سبيل المثال هذا البيت: “بواطئ فوق خَد الصبح مشتهر … وطائر تحت ذيل الليل مكتتم”.
- مقابلة ٦ كلمات مع ٦ كلمات، وهذا هو النوع الأخير من المقابلة.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية