الوفاء والإخلاص يعتبر من أجمل الصفات الإنسانية التي يتحلى بها الإنسان ومعناه الصدق في التعامل مع الأخرين، وصفاء النية تجاههم، والوفاء لهم، وصفة الوفاء الإخلاص قد تكون في العمل أو في الصداقة أو مع المقربين وأفراد العائلة، والشخص الذي يتمتع بتلك الصفات يكون محبوب من المحيطين به.
شعر عن الوفاء والإخلاص
كتب تلك الأشعار الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن العشرة المبشرين بالجنة وكان رابع الخلفاء الراشدين وقال عن صفة الوفاء الأبيات الشعرية التالية:
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
شعر عن الوفاء والإخلاص للأعشى
كتب تلك القصيدة أَبُو بَصِيرْ مَيْمُونْ بْنْ قَيْسْ بْنْ جَنْدَلْ وهو معروف باسم الأعشى أو أعشى قيس وهو يعتبر من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي وكان معروف عنه أنه ضعيف البصر، وكتب بعض الأشعار عن الوفاء في القصيدة التالية:
وَإِيّاكَ وَالمَيتاتِ لا تَقرَبَنَّها
كَفى بِكَلامِ اللَهِ عَن ذاكَ ناهِيا
وَلا تَعِدَنَّ الناسَ ما لَستَ مُنجِزاً
وَلا تَشتِمَن جاراً لَطيفاً مُصافِيا
وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ
وَلا تَكُ سَبعاً في العَشيرَةِ عادِيا
وَإِنَّ اِمرُؤٌ أَسدى إِلَيكَ أَمانَةً
فَأَوفِ بِها إِن مِتَّ سُمّيتَ وافِيا
وَجارَةَ جَنبِ البَيتِ لا تَنعَ سِرَّها
فَإِنَّكَ لا تَخفى عَلى اللَهِ خافِيا
وَلا تَحسُدَن مَولاكَ إِن كانَ ذا غِنىً
وَلا تَجفُهُ إِن كُنتَ في المالِ غانِيا
وَلا تَخذُلَنَّ القَومَ إِن نابَ مُغرَمٌ
فَإِنَّكَ لا تَعدَم إِلى المَجدِ داعِيا
وَكُن مِن وَراءِ الجارِ حِصناً مُمَنَّعاً
وَأَوقِد شِهاباً يَسفَعُ الوَجهَ حامِيا
شعر عن الوفاء لعلي بن المقرب
على بن المقرب هو من الشعراء في مدينة الإحساء وكان سياسي بارع ومن قبيلة بني عبد القيس وتحدث في بعض الأبيات الشعرية عن الوفاء وقال فيها ما يلي:
مِلءُ المُفاضَةِ مِن بَأسٍ وَمِن كَرَمٍ
وَمِن وَفاءٍ وَمِن حِلمٍ وَمِن أَدَبِ
بَدّاعُ مَكرُمَةٍ خَواضُّ مَلحَمَةٍ
أَشهى الكَلامِ إِلى فيهِ هَلا وَهَبِ
يَوماهُ يَومُ نَدىً غَمرٍ وَيَومُ وَغَىً
لا يَومُ كاسِ رَنَوناةٍ وَلا طَرَبِ
الطاعِنُ الخَيلَ شَزرَاً كُلَّ نافِذَةٍ
سُلكى وَمَخلوجَةٍ تَشفي مِنَ الكَلبِ
وَالتارِكُ القِرنَ في البَوغاءِ مُنعَفِراً
بِضَربَةٍ سَبَقَت مِنهُ عَلى غَضَبِ
وَالواهِبُ الهَجَماتِ الحُمرَ تَتبَعُها
فِصلانُها في السِّنينِ العُرَّمِ الشُّهبِ
يَقري الضُّيوفَ سَديفَ الكُومِ مُغتَبِطاً
في الشِّيزِ لا الخازِر المَمذوقَ في العُلَبِ
تَأبى لَهُ الضَّيمَ نَفسٌ عَزَّ خالِقُها
لا كالنُّفوسِ وَأَصلٌ غَيرُ ذي أَشَبِ
أَجرا عَلى البَطَلِ المِقدامِ مِن أَسَدٍ
عَلى حُوارٍ وَمِن صَقرٍ عَلى خَرَبِ
يا اِبنَ المُلوكِ الأُلى شادوا مَمالِكَهُم
بِسَلَّةِ البيضِ وَالخَطِّيَّةِ السُّلُبِ
نَماكَ مِن آلِ إِبراهيمَ كُلُّ فَتىً
مُهَذَّبٍ طاهِرِ الأَخلاقِ مُنتَخَبِ
كَم في أُبوَّتِكَ الأَمجادِ مِن مَلكٍ
بِالمَجدِ مُلتَحِفٍ بِالتاجِ مَعتَصِبِ
لَم يَبقَ إِلّاكَ فَاِذكُر ما يُقالُ غَداً
