ما هو الفعل المضارع

إذا كانت الكلمة التي يتكون منها الكلام، لا تخلو من أن تكون اسمًا أو فعلاً أو حرفًا، ولاكن ما يعنينا في هذا المقام هو الفعل، ما هو الفعل، وما هي أقسامه؟ وما هو الفعل المضارع، الذي هو ضمن هذه الأقسام.

تعريف الفعل

هو ما دل على حدث مقترن بزمن، أي يدل على حصول شيء قي زمن معين، أي أنه يدل على شيئين الحدث + الزمن:

• فالفعل ضرب فإنه يدل على حصول الضرب في الزمن الماضي مثل: ضرب المدرس التلميذ أمس.
• والفعل يضرب فإنه يدل على حصول الضرب في الزمن الحال أو المستقبل مثل: يضرب المدرس التلميذ الأن أو غدًا.
• والفعل اضرب فإنه يدل على طلب حصول الضرب في الزمن المستقبل مثل اضرب التلميذ.

 أقسام الفعل

• فعل ماض: ذاكر محمد دروسه.
• فعل مضارع: يذاكر محمد دروسه.
• فعل أمر: يا محمد ذاكر دروسك.

تعريف الفعل المضارع

هو ما يدل على حدث في زمن يصلح للحال أو الاستقبال مثل أحمد يذاكر الآن؛ لأنه سوف يمتحن غدًا، فالمضارع يذاكر دل على الحال (الآن) والفعل يمتحن دال على المستقبل (غداً) وكلاهما مضارعان.

لماذا سمي مضارعًا ؟

المضارع: هو المماثل والمشابه والمضاهي والمساوي؛ وسمي بذلك لأنه يماثل اسم الفاعل في الحركات والسكنات وعدد الحروف وفي الوظيفة الإعرابية، وقي احتمالية الحال أو الاستقبال ولذلك سمي مضارعًا.

• فالفعل ضرب مضارعه يضرب واسم الفاعل ضارب، نجد أن كلاً من الفعل المضارع واسم الفاعل تماثلا وتضارعا حيث جاءا على أربعة أحرف فتضارعا وتشابها في عدد الحروف.
• وفي عدد الحركان والسكنات فحروفهما على الترتيب تتكون من (متحرك فساكن فمتحرك فمتحرك) كما جاء في يضرب وضارب، ومثله الفعل المضارع: يستخرج واسم الفاعل: مستخرج (بكسر الراء)، وينطلق ومنطلق (بكسر اللام)؛ لإنهما دائمًا متماثلان يضارع كل واحد منهما الآخر.
• والفعل واسم الفاعل يعملان نفس العمل، كلاهما يرفع فاعلا ًوينصب مفعولاً في حالة التعدي يضرب زيد عمرًا، أضارب زيد عمرا
• واحتمالية دلالة الحال أو الاستقبال مثل: يضرب زيد عمرًا الآن – غدا، أضارب زيد عمرا الآن – غدًا

كيف نأتي بالفعل المضارع

نأتي بالفعل المضارع بإضافة حرف من حروف المضارعة في أوله وهي مجموعة في كلمة (أنيت) أو كلمة (نأتي) أي الحروف (النون – الهمزة – التاء – الياء) مثال الفعل الماضي كتب يكون مضارعه كالتالي:

• أكتب درسي الآن بإضافة حرف المضارعة همزة المتكلم في أوله
• نكتب نحن الآن بإضافة حرف المضارعة نون المتكلم المشارك لغيره أو المعظم لنفسه. في أوله.
• يكتب محمد درسه بإضافة حرف المضارعة ياء الغائب في أوله
• أنت تكتب درسك بإضافة حرف المضارعة تاء المخاطب في أوله.

وهناك تغييرات أخرى قد تحدث في الفعل عند صوغ المضارع منه بحسب نوعه وعدد حروفه مثل “أقام” المضارع “يقيم”، واستخرج المضارع “يستخرج”، ونام المضارع “ينام”، وتعلم المضارع “يتعلم”، واستقام المضارع “يستقيم”.

إعراب الفعل المضارع

يعرب الفعل المضارع في كل حالاته ماعدا حالتين فإنه يبنى فيهما. وإذا كان المضارع معربًا فإنه يرفع وينصب ويجزم.

• يرفع الفعل المضارع بالضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر مثل: يرزق الله الخلق جميعا، ويرفع بالضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر مثل: يسعى المؤمن في الخير فالفعل يسعى مرفوع بالضمة المقدرة؛ لأن الألف لا تكون إلا ساكنة ويتعذر وضع الحركات عليها بما فيها الضمة، ويرفع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة مثل: الطلاب يحترمون معلمهم، فالفعل يحترمون مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة فاعل.
• ينصب الفعل المضارع بالفتحة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر مثل: أريد منك أن تجتهد، فالفعل تجتهد منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وينصب بالفتحة المقدرة إذا كان معتل الآخر مثل: أريد منك أن تسعى في الخير، وينصب بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة مثل: لن تنالوا النجاح حتى تجتهدوا، فالفعل تجتهدوا منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون وواو الجماعة فاعل.
• يجرم الفعل المضارع بالسكون إذا كان صحيح الآخر مثل: لم يهمل محمد في عمله، فالفعل يهمل مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، ويجزم بحذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر مثل: لم يسع المنافق في الخير ولم يدع إليه ولم يقض بالحق، ويجزم بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة مثل: لا تهملوا أيها الطلاب، فالفعل تهملوا مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون وواو الجماعة فاعل.

متى يبنى الفعل المضارع

يبنى الفعل المضارع في حالتين:

• يبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة مثل: المعلمات يعلمن التلاميذ فالميم آخر الفعل لزمت السكون؛ لأنها اتصلت بنون النسوة.
• ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد مثل: لأخدمنّ وطني ما حييت والميم آخر الفعل لزمت الفتح للاتصال بنون التوكيد.

وفي النهاية يجب أن ننبه أن الفعل المضارع في أول حالاته المتجردة من الناصب والجازم يكون مرفوعًا ، إلا إذا سبقه أداة نصب فإنه ينصب ، أو سبقته أداة جزم فإنه يجزم وأن الأصل فيه الإعراب وهو الفعل الوحيد المعرب  بخلاف الماضي والأمر فإنهما مبنيان والمضارع لا يبنى إلا إذا اتصلت به نون النسوة أو نون التوكيد.