الذكر هو الوسيلة التي تقرب العبد من ربه، وقد جعلها الله عز وجل أفضل وأيسر الأعمال الصالحة التي يُمكن للعبد الاستعانة بها في كل وقت، لا سيما وقت الشدائد، ولا شك أن ترديد الأدعية المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هي أفضل ما يُمكن، ومن بينها دعاء ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
فضل دعاء ربي إني مسني الضر
فضل دعاء ربي إني مسني الضر لا يُقدر بثمن، وهو دعاء النبيّ أيوب عليه السلام عندما وقع عليه ابتلاء، ويُعد من أفضل الأدعية التي يُمكن للمسلم أن يستعين بها ليزول عنه الغم والهم، خاصةً أنه قد ذُكر في القرآن الكريم، لكن الأمر يحتاج إلى التحلي بقدر كبير من الإيمان، واليقين بقدرة الله على حل الأمور مهما كانت معقدة، الذي يحمل من الفضائل ما يلي:.
- تيسير أمور الزواج وطرح البركة.
- البركة في الرزق والأموال، والأبناء أيضًا.
- زوال الهم والغم من نفس العبد، والشعور بالراحة بعد الضيق والمعاناة.
- تخفيف البلاء على الإنسان الذي يواجه شرور نفسه وأعماله في الحياة الدنيا.
- التقرب من الله عز وجل، والحصول على الأجر العظيم والثواب الرفيع.
- الشفاء من كل داء أو سوء يُصيب الإنسان، وذلك عند تكرار الدعاء كثيرًا.
- بث شعور السكينة والأمان في نفس العبد بسبب ذكر الله واستغفاره في العموم.
- إخراج العبد من الكرب الشديد في الزواج، أو العمل، أو الحالة المادية، أو النفسية.
هل يجوز دعاء ربي إني مسني الضر ؟
يُعد دعاء ربي إني مسني الضر من أدعية رفع البلاء وقضاء الحاجة، وقد ذُكر في كتاب الله الحكيم، لذا فلا حرج من ترديده والدعاء به من أجل رفع الضرر، بل وإنه أمر مستحب، إذ حثنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على طلب العافية من الله، وأيضًا ردده النبيّ أيوب عليه السلام، والذي رزقه الله بالأموال الوفيرة، والصحة الجيدة، وعدد كبير من الأبناء، وقد كان كثير التصدق على الفقراء، وكريم على الضيوف، ومساعدًا لأبناء السبيل، ولا يرد أحدًا قصده أبدًا.
لذا كان دائمًا ما يشكر الله على النعم الوفيرة التي رزقه بها، لكنّ الله أراد أن يختبر صبره، لذا ابتلاه أولًا “بمرض عضال”، ثم أفقده ماله، ثم أفقده أولاده واحدًا تلو الآخر، فأصبح ليس للنبيّ شيء ولا أحد غير زوجته الوفيّة، والتي صبرت وظلت بجانبه كثيرًا، وعندما طلبت منه أن يدعو الله تعالى بالشفاء أخبرها أن الله قد رزقه بالصحة الجيدة ستين عامًا، لذا سوف يصبر مثل تلك المدة.
لكنّ عندما وجده الله صابرًا أوابًا أعاد له صحته وماله وأولاده، إذ كان النبيّ دائمًا ما يردد “ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” فغمره الله برحمته الواسعة، وأصبحت قصة أيوب من أسمى قصص الأنبياء التي تعبر عن فضل الصبر ومدى أهميته، وفضل هذا الدعاء السامي في رفع البلاء عن العبد.
أدعية لتفريج الهم وتيسير الأمور
يوجد العديد من أدعية تفريج الهم التي يُمكن الاستعانة بها بجانب دعاء ربي إني مسني الضر لرفع البلاء والكرب الشديد، وتفريج الهم، وتيسير الأمور في مختلف نواحي الحياة، ومن أبرزها :
-
اللهم إني عبدك الضعيف، لا طاقة لي بالجهد، ولا قوة لي على البلاء، أسألك أن تمنحني القوة وتلهمني الصبر، وترفع عني البلاء عاجلًا.