وَإِن هَمَمتَ بَضَعفِ العَزمِ فَاِنتَسِبِ
لا تَركَنَنَّ إِلى مَن لا وفاءَ لَهُ
الذِئبُ مِن طَبعِهِ إِن يَقتَدِر يَثِبِ
وَلا تَكُن لِذَوي الأَلبابِ مُحتَقِراً
ذُو اللُبِّ يَكسِرُ فَرعَ النَبعِ بِالغَرَبِ
وَاِحسِب لِشَرِّ العِدى مِن قَبلِ مَوقِعِهِ
فَرُبَّما جاءَ أَمرٌ غَيرُ مُحتَسَبِ
وَغَر عَلى المُلكِ مِن لعبِ الرِّجالِ بِهِ
فَالمُلكُ لَيسَ بِثَبّاتٍ عَلى اللَعِبِ
وَاِرفَع وَضَع وَاِعتَزِم وَاِنفَع وَضُرَّ وَصِل
وَاِقطَع وَقُم وَاِنتَقِم وَاِصفَح وَخُذ وَهَب
وَاِحذَر تُؤَخِّر فِعلاً صالِحاً لِغَدٍ
فَكَم غَدٍ يَومُهُ غادٍ فَلم يَؤُبِ
وَاِبسُط يَدَي فاضِلٍ في الأَمرِ تُكفَ بِهِ
ما نابَ واِرمِ العِدى عَن قَوسِهِ تُصِبِ
فَفاضِلٍ غَيرِ خَوّارٍ وَلا وَكلٍ
في الكائِناتِ وَلا وانٍ وَلا وَعِبِ
أَوفى نِزارٍ وَأَكفاها وَأَمنَعها
عِندَ اللّقاءِ وَأَحماها عَلى الحَسَبِ
إلَيكَ جَوهَرَةً مِن طَبعِ قائِلَها
تَبقى عَلى غابِرِ الأَزمانِ وَالحِقَبِ
يُقالُ لِلمُدَّعي شِعراً يُعادِلُها
كَذَبتَ ما الضَرَبُ الطَّلحِيُّ كَالضَّرَبِ
بَقيتَ في دَولَةٍ يَشقى العَدُوُّ بِها
تَرعى الصَديقَ وَتُدعى كاشِفَ الكُرَبِ
شعر عن الوفاء والإخلاص لحسان بن ثابت
حسان بن ثابت هو من الشعراء العرب من مواليد المدينة المنورة وكان أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قبيلة الخزرج وقيل في أشعاره عن صفة الوفاء والإخلاص الأبيات الشعرية التالية:
أَخِلّاءُ الرَخاءِ هُمُ كَثيرٌ
وَلَكِن في البَلاءِ هُمُ قَليلُ
فَلا يَغرُركَ خُلَّةُ مَن تُؤاخي
فَما لَكَ عِندَ نائِبَةٍ خَليلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّ
وَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُ
سِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ
فَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ
شعر عن الوفاء والإخلاص لصفي الدين الحلي
صفي الدين الحلي من مواليد مدينة الكوفة في بغداد وعمل في مجال التجارة وأصبح يتنقل من مكان إلى أخر وكان له العديد من الأشعار الرائعة عن الوفاء التي تقول كلماتها ما يلي:
لما رأيت بني الزمان وما بهم * خلّ وفيّ للشدائد أصطفي
فعلمت أن المستحيل ثلاثة * الغول والعنقاء والخل الوفي
شعر عن الوفاء والإخلاص لعلي بن الجهم
علي بن الجهم القرشي هو من شعراء مدينة بغداد وكان معروف عنه الفصاحة وحب الشعر وكتب في قصيدة له عن الوفاء والإخلاص الأبيات الشعرية التالية:
وَجَرَّبنا وَجَــــرَّبَ أَوَّلــــونا فَلا شَيءٌ أَعَزُّ مِــــنَ الـــوَفاءِ
تَــــوَقَّ الناسَ يَابنَ أَبي وَأُمّي فَهُم تَبَعُ المَخافَةِ وَالــــرَّجاءِ
وَلا يَغرُرْكَ مِــــن وَغــدٍ إِخاءٌ لِأَمرٍ ما غَدا حَسَــــنَ الإِخاءِ
أَلم تَرَ مُظهِرينَ عَــــلَيَّ غِشًّا وَهُم بِالأَمسِ إِخــوانُ الصَفاءِ
بُليتُ بِنَكبَةٍ فَغَــــدَوا وَراحوا عَلَيَّ أَشَــــدَّ أَسبابِ البَلاءِ
أَبَت أَخطارُهُم أَن يَنصُـــروني بِــــمالٍ أَو بـــِجاهٍ أَو بِــــراءِ
وَخافوا أَن يُقالَ لَهُــــم خَذَلتُم صَديقًا فَادَّعَــــوا قِدَمَ الجَفاءِ
تَضافَرَتِ الرَّوافِـضُ وَالنَّصارى وَأَهلُ الإِعــــتِزالِ عَلى هِجائي
فَبَختَيشوعُ يَشهَــــدُ لِاِبنِ عَمروٍ وَعَــــزّونٌ لِهارونَ المُــــرائي
وَما الجَــــذماءُ بِنتُ أَبي سُمَيرٍ بِجَذماءِ اللِّسانِ عَــــنِ الخَــناءِ
وَعابــــوني وَما ذَنبي إِلَيهــــم سِــــوى عِــلمى بِأَولادِ الزِّناءِ
إِذا ما عُـــــدَّ مِثلُهُمُ رِجالاً فَما فَضـــلُ الرِّجالِ عَلى النِّساءِ
عَلَيهِــــم لَعنَــــةُ اللهِ ابتَداءً وَعَوداً في الصَّباحِ وَفــي المَساءِ
إِذا سَمَّيتُهُـــــم لِلنّاسِ قالــــوا أُولئِكَ شَـــرُّ مَن تَحتَ السَّماءِ
أَنا المُتَـــوَكِّلِيُّ هَــــوىً وَرَأياً وَما بِالــــواثِقِيَّةِ مِــــن خَفاءِ
وَما حَــــبسُ الخَليفَةِ لي بِـعارٍ وَلَــــيسَ بِمُؤيسي مِــنهُ التَّنائي
شعر عن الوفاء والإخلاص للبحتري
البحتري من شعراء العرب الذي عاش في مدينة حلب وذلك في عصر الدولة العباسية وكان يطلق على أشعاره اسم سلاسل الذهب وكتب عن صفة الوفاء الأشعار التالية:
سَلامٌ عَلَيكُم لا وَفاءٌ وَلا عَهدُ
أَما لَكُمُ مِن هَجرِ أَحبابِكُم بُدُّ
أَأَحبابَنا قَد أَنجَزَ البَينُ وَعدَهُ
وَشيكاً وَلَم يُنجَز لَنا مِنكُمُ وَعدُ
أَأَطلالَ دارِ العامِرِيَّةِ بِاللِوى
سَقَت رَبعَكِ الأَنواءُ ما فَعَلَت هِندُ
أَدارَ اللِوى بَينَ الصَريمَةِ وَالحِمى
أَما لِلهَوى إِلّا رَسيسَ الجَوى قَصدُ
بِنَفسِيَ مَن عَذَّبتُ نَفسي بِحُبِّهِ
وَإِن لَم يَكُن مِنهُ وِصالٌ وَلا وُدُّ
حَبيبٌ مِنَ الأَحبابِ شَطَّت بِهِ النَوى
وَأَيُّ حَبيبٍ ما أَتى دونَهُ البُعدُ
إِذا جُزتَ صَحراءَ الغُوَيرِ مُغَرِّباً
وَجازَتكَ بَطحاءَ السَواجيرِ يا سَعدُ
فَقُل لِبَني الضَحّاكِ مَهلاً فَإِنَّني
أَنَ الأُفعُوانُ الصِلُّ وَالضَيغَمُ الوَردُ
بَني واصِلٍ مَهلاً فَإِنَّ اِبنَ أُختِكُم
لَهُ عَزَماتٌ هَزلُ آرائِها جِدُّ
مَتى هِجتُموهُ لا تَهيجوا سِوى الرَدى
وَإِن كانَ خِرقاً ما يُحَلُّ لَهُ عَقدُ
مَهيباً كَنَصلِ السَيفِ لَو قُذِفَت بِهِ
ذُرى أَجَإٍ ظَلَّت وَأَعلامُهُ وَهدُ
يَوَدُّ رِجالٌ أَنَّني كُنتُ بَعضَ مَن
طَوَتهُ المَنايا لا أَروحُ وَلا أَغدو
وَلَولا اِحتِمالي ثِقلَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
تَسوءُ الأَعادي لَم يَوَدّوا الَّذي وَدّوا
ذَريني وَإِيّاهُم فَحَسبي صَريمَتي
إِذا الحَربُ لَم يُقدَح لِمُخمِدِها زَندُ
وَلي صاحِبٌ عَضبُ المَضارِبِ صارِمٍ
طَويلُ النَجادِ ما يُفَلُّ لَهُ حَدُّ
وَباكِيَةٍ تَشكو الفِراقَ بِأَدمُعٍ
تُبادِرُها سَحّاً كَما اِنتَثَرَ العِقدُ
رَشادَكَ لا يَحزُنكَ بَينُ اِبنِ هِمَّةٍ
يَتوقُ إِلى العَلياءِ لَيسَ لَهُ نَدُّ
إلى هنا نكون قد ذكرنا أكثر من قصيدة شعر عن الوفاء والإخلاص تلك الصفة الجميلة التي تشير إلى عدم الغدر أو خيانة الغير، وتدل على أن الشخص يفعل كل ما بوسعه من أجل الحفاظ على علاقة الود والمحبة مع الأخرين.
آخر التعليقات
نزهة حسن علي شرف | قصة داوود عليه السلام مع نبأ الخصم
كرتون | أفضل 10 مسلسلات أنمي في التاريخ حسب آخر استفتاءٍ لنا
مصطفي | ليوناردو دافنشي: أب الفن و الهندسة المعمارية