-
يا رب إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، أسألك أن تزيل الهم عن قلبي وتيسر أموري.
-
ربي أسألك ألا تحجب دعوتي، ولا ترد مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، وأن تحمل عني همي عاجلًا غير آجلًا، وتغمرني برحمتك الواسعة.
-
اللهم أسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم أن تستجيب دعوتي، وأن تريح عقلي، وتبث الطمأنينة في قلبي وروحي، فأنا لا حول لي ولا قوة.
-
يا مسهل الشديد، ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، أسألك أن تهديني وتغفر لي ما يحول بيني وبين الراحة، وتخرجني من حلق الضيق.
-
يا رب أسألك أن تصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأن تستجيب إلى دعوة عبدك المكروب وتزيل عني الهم والغم.
-
اللهم إني أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري.
شروط استجابة الدعاء
يجب أن يكون كل إنسان على دراية بأن هناك من المعيقات ما يُمكن أن يمنع استجابة دعائه، حيث يوجد عِدة شروط يجب الالتزام بها وتوفرها ليُقبل الدعاء، ومن ثم يأمر الله بتحقيقها أو لا، وهي الشروط الموضحة فيما يلي :
1- حُسن الظن بالله
عندما يلجأ العبد إلى ربه لا بُد أن يمتلئ قلبه باليقين أن الله لن يخذله، وأنه قادر على تحقيق دعاؤه حتى ولو بدا حدوثه مستحيل، مع العلم أن الله عند حُسن عباده به، أي إذا ظنوا به خيرًا فإن الخير يأتيهم حتمًا.
2- الاستعانة بالله فقط
يجب على العبد أن يستعين بالله فقط دون غيره، وهو ما يجب معرفته من قِبل الذين يجعلون من الأموات وسيطًا بينهم وبين الله ليستجيب دعواهم، مُعتقدين أن الميتين الصالحين يقربونهم إلى الله ويجعلون دعائهم أقرب إلى الاستجابة، وتكون حُجتهم في هذا الفعل أنهم مُذنبين أو خائفين لا جاه لهم عند ربهم، وبذلك فهم لا يدعون الله مباشرةً.
3- تجنب الاعتداء في الدعاء
المقصود بالاعتداء في الدعاء هو استعجال الاستجابة وعدم الالتزام بآدابه، بينما من الضروري أن يتوسل العبد إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروع، والتيقن أن استجابة الدعاء قد تستغرق وقتًا طويلًا، وإن لم يُستجاب في الدنيا فإن الله يحفظ خيره لصاحبه ليكون من نصيبه في الآخرة.
4- إطابة المأكل والمشرب والملبس
أتى النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم بحديثٍ شريف، نُقل عن أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم، يُشير فيه إلى أن دعوة العبد لا تُقبل إذا كان أكله أو شربه أو لبسه من مال حرام.
5- عدم الانشغال بالدعاء
على العبد أن يتحكم في نفسه ولا يجعل أي شيء يشغله عن أداء العبادات وطاعات الله -عز وجل- حتى ولو كان الدعاء، إذ إنه أمرٌ غير مقبول في الدين الإسلامي، بل يجب أن يلتزم بكافة التعاليم الدينية عند مناجاة الله تعالى.
6- خشوع القلب
إن أكثر ما يجعل دعاء المسلم أقرب إلى الاستجابة هو أن يخشع فيه، يصبح قلبه حاضرًا معه، مستشعرًا عظمة وجلالة الله عز وجل، فهي الأمور التي تُشير إلى صدق توبته، ورغبته الشديدة في استجابة الله لها، وقد جاء الدليل على ذلك في حديثٍ نبويّ شريف نُقل على لسان أبي هريرة رضي الله عنه، ووُضع في صحيح الجامع.
يعرف المرء فضل دعاء ربي إني مسني الضر جيدًا عندما يستعين به في وقت الابتلاء، سواء كان متعلق بالحالة النفسية، أو الضوائق المادية، أو الأبناء، أو الحالة الصحية، وغير ذلك الكثير.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية